#فهد_بوهندي ضحية جديدة لآلة القمع القطرية

السلطات القطرية تحتفظ بصلاحيات واسعة في مراقبة مواطنيها وفرض عقوبات جنائية عليهم بتهمة نشر أخبار كاذبة بعد تعالي الاحتجاجات الإلكترونية في المنطقة.
الاثنين 2020/04/20
ما خفي أعظم

فهد بوهندي إعلامي قطري تصدّر اسمه الترند على موقع تويتر على خلفية تأكيد وفاته في سجن بوهامور، بعد اعتقاله لأكثر من ثلاث سنوات.

الدوحة- تصدّر هاشتاغ #فهد_بوهندي الترند على موقع تويتر على خلفية وفاة الإعلامي القطري فهد بوهندي في السجن بعد سنوات من الاعتقال التعسفي.

وبوهندي (37 عاما)، المعروف بنشاطه على مواقع التواصل الاجتماعي خاصة تويتر، كان يشغل منصب مدير مركز الإبداع الثقافي في تلفزيون قطر وفق حسابه على موقع
لينكدان.

ولم يعرف سبب وفاة الإعلامي المسجون منذ عام 2016 في سجن بوهامور، سيء السمعة، لكن مصادر قالت إن وفاته كانت بسبب التعذيب الذي تعرّض له ومخلفاته.

وكُشفت وفاة بوهندي بعد تغريدة لصديقه الإعلامي القطري أحمد بن علي الحمادي في 5 أبريل جاء فيها:

ونشر الحمادي التغريدة مرفوقة بصورة جمعته ببوهندي قبل سنوات.

وكشفت مصادر أن عائلة بوهندي مُنعت من الصلاة عليه كما أنه دفن في مكان غير معلوم، ولم تكشف أيّ وسيلة إعلامية تتبع النظام القطري أي معلومات عن الأمر. وأكد حساب شؤون إسلامية الذي يتابعه أكثر من 125 ألف متابع الخبر:

وأعلن مغرد:

وكان الإعلامي القطري عبدالله الملا غرد:

smaismaqtr@

خف علينا يا المناضل، بس عيب تستغلون شخصا متوفيا في النكاية السياسية.

ورد إعلامي بالسخرية:

وما يحدث في السجون القطرية من انتهاكات لا يعلم عنها أحد شيئا، هي نتيجة عدة عوامل، لعلّ أهمها امتلاك قطر آلة إعلامية ضخمة يمكنها تضليل الرأي العام القطري والعالمي.

كما اكتسبت قطر في السنوات الماضية خبرة كبيرة في تشويه خصومها وتلميع صورتها على مواقع التواصل الاجتماعي في العالم عبر تجنيد جيوش إلكترونية. وفي الفترة الأخيرة باتت مهمّة هذه الجيوش الإلكترونية التوجّه إلى الداخل القطري، لتعزيز المحتوى الموالي لتوجّهات النظام.

وتقول مصادر إن بوهندي توفي منذ أكثر من سنتين بسبب التعذيب في سجن بوهامور ولم يعلن عن وفاته إلا الآن. ويلقب سجن بوهامور بـ”غوانتنامو قطر”، أين يمارس فيه التعذيب والتنكيل بحق المعارضين للنظام القطري.

ولدى سجن بوهامور تاريخ دموي. ولعب المعتقل دورا كبيرا في قمع المعارضة التي رفضت تأييد حكم أمير دولة قطر السابق الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني بعد انقلابه على والده واستيلائه على الحكم عام 1995.

وأفاد موقع تابع للمعارضة القطرية، أن معتقلين سابقين داخلَ سجن بوهامور أكدوا استعانةَ القائمين على السجن بميليشيا أجنبية لتعذيبِ المعتقلين. وكشف المعارض القطري، هميان الكواري، أن “النظام القطري يريد من كل القطريين أن يلزموا الصمت”.

وأرغم الكواري على إغلاق حسابه على تويتر والتزام الصمت بعد خروجه من سجن بوهامور. ويؤكد مغرد:

مصادر تفيد أن بوهندي توفي في السجن منذ أكثر من سنتين بسبب التعذيب
مصادر تفيد أن بوهندي توفي في السجن منذ أكثر من سنتين بسبب التعذيب

جهاز أمن الدولة في #قطر أوقف عددا من المغردين القطريين من بينهم: لحدان المهندي وهميان الكواري وفيصل المرزوقي. التهم شملت التغريد عن: نفوذ موظفي #الجزيرة والفساد في مؤسسة قطر الخيرية وانتقادات لـ#عزمي_بشارة وانتقاد التطبيع الرياضي مع إسرائيل والنظام الحاكم وتجاوزاته.

ويجد قطريون في موقع تويتر متنفسا للتعبير عن آرائهم، لكنهم لا يمتعون بالجرأة بسبب خطر تعرضهم للاعتقال والموت تحت التعذيب.

وكثيرا ما تعلو أصوات ”خجولة” تطالب بالإفراج عن معتقلي الراي سرعان ما تخفت وسط زحمة التغريدات التي ترسلها الجيوش الإلكترونية للدفاع  عن قطر. وفي أغسطس الماضي، طالب نشطاء تويتر الإفراج عن المواطنة القطرية لطيفة المسيفري.

والأسبوع الماضي، نشر مغردون مقطع فيديو ظهرت فيه زوجة الشيخ طلال آل ثاني المعتقل في قطر تقول فيه إن “زوجي يتعرض لأشد أنواع التعذيب والإهانة في سجنه”.

وكانت السلطات القطرية اعتقلت عددا من الحقوقيات القطريات مع ذويهن على خلفية مطالبتهن بحقوق مشروعة عبر إطلاقهن حملة على تويتر، في أغسطس الماضي، تحمل عنوان “حقوق المرأة القطرية”.

كما أكدت تقارير إعلامية اعتقال أدمينات حساب “نسويات قطريات”، واستدعاء ذويهن للتحقيق، وتهديد أسرهن بسحب الجنسية والسجن ودفع غرامات مالية. وتحتفظ السلطات بصلاحيات واسعة في مراقبة المواطنين.

ويتضمن “قانون مكافحة الجرائم الإلكترونية” بنوداً فضفاضة ومُبهمة، حيث تجيز سجن أي شخص أسس أو أدار موقعاً على الإنترنت يقوم بنشر “أخبار غير صحيحة”.

ويقول مغردون إن تعديل نظام العقوبات في يناير الماضي الذي يقيّد هامش حرية التعبير الضيق أصلا عبر فرضها عقوبات جنائية ضد نشر “أخبار كاذبة” على الإنترنت كان نتيجة مباشرة لتعالي الاحتجاجات الإلكترونية في قطر.

19