فنانون سوريون يجتمعون لعرض أعمال من مدارس مختلفة

حمص (سوريا) – يضم المعرض السنوي لاتحاد الفنانين التشكيليين في حمص 29 لوحة إبداعية جسدت مدارس الفن التشكيلي المتنوعة وعكست تجارب غنية ومتفردة.
المعرض الذي افتتح في الثاني والعشرين من مايو الحالي يستمر لأسبوعين، ويأتي تحت شعار “تحية إلى 17 نيسان” (أبريل) وهو تاريخ جلاء آخر جندي فرنسي عن الأراضي السورية في العام 1946، ويقدم حوارا بصريا يغني الذائقة الفنية للفنانين التشكيليين السوريين.
وأشار رئيس فرع اتحاد الفنانين التشكيليين بحمص الفنان إميل فرحة إلى أن المعرض الذي يقام سنويا يقدم فيه كل فنان تجربته الخاصة وفقا للمدارس التي ينتمي إليها من الواقعية والتجريدية والانطباعية.
وخلال زيارته إلى المعرض رأى رئيس فرع اتحاد الفنانين بالرقة محمد الرفيع أن المعرض حفل بلوحات تجسد مختلف المدارس الفنية لنخبة من فناني حمص البارعين الذين قدموا لوحات بمنتهى الخبرة والمهارة.
وتقول الفنانة سلام أحمد خريجة معهد صبحي شعيب للفنون التشكيلية إنها شاركت بمعارض جماعية في سوريا ومصر وتدرجت بمختلف اتجاهات الفن بدءا بالأكاديمي ومن ثم التعبيري والواقعي ونقلت إلى التجريد وتشارك بلوحة تعبيرية فيها من المدرسة التجريدية أيضا ومن اللاواقعية وتجسد الحياة وصعوباتها.
ويشارك الفنان النحات إياد بلال بمنحوتة جدارية لها علاقة بالتجدد والحياة، استخدم في تصويرها البولستر المعتق بألوان الذهب والتي ترمز إلى السماء والأرض مع رموز كالشمس والقمر. أما الفنان عوني الدروبي فيشارك بلوحة أزهار استخدم فيها الألوان الزيتية والإكرليك بألوان الربيع المبهجة.
وعبرت الفنانة التشكيلية كارمن شقيرة بلوحتها التي حملت عنوان “العزلة” عن فتاة تعيش العزلة وقالت: نحن نحتاج إلى العزلة في الكثير من الأوقات لترميم أنفسنا وإعادة ترتيب أوراقنا وما حصل معنا من أخطاء ورسم للمستقبل.
أما الفنانة التشكيلية محبة ليون خريجة كلية الفنون الجميلة فتشارك سنويا بالمعرض ولوحتها لهذا العام هي عبارة عن وجوه تعبيرية تعكس حالة الحزن العميق الممزوج بالصمت المريب استوحتها عقب كارثة الزلزال التي شهدتها البلاد.
الفنانة سيلفا ليون مدرسة بمعهد إعداد المدرسين وخريجة الفنون الجميلة قسم التصوير تشارك بلوحتها التي تعكس زاوية مهمة من قريتها المشرفة وسورها والتل الأثري فيها بشكل انطباعي استخدمت فيها ألوان قوية.
من جانبه، اختار الفنان التشكيلي عبدالله النقري المدرسة التعبيرية للوحته التي تعكس وجها أنثويا يتحمل الكثير من المعاني والانطباعات لدى المشاهد استخدم فيها ألوان الإكليريك بكل بساطة وعفوية الأزرق والأسود والأبيض بتداخل فني متقن وأنيق.
وجسد الفنان حسام ياغي في لوحته وبكل واقعية أحد سيباطات حمص الأثرية القديمة وأضفى عليها جمالا أخاذا فمنحها من روح الماضي الجميل بإحساسه من خلال رصفه للشارع بالحجارة السوداء، في حين تعكس لوحة الفنان محمد علي أحد البيوت الطينية القديمة في ريف حمص بألوان زيتية ترابية تنتمي للمدرسة الواقعية.