فنان المنمنمات الجزائري مصطفى أجعوط يحكي سيرته

الفنان تأثر بما عاشه من أحداث وخاض رحلة هامة في عالم المنمنمات الذي بات يعتبر أهم المختصين فيه.
السبت 2021/06/26
تجربة راسخة في عالم الزخرفة والمنمنمات

الجزائر – يقدم الفنان التشكيلي الجزائري مصطفى أجعوط في سيرته الذاتية “المنمنمة الحائرة” الصادرة عن دار “كولورسات” العوامل التي أسهمت في تشكيل توجهاته الفنية والتي تعد مفاتيح أساسية لفهم عوالمه التي ميزها الإخلاص لفن المنمنمات.

و لد أجعوط في عام 1948 ببني ورثيلان شرق الجزائر، وسجله الأب ضمن فصول الكتّاب لحفظ القرآن الكريم، وكان الشيخ يشجع طلبته على رسم أشكال وتلوينها عند الانتهاء من حفظ كل حزب من القرآن الكريم.

ومن الفواجع التي عاشها الفنان في سن مبكرة إقدام سلطات الاحتلال الفرنسية على اغتيال والده سنة 1956، ثم موت خمسة من أعمامه اغتيالا على يد الاستعمار. ولم يكن أمام خال مصطفى سوى النزوح مع أفراد العائلة إلى الجزائر العاصمة.

وفي حي صالومبي آثر الجد تسجيل حفيده مصطفى في مدرسة يديرها الكاتب الجزائري المعروف مولود فرعون. ولوحظت على التلميذ القادم من قرى بني ورثيلان ميولاته الفنية، حيث كان يرسم أثناء الدرس، ما جعل مدرّسته تهديه أصباغا وقصصا، وطلبت منه استنساخ عدد من الرسومات خلال العطلة.

وفي سنة 1964 التحق مصطفى أجعوط بمدرسة الفنون الجميلة، وتلقى أول درس له على يدي رسام المنمنمات والزخرفة محمد غانم، وهو تلميذ قديم لمحمد راسم. وبعد أشهر أنجز أجعوط زخرفته الأولى، وكان من الذين يدرسون الخط الخطاط المعروف محمد شريفي الذي كشف لطلبته تحولات الخط العربي وأساليبه. كما يسرد أجعوط كيف درس فن المنمنمات على يدي الفنان محمد تمام الذي يعد أحد أعلام مدرسة المنمنمات الجزائرية.

وعندما اكتشف مصطفى أجعوط مدينة الجزائر سنة 1965، افتتن بأعمال أستاذ الزخرفة عمر كشكول التي كانت تزين جدران مطعم بغداد القديم بشارع شارتر، وهي عبارة عن تشكيلات زهرية واسعة بألوان موحدة صرفة.

وبتكليف من أستاذه محمد غانم قام أجعوط بإنجاز الكثير من الأعمال الفنية في مجال الخزفيات وتزيين الصناديق المزخرفة. وعندما تخرج سنة 1969 في مدرسة الفنون الجميلة، أصبح عضوا عاملا بالاتحاد الوطني للفنون التشكيلية. ثم أقام أول معرض له سنة 1976 رفقة زميله مصطفى بلكحلة.

وتوالت بعد ذلك مشاركات أجعوط في العديد من المعارض داخل الجزائر وخارجها، وساعدته عملية بيع العديد من أعماله على مواصلة مسيرته الفنية. كما ساعدته إقامته في لبنان سنة 1974 لمدة شهر على إقامة عدد من المعارض والالتقاء بعدد من الفنانين المعروفين هناك لينطلق في تجربة فنية مختلفة عن أقرانه في عالم المنمنمات.

وتواصلت رحلة أجعوط مع فن المنمنمات من خلال الإنجازات التي كان آخرها مجموعة من الأعمال التي زينت جدران جامع الجزائر وقاعاته، فضلا عن أعمال أخرى لا تقل أهمية جعلت من هذا الفنان أحد أبرز المختصين في فن المنمنمات بالجزائر.

13