فنانون سوريون يصورون "سوريا الجديدة" بلوحات تعبيرية وتجريدية

اللاذقية (سوريا) - عاد الحراك الثقافي في محافظة اللاذقية إلى الحياة مجددا، بعد أن توقف لأكثر من شهر جراء سقوط النظام السابق، من خلال افتتاح المعرض الفني التشكيلي الأول الذي حمل عنوان “سوريا الجديدة” الذي تحتضنه جمعية العاديات.
وحفل المعرض بمشاركة 16 فنانا وفنانة قدموا ما يقارب 30 عملا فنيا شملت لوحات تعبيرية وتجريدية، وأعمالا انطباعية وغرافيك، أعطت صورة جميلة لسوريا المتجددة بفنها وعراقتها وأصالتها.
وأوضح منظم المعرض، الفنان التشكيلي حسين صقور، أن المعرض يعتبر عودة جديدة وولادة جديدة لسوريا الحرة ولعلاقات نتجاوز فيها كل خلاف، وللتأكيد على جمالية الاختلاف كلوحة فسيفسائية.
وتأتي أهمية المعرض برأي صقور كونه أول معرض فني في العهد الجديد، حظي بمشاركة فنانين من مختلف المحافظات السورية، جمعهم رغم توجهاتهم المختلفة حب الفن والثقافة والوطن والإنسانية، لأن سوريا شكلت على مدى الزمن رافدا قويا للفن العالمي.
ولفت الفنان التشكيلي محمد أسعد الملقب بـ”سموقان” إلى أن بناء الحضارة لا يمكن أن يتم دون الفن وفتح آفاق جديدة، متحدثا عن مشاركته عبر عملين فنيين الأول تحدث عن حضارة أوغاريت وأسطورة بعل، والثاني لوحة تعكس حرية التعبير بتجريد لوني، مؤكدا أن هذا اللقاء يحمل رسائل حب وسلام.
أعمال فنية متنوعة، شملت لوحات تعبيرية وتجريدية وأعمالا انطباعية وغرافيك، أعطت صورة جميلة لسوريا المتجددة بفنها
وقدمت الفنانة التشكيلية ابتسام خدام عملين نحتيين لطائرين يرمزان للسلام والحكمة، ولفتت من خلالهما إلى ضرورة اعتماد الوعي طريقا نسير به لبناء الوطن الذي يحتضن جميع أبنائه.
كما شاركت الفنانة التشكيلية رانيا ريحاوي بثلاثة أعمال زيتية، الأول يرمز إلى العهد الجديد وسوريا المتجددة بحضارتها وبتاريخها العريق، والثاني يمثل حالة العمق والتجذر لدى الأنثى وحالة الوعي بعيدا عن الانكسار والضعف، إضافة إلى لوحة تجسد الأمومة بأبهى صورة، ودعت إلى دعم الفنانين وتحقيق طموحاتهم لأنهم يحملون رسالة تطور وإبداع وعراقة وأصالة.
ورأى نائب رئيس جمعية العاديات ومسؤول الثقافة والإعلام بسام جبلاوي أن الجمعية استطاعت من خلال مكونات المجتمع السوري إقامة هذا المعرض، بمبادرة مجموعة من الفنانين التشكيليين ومنهم من لديه مشاركات في معارض عربية وعالمية، مؤكدا أن هؤلاء بإبداعهم يستبشرون بمستقبل سوريا وعهدها الجديد، ولاسيما مع الاهتمام الذي حظي به المعرض على مستوى المحافظة انطلاقا من حقيقة أن سوريا ستظل دائما ولادة للمبدعين.
وقال جبلاوي إن الفن التشكيلي هو ذاكرة متقدّمة للمثقفين وأبناء المجتمع، والأعمال المعروضة على اختلاف أساليبها جمعت المشاركين على قلب واحد لبناء سوريا الجديدة، خاصة عندما يمتلك الفنان بصيرة متقدة وذائقة إبداعية.
والعاديات واحدة من أقدم الجمعيات السورية، تعرف بأنها جمعية ثقافية أدبية تهتم بالآثار والتاريخ والتراث بمفهومه العام عمارة وفكرا وفنا وحياة اجتماعية. تأسست في عام 1924، وَلها فروع في المحافظات السورية، وتعمل وفق تصور موضوعي أكاديمي وطني.

