فن قتال صيني وحمامات الساونا الفنلندية على لائحة اليونسكو

فنّ "تاي تشي تشوان" عبارة عن ممارسات جسدية تقليدية تتميّز بحركات هادئة ودائرية تركّز على ضبط النفس والتنفّس.
السبت 2020/12/19
فلسفة صينية تقليدية

كينغستون - أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، فنّ “تاي تشي تشوان” وهو فنّ قتالي هادئ ينتقل عبر الأجيال في الصين، وحمامات الساونا الفنلندية التي تعدّ “جزءا لا يتجزّأ” من الممارسات الحياتية للفنلنديين، في قائمة التراث غير المادي.

وجاء ذلك خلال الاجتماع السنوي للجنة الدولية الحكومية لصون التراث الثقافي غير المادي المنعقد في جامايكا عبر الإنترنت، والذي انطلق يوم 14 ديسمبر الجاري ويستمر إلى غاية 19 من نفس الشهر. ويبحث المشاركون فيه منذ الأربعاء إدراج نحو أربعين عنصرا جديدا في القائمة.

وأوضحت الصين في ملّف ترشيحها أن “تاي تشي تشوان المستوحى من الفلسفة الصينية التقليدية ومبادئها للحفاظ على الصحة (دورات يينغ ويانغ ووحدة السماء والبشرية) هو عبارة عن ممارسات جسدية تقليدية تتميّز بحركات هادئة ودائرية تركّز على ضبط النفس والتنفّس”.

وهذه الممارسات المعروفة في الصين بـ“تاي دجي تشوان” وفي الغرب بـ“تاي تشي تشوان” هي فنّ قتالي “داخلي” قائم على حركات بطيئة وليّنة هدفها تعزيز المرونة، خلافا للفنون القتالية “الخارجية”.

وهي واسعة الانتشار في الصين حيث من السائد رؤية رجال ونساء من الأعمار كافة يؤدّون حركات بطيئة ومضبوطة في المتنزّهات حفاظا على اللياقة النفسية والبدنية.

وتعود نشأة هذا الفنّ إلى القرن السابع عشر في إقليم خنان وسط الصين بتأثير من الأفكار الطاوية والكونفوشية ومبادئ الطبّ الصيني التقليدي.

ثقافة الساونا جزء لا يتجزأ من حياة غالبية السكان الفنلنديين
ثقافة الساونا جزء لا يتجزأ من حياة غالبية السكان الفنلنديين

وأبصرت عدّة مدارس متخصصة في هذه الممارسات النور تحمل اسم “عشيرة أو معلّم”.

أما تقليد حمامات البخار الجاف فيعود إلى مئات السنوات في فنلندا، حيث يتوافر ثلاثة ملايين حمام من هذا النوع تقريبا لنحو 5.5 ملايين نسمة.

وتستقطب مقصورات الساونا واسعة الانتشار في المنازل والشقق والمسابح المحلية الفنلنديين بمختلف أعمارهم، وهم يلجأون إليها للتنفيس عن الضغط وسط حرارة تصل تقريبا إلى 85 درجة مئوية.

وجاء في بيان صادر عن اليونسكو أن “ثقافة الساونا في فنلندا هي جزء لا يتجزّأ من حياة غالبية السكان الفنلنديين.. وهي أكثر بكثير من مجرّد حمامات للاغتسال”. ففي الشتاء، تلي حمام البخار هذا غطسة في المياه المتجمّدة لأحد أنهار البلد المقدّر عددها بنحو 180 ألفا، وهي عادة تحسّن الصحة والرفاه العقلي بحسب ممارسيها.

وأظهرت دراسات عدّة في فنلندا أن الاستخدام المنتظم للساونا قد يخفّض خطر الإصابة بجلطة دماغية، غير أن الأطباء يوصون الأشخاص الذين يعانون من مشاكل قلبية بعدم التعرّض لدرجات الحرارة العالية في حمامات البخار.

24