فنّانو الراب في تونس يتزاحمون على منصب الرئيس

موضوع سبر الآراء والشركات التي تقوم به محل جدل دائم في تونس، حيث تتهم عدة أحزاب هذه الشركات بالتحايل وعدم الدقة والتلاعب بالنتائج ما قد يؤدي إلى توجيه الرأي العام إلى غير الوجهة التي اختارها، وهذا ما حدث مع طرح مغني الراب التونسي “كادوريم” كمنافس ثالث على منصب رئيس الجمهورية في تونس، ليزيد الجدل مع إعلان مغني راب آخر ترشيح نفسه للرئاسة.
تونس- أثار استطلاع للرأي أجرته مؤسسة “سيغما كونساي” جدلا واسعا في تونس بعدما كشف عن مفاجآت ثقيلة بخصوص نوايا تصويت التونسيين خلال الانتخابات الرئاسية المقرر تنظيمها العام المقبل.
وكشفت الأرقام التي تم الإعلان عنها السبت في مؤتمر صحافي عن صعود اسم مغني الراب المثير للجدل “كادوريم” كثالث مرشح ينوي الناخبون التصويت له في انتخابات الرئاسة العام القادم، حيث حصل على نسبة 5.9 في المئة بعد الرئيس قيس سعيّد الذي لا يزال يحظى بثقة التونسيين وحصل على نسبة 49.9 في المئة من الأصوات، يليه الناشط السياسي صافي سعيد بنسبة 10.3 في المئة، بينما احتلت رئيسة الحزب الدستوري الحر عبير موسي المرتبة الرابعة بنسبة 4.6 في المئة.
وأثار خبر صعود الفنان “كادوريم” كمرشح محتمل لرئاسة تونس سجالا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، وكان صادما للكثيرين الذين اعتبروا أن الزج باسمه في عمليات سبر الآراء ونوايا التصويت رغم عدم إعلان نيته الترشح هو محاولة ممنهجة ومدروسة لتوجيه الرأي العام التونسي وتخريب للحياة السياسية وتهديد للعملية الديمقراطية، بينما أقر آخرون بشعبية “كادوريم” بعد نشاطه في مجال الأعمال الخيرية. وشكك مغردون في الاستطلاع. وكتبت صفحة:
وقالت صحافية:
وقالت صفحة خاصة بمحبّي مغني الراب:
وكتبت أستاذة جامعية:
والمغني “كادوريم” هو صهر سابق للرئيس الراحل زين العابدين بن علي، ويعتبر من “أثرياء” تونس، وتدور عدة شبهات حول ثروته. وقد قدم نفسه خلال السنوات والأشهر الأخيرة في مجال الأعمال الخيرية، إلا أن هذه التحركات أثارت توجسا من استغلالها من قبل صاحبها لتحقيق طموحات سياسية.
ومن جهته، أكد الناشط عماد الهمامي أن دخول “كادوريم” إلى سباق الرئاسة غير مستغرب بعد استهداف حملاته للفئات المحتاجة واستغلاله غياب الدولة في المناطق المهمشة، وهي نفس الطريقة الشعبوية التي اتبعها نبيل القروي وأوصلته إلى الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية الماضية.
وشكّك في تدوينته في مصداقية استطلاع الرأي، وقال إنه بمثابة “محاولة لجس نبض توجهات وميولات التونسيين السياسية قبل عام من الانتخابات والتأثير فيها”، مشيرا إلى أن تونس لا تفتقد إلى كفاءات حتى يتم إعادة سيناريو القروي مرة أخرى.
◙ ترشح سواغ مان لا يعدو أن يكون ضجة إعلامية أو جهلا بالقانون التونسي الذي يمنع ترشحه لأنه من أب برازيلي
وموضوع سبر الآراء والشركات التي تقوم به محل جدل دائم في تونس، حيث تتهم عدّة أحزاب هذه الشركات بالتحايل وعدم الدقة والتلاعب بنتائج سبر الآراء، ما قد يؤدي إلى توجيه الرأي العام التونسي إلى غير الوجهة التي اختارها.
وعلى خلفية تصدره لنوايا التصويت لدى عدد من التونسيين في نتائج سبر الآراء الأخير في تونس، أعلن من جانبه مغني الراب التونسي “سواغ مان” نيتَه الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، وسط سخرية كبيرة بين النشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
ونشر مغني الراب التونسي، الحامل للجنسية الفرنسية “عتاب زعيبط” المعروف باسمه الفني “سواغ مان”، تدوينةً على صفحته على فيسبوك قال فيها “أتشرف بتقديم نفسي كمرشح للانتخابات الرئاسية لسنة 2024”. وتابع “عاشت تونس! تونس الأفضل مع سواغ مان”.
وأثار ترشُّح “سواغ مان” للانتخابات الرئاسية في تونس والتي ستجرى عام 2024 موجة واسعة من ردود الأفعال عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
يُذكر أن “سواغ مان” هو مغني راب عرفه التونسيون عن كثب بعد مروره في عدد من البرامج التلفزيونية منذ 2015. واشتهر بين التونسيين بسبب كثرة الأوشام الموجودة على جسده، والتي بالكاد تظهر بشرته الأصلية.
واعتاد “سواغ مان” التفاخر بثرائه، على حد قوله، حتى أنه قال في لقاء تلفزيوني إن قيمة ثروته وصلت إلى 500 مليون دينار تونسي (نحو 190 مليون دولار أميركي).
◙ كادوريم حصل على نسبة 5.9 في المئة بعد الرئيس قيس سعيّد الذي لا يزال يحظى بثقة التونسيين وحصل على نسبة 49.9 في المئة من الأصوات
وقدّرت قيمة مجوهرات ارتداها بنحو مليوني دينار تونسي (نحو 700 ألف دولار أميركي). وهو ما أطلق موجة مطالبات بالتحقيق في مصدر ثروته، في حملة تشكيك في ثروته انتشرت منذ سنوات.
وفي هذا الصدد، يشار إلى أن “سواغ مان” قد أودع السجن بتهمة غسيل الأموال، وحُكم عليه ابتدائياً بخمسة أعوام سجناً، قبل أن يستأنف الحكم ويحكم ببراءته.
وجدير بالذكر، أن الفصل 89 من الدستور التونسي ينص على أن “الترشح لمنصب رئيس الجمهورية حق لكل تونسي أو تونسية غير حامل لجنسية أخرى مولود لأب وأم، وجد لأب وجد لأم تونسيين، وكلهم تونسيون دون انقطاع”. و”سواغ مان” يحمل الجنسيتين التونسية والفرنسية، وهو مولود من أم تونسية وأب برازيلي، لذلك قد لا تعدو خطوته هذه أن تكون سوى ضجة إعلامية أو جهلاً بالقانون.
من جانبه، كشف تحقيق استقصائي لموقع “الكتيبة” التونسي عن الأساليب المعقدة التي لجأ إليها “سواغ مان” للتحيل على العشرات حول العالم. وقال صحافي في موقع الكتيبة: