فنان أفريقي يحتفي في الإمارات بالمغنية الأسطورة ماكيبا

"منزل ماكيدبا" عمل صوتي يكرم المغنية ماكيبا وبلقيس ملكة سبأ والثائرة الأفريقية ماكسكي من خلال استعادة أصواتهن.
الجمعة 2020/04/10
ميريام ماكيدبا فنانة لا تنسى

الشارقة – أعلنت مؤسسة الشارقة للفنون، في بيان لها، إطلاق أول إصداراتها التسجيلية على أسطوانات الفينيل، بعنوان “منزل ماكيدبا” للفنان نيو مويانغا، الذي قدمه للمرة الأولى في بينالي الشارقة 14 سنة 2019، احتفاءً بذكرى المغنية الجنوب أفريقية الراحلة ميريام ماكيبا.

ورغم الكتابات الكثيرة التي تناولت ماكيبا بوصفها مغنية جاز ومثقفة طليعية، إلا أن دورها تقلص في التاريخ الحديث ليتحول إلى مجرد سطرٍ مكتوب على الهامش، ولم يأت التاريخ الحديث على ذكرها بعد عجزها عن العودة إلى ديارها بسبب إجهارها بآرائها المناهضة لنظام الفصل العنصري. عاشت ماكيبا لفترة في “أفريقيا المسلمة”.

وحسب مويانغا، تكمن قيمة ماكيبا اليوم في أنها توجّهنا إلى مستقبل عالمي حافل بالاحتمالات التي تفترض أن الوطن مكان ثابت ومتجانس وآمن.

لا يعدّ العمل الصوتي “منزل ماكيبا” تكريماً لميريام ماكيبا فقط، بل وأيضاً لماكيدا أو من تعرف باسم بلقيس، ملكة سبأ، حيث تتداخل في المشروع أصوات الشخصيتين، ويتساءل مويانغا عن احتمال ما يعنيه لو أنهما لم تولدا بفارق أكثر من 2000 عام، بل كانتا معاصرتين تعرفان بعضهما البعض وتتحدثان أيضاً معاً.

في ضوء الوباء العالمي المستمر، كتب مويانغا بعض الأفكار عن العمل وأصوله، متناولاً السياق الحافل بالمعاني الذي يمكن أن يقدمه لمن يراوده شعور الاحتياج إلى الحرية والأمان والأمن، وذلك عبر سيرة ثلاث نساء ملهمات تخطين اليأس في الأوقات الحالكة.

يقول المؤلف الموسيقي “تخطى المنفى، المعنى الماثل بكونه فترة محدّدة مرتبطة بعمر ثوري واحد، بل صار أسلوب حياة يوميا، مجسداً إحدى السمات المميزة للواقع المعاصر في القرن الحادي والعشرين.

نيو مويانغا: قيمة ماكيبا اليوم تكمن في أنها توجّهنا إلى مستقبل عالمي حافل بالاحتمالات التي تفترض أن الوطن مكان ثابت ومتجانس وآمن

 يعيش العديد من الناس في جميع أنحاء العالم بشكل دائم كمواطنين نازحين مهملين، وهذا يجعلهم أعضاء في ما أطلق عليه علماء الاجتماع بريكاريا، وهي فئة الذين يعيشون في ظل ظروف اجتماعية واقتصادية غير مستقرة أو آمنة. ونتيجة لذلك، أصبحت العديد من الأمراض الاجتماعية والعلل الجسدية أيضاً جزءاً من الوضع الراهن، حتى في أجزاء كثيرة من العالم التي لا تعدّ، من الناحية الفنية، في حالة حرب”.

وأضاف الفنان “منزل ماكيبا، هو تسجيل التأمل الصوتي لمفهوم المنفى، وما يصاحب ذلك من عرض خيالي لرعب مفاده أن تهديد اليأس العميق قد ينتصر قريبا، وتم تسجيل العمل بشكل حي مع مجموعة من المغنين والآلات الإلكترونية الموجودة في كيب تاون، بجنوب أفريقيا، وهي محاولة للنظر من جديد في الإرث الذي وهبته لنا شخصيات بارزة مثل ماكيدا الملكة الأسطورية في سبأ، وماكسكي الناشطة والقيادية الثورية الأفريقية، وماكيبا، الأم الفذة للأغنية الأفريقية، وتقدم لنا حياة النساء الثلاث دليلاً على كيفية خلق الأمل في أوقات اليأس”.

ونيو مويانغا مؤلف موسيقي وعازف، وكاتب أغان خاصة بالمسرح والأوبرا.

تجول مويانغا في بقاع كثيرة من العالم مقدّماً عروضاً فردية أو بالاشتراك مع فرق موسيقية. ألف مسرحيات موسيقية، وأغاني كورالية، وعدداً من الأعمال الأوبرالية لموسيقى الحجرة والفرق الأوركسترالية.

شارك سنة 2008 في تأسيس المنصة الموسيقية الحية والبوابة الإلكترونية التقنية الأفريقية “سبيس ستيشن” بالتعاون مع الناشر والمحرر نتون إجابي، وتعاون في 1996 مع الثنائي الغنائي بلك سونشاين وماساوكو تشيبيمبير.

له العديد من الألبومات نذكر من بينها “القراءة المستعملة” 2016، و”تورو سي سيكيتي” 2015، و”ديبالو” 2011، و”حياة طيبة” 2009، و”النار، المجاعة، الطاعون والزلازل” 2007، و”غرفة الاستماع” 2003 و”بلك سونشاين” 1999. نُشِر له: الأوبرا “قلب الاحمرار” 2015، وأوبرا موسيقى الحجرة “زهرة شمبي” 2012، والمسرحية الموسيقية “ذاكرة الشعور” 2010.

14