فنان يثير جدلا في تونس بعد غنائه مع إسرائيلي عن "السلام بين الجيران"

الأغنية تثير موجة جدل واسعة في الأوساط التونسية وسط دعوات إلى اتخاذ إجراءات بحق المغني التونسي.
الاثنين 2020/12/28
جدل واسع أثاره عمل فني في تونس

تونس - أثار المغني التونسي نعمان الشعري ضجة واسعة في الشارع التونسي بعد إصداره أغنية مصورة شاركه فيها مغن إسرائيلي حملت عنوان "السلام بين الجيران".

وضجّت مواقع التواصل بعد انتشار الأغنية، واتهم نشطاء تونسيون الشعري بالتطبيع الثقافي مع إسرائيل من خلال هذا الدويتو الذي تم بالتنسيق مع المجلس العربي للتكامل الإقليمي، الذي يتولى مهمة الدفاع والتشجيع على الحوار العربي - الإسرائيلي في المنطقة، بحسب موقع "تايمز أوف إسرائيل".

وتعرض الأغنية مشاهد من الأراضي الفلسطينية وبعض الدول العربية، ودعت إلى التصالح بين العرب وجيرانهم.

ونشرت صفحة “إسرائيل تتكلم بالعربية” التابعة لوزارة الخارجية الإسرائيلية فيديو للأغنية التي تجمع بين الفنان التونسي نعمان الشعري ونظيره الإسرائيلي زيف يحزقيل، وعلقت بالقول "الموسيقى جسر يربط بين الثقافات والشعوب".

وذكر المجلس العربي للتكامل الإقليمي على صفحته على موقع التواصل فيسبوك أن الأغنية من كلمات شاعر يمني شديد التميز طلب حجب اسمه لأسباب أمنية.

وتصاعدت الدعوات إلى اتخاذ إجراءات بحق المغني والملحن التونسي الذي يشغل قائد فرقة موسيقية في برنامج يبث على قناة تلفزيونية حكومية في تونس، فيما طالب البعض برد فعل من نقابة الموسيقيين في تونس.

وكتب المدوّن معز الحاج منصور على صفحته في فيسبوك "التطبيع لقاء المال، أموال إسرائيل تكتسح المجال الفني التونسي"، مضيفا "التونسي نعمان الشعري، الذي يزعم أنه موسيقي وموزع ومغني أناشيد دينية يعلن التطبيع مع إسرائيل.. هذا أول تعاون فني إسرائيلي تونسي يمني بدعم من جمعية المجلس العربي للتعاون الإقليمي التي يمولها الصهيوني دينيس روس.. وتتلقى تمويلات ضخمة من الإمارات وإسرائيل.. وكان نعمان الشعري قد زار 'إسرائيل' عدة مرات وقدم حفلات غنائية لقاء أموال طائلة".

ونفى الشعري في تصريحاته لإذاعة موزاييك المحلية أن تكون غاية المجلس العربي للتكامل الإقليمي الدعوة إلى التطبيع مع إسرائيل، بل إن مهمته هي نشر السلام والتسامح بين الديانات. كما نفى تلقيه أموالا لقاء هذه الأغنية.

وأقرّ الشعري بأنّه سبق وأن سافر إلى تل أبيب لإحياء حفل فني، وأضاف "الفن لا دين ولا جنسية له، لست ضدّ أو مع التطبيع.. والتطبيع في جانبه السياسي لا يعنيني والفنان يرى أن التعامل يكون مع البشر لا مع ديانتهم أو انتمائهم".

وأضاف "ما يعنيني هو أن الفنان كان من أصول عراقية، بقطع النظر عن ديانته أو الجنسية التي يحملها".

في المقابل انطلقت حملة لدعم الشعري من قبل فنانين تونسيين أعربوا عن دعمهم له واستنكروا حملات التشويه التي يتعرض لها، وقال الفنان التونسي شمس الدين باشا "أدعم صديقي وزميلي الموزع نعمان الشعري وأستنكر هذه الحملة التشويهية لمشروعه الفني وتعامله مع فنان عراقي من أصول يهودية".

وأضاف "الفن والموسيقى لغة العالم والسلم الموسيقي يُقرأ بلغة واحدة".

وكان التطبيع مع إسرائيل مثار جدل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي وعكس حالة من الإرباك لدى النخبة السياسية، خاصة بعد إعلان صحيفة نيويورك تايمز الأميركية عن توجه تونس لإبرام اتفاق سلام مع إسرائيل أسوة بالإمارات والبحرين والسودان والمغرب.

ويوجد انقسام في تونس حول ملف التطبيع، حيث لم تعد تخفي فئات مواقفها المرحبة بالعلاقة مع إسرائيل، خاصة بعد انطلاق قطار التطبيع بين الدول العربية وإسرائيل، لكن تبقى الغالبية السائدة متحفظة.