"فوتبول ليكس" تقدم كما هائلا من المعلومات يهز عالم كرة القدم

باريس - يتحضر عالم كرة القدم لموعد محتمل مع سلسلة جديدة من الفضائح، وذلك بعدما سلم المقرصن البرتغالي روي بينتو الذي كان خلف ما يُعرف بتسريبات “فوتبول ليكس”، الأقراص الصلبة الخاصة به إلى المحققين الفرنسيين والأوروبيين حتى مع تخوفه من أن حياته “عالقة تماما”.
ويمكن أن يفتح هذا الكم الهائل من المعلومات سلسلة جديدة من الاكتشافات التي قد تهز كرة القدم الأوروبية بشكل خاص. وقال بينتو “أنا متأكد من أنه لا تزال هناك أشياء كثيرة لم يتم التحقيق فيها”.
ومنذ بدء التسريبات لأول مرة عام 2015، قام بينتو بنشر رواتب بعض النجوم الكبار على غرار الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرازيلي نيمار، واتهام البرتغالي كريستيانو رونالدو بالاغتصاب، كلها مواضيع جوبهت بالنفي بما في ذلك إستراتيجيات التحايل على اللعب المالي النظيف في مانشستر سيتي الإنجليزي أو التنميط العرقي في باريس سان جرمان الفرنسي.
ودفع بينتو ثمنا شخصيا جراء هذه التسريبات وأوقف في المجر في يناير 2019 وحُكِمَ عليه بالسجن لأربعة أعوام مع وقف التنفيذ في محكمة برتغالية العام الماضي بتهمة محاولة الابتزاز والدخول غير المصرح به إلى أنظمة الكمبيوتر.
المقرصن البرتغالي روي بينتو يمنح السلطات الفرنسية حق الوصول الكامل وغير المحدود إلى البيانات التي سربها
وفي نوفمبر الماضي، حكم القضاء الفرنسي على البرتغالي بالسجن ستة أشهر مع وقف التنفيذ بسبب التسريبات المرتبطة بإداريي سان جرمان، والأسبوع الماضي استجوب محققو مكافحة الفساد الفرنسيون بينتو بالقرب من باريس، بحضور قضاة متخصصين في الجرائم المالية.
وتتعلق جلسة الاستجواب بتحقيق فرنسي في تسريبات “فوتبول ليكس” الأصلية فُتِحَ في أواخر 2016، وقد حضرها محققون من ألمانيا وبلجيكا ودول أخرى.
وفي مقابلة مع وكالة فرانس برس ووسائل إعلام فرنسية أخرى في مكتب محاميه الفرنسي وليام بوردون، كشف بينتو عن أسباب وجوده في فرنسا حيث أراد “لأول مرة منح السلطات الفرنسية والأجنبية حق الوصول الكامل وغير المحدود إلى البيانات” التي كان يجمعها حتى اعتقاله قبل خمسة أعوام.
وتعتبر المعلومات المتاحة للمحققين أكبر بكثير من تلك التي سُلِمَت لشبكة التعاون الاستقصائي الأوروبي (الاتحاد الإعلامي الذي تأسس على يد مؤسسات إعلامية كبرى مثل مجلة “دير شبيغل” الألمانية وصحيفة “إل موندو” الإسبانية والصحيفة الإلكترونية الفرنسية الاستقصائية “ميديابارت” التي تولت نشر التسريبات حتى الآن).
وأكد مكتب محققي الجرائم المالية في فرنسا أن “العمل على استغلال البيانات يمكن أن يبدأ الآن”، مشيدا بـ”تعاون” بينتو الذي سيساعد في “إعادة إطلاق الإجراءات الجارية حاليا أو التي ستؤدي إلى فتح تحقيقات جديدة”.
وقال البرتغالي إن الأقراص الصلبة تحتوي على معلومات عن بعض الأندية الأوروبية الكروية الكبرى، الاتحادات الرياضية والشركات، مضيفا “أنا متأكد من أنه لا تزال هناك أشياء كثيرة لم يتم التحقيق فيها”.