فنانون يناقشون أهمية الدراما في تقريب اللغة العربية من الأجيال الناشئة

أبوظبي – لا شك أن الكتابة الدرامية والمسلسلات وسيلة ممتازة للوصول إلى أكبر قدر من الناس وإيصال الرسالة إليهم، فالمسلسلات أثبتت تمكنها من التأثير في شريحة واسعة من المتابعين، لذلك صار من الضروري الاهتمام بتوظيف هذه الأعمال الدرامية لدعم السياسات الثقافية والمساهمة في إصلاح الخلل في المجتمعات، ومن هذه الأمور اللغة العربية التي تشهد تراجعا كبيرا سواء على مستوى إتقانها في المجتمعات العربية نفسها أو حضورها في الأعمال الدرامية.
وفي هذا السياق، ناقشت قمّة اللغة العربية مع مجموعة من نجوم الدراما العربية الاهتمام المتزايد باستكشاف آفاق إبداعية جديدة لحضور اللغة العربية في الفنون والدراما بشكل خاص باعتبارها الإنتاج الإبداعي الأكثر تأثيرا والأقرب لجمهور المنطقة العربية والعالم، عبر طرح رؤى استشرافية، وتساؤلات عديدة تبحث في العلاقة بين اللغة والهوية، وآليات تعميق روابط الانتماء إلى اللغة باعتبارها هوية حضارية وإنسانية من خلال الدراما والفنون، إلى جانب مجموعة من الجلسات وورش العمل التي تقام خلال انعقاد القمة.
وأكد النجوم العرب المشاركون أهمية الدراما في تقريب اللغة العربية من الأجيال الجديدة وربطهم بها.
"اللغة والهوية والدراما العربية" شددت على أهمية وضع خطة مشتركة لإنتاج أعمال درامية كبرى باللغة العربية
جاء ذلك خلال جلسة حوارية بعنوان “اللغة والهوية والدراما العربية”، عُقدت ضمن أعمال قمّة اللغة العربية بأبوظبي، واستضافت الفنان السوري جمال سليمان، والفنانين الإماراتيين سميرة أحمد، وأحمد الجسمي.
وشدد المشاركون في الجلسة على أهمية تضافر جهود جميع المؤسسات من أجل وضع خطة مشتركة لإنتاج أعمال درامية كبرى باللغة العربية تستهدف أبناء الوطن العربي لأن المسؤولية مشتركة وتقع على عاتق الجميع.
وتطرّق جمال سليمان إلى ضرورة التخلي عن الطرق التقليدية القديمة في تعليم الأجيال الجديدة اللغة العربية.
ودعا سليمان إلى تبنّي أحدث الطرق التي تقرب الأجيال الجديدة من اللغة العربية، وإنتاج أعمال درامية تعرفها بتاريخها وشعرائها وكبار علمائها.
ولفت إلى أن عرض المسرحية الغنائية التي سردت تاريخ المتنبي في العاصمة اللبنانية بيروت شهد إقبالا كبيرا من طلاب المدارس.
ودعا سليمان المؤسسات المعنية إلى جعل الدراما مادة أساسية ضمن المناهج الدراسية لأثرها التعليمي، ودورها في تعزيز ثقة الأجيال الجديدة بأنفسها، وتكريس روح العمل الجماعي في داخلها.
من جهتها، تحدّثت الفنانة الإماراتية سميرة أحمد عن تجربتها مع العمل بالعربية الفصحى وكيف أنها نشأت وتربت عليها.
وأكدت أهمية أن يتم غرس اللغة العربية في نفوس الأجيال الجديدة من الصغر وعدم إهمال هذا الأمر.
ودعت سميرة أحمد إلى الاهتمام بالمسرح المدرسي وتقديم أعمال باللغة العربية وعدم الحكم على الجيل باعتباره لا يحبّ اللغة العربية.
بدوره، دعا رئيس مجلس إدارة مسرح الشارقة الوطني الفنان الإماراتي أحمد الجسمي إلى ضرورة إنتاج أعمال درامية ضخمة مشتركة تخاطب الوطن العربي وتتناول مشاكله، شريطة انتقاء النصوص، ومختلف التفاصيل بدقة ومصداقية تسهم في تسويقه وزيادة انتشاره.
وقال الجسمي “هناك من يقول إن الجمهور بحاجة إلى الكوميديا والترفيه ولا ننكر أهمية هذا النوع من الفنّ، في الوقت ذاته ليس من الصحيح أن الفصحى لغة عبوس وتجهّم، فهي وعاء يمكن من خلالها تقديم الأعمال المهمّة، ومناقشة المواضيع بآفاق أوسع”.
ولفت الجسمي إلى أن المنصات الرقمية تملك تأثيرا كبيرا على الأجيال الجديدة لهذا يجب على المؤسسات والأفراد والأسر اتخاذ المزيد من الإجراءات التي تعزز من ربط الأجيال الجديدة بلغتها الأم.