فنان جزائري يحاكي البحر بأمواجه وتقلباته في لوحات تشبه صور الكاميرا

الجزائر - يرسم الفنان التشكيلي الجزائري محمد ياسين حسيني البحر بدقة متناهية، تجعل من يشاهد اللوحة يتخيل كأنه أمام صورة فوتوغرافية التقطتها كاميرا تصوير عالية الدقة، وليس أمام لوحة أبدعتها أنامل فنان تشكيلي مرهف الإحساس، ومتمكن من أدواته الفنية.
لكن هذا الإبداع في رسم البحر بمده وجزره، وزبده تلك الرغوة البيضاء التي تتشكل بعد كل موجة، يصورها حسيني بكل تفاصيلها، حتى يجعل الرائي كأنه يقف أمامها حقيقة.
ويؤكد هذا التشكيلي الجزائري في تصريح له أن البحر هو مصدر إلهامه الأول، لأنه مولود بمدينة ساحلية تسمى القل بمحافظة سكيكدة «شرق الجزائر»؛ ولذلك أحب الماء وحركة المد والجزر، كما عشق مزاج البحر الذي يتغير بتغير أحوال الطقس.
ويقول الفنان حسيني “البحر يحاكي مزاجي الشخصي، فالطقس بالنسبة إلي هو المجتمع، وقدرتي على محاكاة المزاج البحري ومحاورة الأمواج التي تجيبني بكل صدق عن عواطفها وأحاسيسها الصادقة”.
ولتصوير معشوقه الأول، يفضل هذا التشكيلي الجزائري استخدام تقنية الألوان الزيتية والقماش، واتباع طريقة كلاسيكية قديمة، ولكن وفق منهج واقعي يعتمد على تقنية انطباعية جديدة.
ويشير هذا الفنان إلى أنه يقوم باستمرار بالبحث في الألوان للوصول إلى تقنيات جريئة، وهي تقنيات كثيرا ما يخافها الفنانون التشكيليون لأنها تعتمد أساسا على الأبيض الناصع للضوء.
ويضيف حسيني بأنه تأثر بالفنان الفرنسي كلود مونيه (1840 – 1926)، وهو أحد رواد المدرسة الانطباعية، إضافة إلى الفنان الهولندي فان غوخ (1853 – 1890)، والفنان البلجيكي رينيه فرانسوا (1898 – 1967)، والفرنسي غوستاف كوربيه (1819 – 1877).
ويقر الفنان الجزائري بأن ما يميز أعماله ورسوماته هو استخدام الضوء؛ فهو يعتبر أن لمسات فرشاته جريئة، وهذا ما يعطي أعماله خصوصيات تجعلها لا تشبه لوحات غيره من الفنانين الجزائريين.
ويعد الفنان حسيني واحدا من أهم الفنانين التشكيليين الذين قدموا الكثير لمدونة التشكيل الجزائرية، حيث شارك في العديد من المعارض الوطنية، آخرها تنظيمه لمعرض فردي في أكتوبر الماضي، ومشاركته في معرض جماعي ضم أعمال 60 تشكيليا جزائريا بمناسبة ستينية استقلال الجزائر، فضلا عن مشاركته في معارض دولية بالبرازيل، والأرجنتين، وتركيا، والعراق.
وحصل على العديد من الجوائز خلال مسيرته الفنية، كما شارك في لجان تحكيم مسابقات وطنية في الفن التشكيلي.
ويشار إلى أن المعرض القادم لهذا الفنان، سيكون خلال شهر مايو المقبل حول موضوع البحر، تحت عنوان “لا شيء سوى البحر”، وسينظمه بالتزامن في مدينتي الجزائر العاصمة، وروما الإيطالية، وسيضم جداريات عملاقة، بعضها يعرض لأول مرة.