فنانون يعبّرون عن صراعاتهم الوجدانية "دون ألوان" في تونس

تونس - ينتظم من السادس وحتى السادس عشر من نوفمبر الجاري بفضاء صوفونيبة بقرطاج الواقعة بالمنطقة الشمالية لتونس العاصمة، معرض تشكيلي بعنوان “دون ألوان”، وهو معرض جماعي أتى ببادرة من الفنانة التشكيلية والكاتبة لطيفة محمد الجلاصي، ويُشارك فيه ثمانية عشر فنانا تشكيليا من الشباب والكهول من الجنسين.
ويقدم المعرض أعمالا لست عشرة فنانة من جملة 18 فنانا مشاركا من تونس وخارجها، وهنّ التونسيات: لطيفة محمد الجلاصي، سعاد عمار، أسماء بوتفاحة، هادية حشيشة، سماح العكوري، مريم قلال، نورالهدى الشلبي، علياء خليفي، نائلة الزيادي، درة بن غفار، نرجس مراد دالي، نهى الجلاصي، لينة قسنطيني، نرجس خراط، ولمياء بوخاتم، إلى جانب الفنان التشكيلي التونسي طارق بالحاج يحيى وأني موز ألكارز وهو طالب من ساحل العاج يدرس بالجامعة التونسية، والفنانة الإيطالية تاتيانا كوديرافيزا، وضيف الشرف الرسّام والموسيقي الهاوي طارق بالحاج يحيى.
ويركّز المعرض عبر 32 لوحة، بشكل خاص، على اللونين الأبيض والأسود دون سواهما، لتجمع بين فنانيه فكرة واحدة وهي التعبير عن الواقع المعيش للفنان وصراعه الوجداني والفكري مع الأشياء المرئية في محيطه، وحتى الأحداث الواقعة، وذلك دون ألوان، أي باستخدام القيم الضوئية ابتداء من الأسود إلى الأبيض، مع التدرج الضوئي للرمادي.
كل ذلك يحدث بتقنيات مختلفة وبأسلوب خاص بالفنان، نظرا إلى اختلاف المدارس التشكيلية التي ينتمي إليها كل مشارك، ويظلّ الهدف الجامع بين مختلف الأعمال واحدا، وهو تجاوز عملية نقل الواقع أو التوعية به من أجل التفكير في حلول فعالة حسب رؤية الفنان ومنظور المشاهد، رغم أن جانبي العملية الإبداعية والذوقية قد يتفقان وقد يختلفان، لكن عملية التفكير هي الجامعة بينهما.
وعن الغاية من فكرة تنظيم المعرض تقول الفنانة التشكيلية والكاتبة لطيفة محمد الجلاصي "الغاية ليست مشاهدة العمل الفني فقط، بل التأمل والبحث عن رسالة الفنان من خلال اللوحة التي تبرز أهم وسائل التعبير لديه، فهي وسيلة للولوج إلى خباياه النفسية والفكرية".
وتُضيف الجلاصي "هذا الفن في الحقيقة هو عملية تسمح للفنان بإسقاط تفاعلاته النفسية والفكرية، وفي بعض الأحيان تسمح له بالتوحد مع أعماله ليعبّر عن توجهاته العقلانية واحتياجاته الوجدانية، ذلك أن الفنان يستمدّ أساليبه في الإسقاط بصفة آلية لاشعورية من مزج خاص تحكمه علاقته بمحيطه الاجتماعي".