فنانون: المسرح القطري واكب التطور محافظا على جذوره التاريخية

تقديم عروض نوعية طوال العام، تستقطب الجمهور وأيضا الجيل الصاعد من الفنانين الشباب، خاصة وأن هذا الجيل لديه شغف كبير في الصعود إلى خشبة المسرح.
الجمعة 2025/03/28
مسرح متمسك بهويته

الدوحة – بمناسبة إحياء اليوم العالمي للمسرح، الذي يوافق الـ27 من مارس من كل عام، أكد فنانون وكتاب أن المسرح القطري كان دائما حريصا على مواكبة التطور، انطلاقا من جذوره التاريخية، التي ظل محافظا عليها، منذ بواكير نشأته، وعبر مختلف مراحله.

وقالوا إن المسرح القطري ظل طوال تاريخه يحاكي واقع المجتمع، مستمدا موضوعاته وقضاياه من بيئته المحلية، ولم يغفل في الوقت نفسه عن مواكبة ما يشهده المسرح العالمي من تطور.

وفي هذا السياق، أوضح الإعلامي والناقد المسرحي الدكتور حسن رشيد في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء القطرية، إنه “من خلال المسرح ظهر العديد من الفنون الإبداعية المختلفة، ولذلك يطلق عليه أبوالفنون، ما يجعله مدرسة للحياة، ليس في الإطار الكوميدي فقط، ولكن في ما يقدمه من أطروحات، تتضمن دروسا مستفادة، تهم الجميع، ولذلك تهتم دول العالم بإبراز تاريخه، وتخصيص يوم عالمي، للاحتفاء به، عن طريق إبراز أهميته ودوره في مختلف مناحي الحياة.”

وتابع أن “موضوعات المسرح القطري حرصت منذ بدايات النشأة على الغوص في البيئة المحلية، فاستمد موضوعاته منها، وواكب في كل مراحله، ما يشهده المسرح العالمي من تطورات وتقنيات، بالحفاظ على خصائصه الفنية والمجتمعية، والتي عكست هويته، وذلك من خلال رواد المسرح القطري، حتى ظهور أجيال أخرى لاحقة، نهجت نفس النهج، بما يعكس تطور المسرح في الحفاظ على جذوره التاريخية، ومواكبته تطورات المسرح العالمي.”

ناصر الحمادي: المسرح القطري يحتاج مزيدا من الدعم وتطوير البنية التحتية
ناصر الحمادي: المسرح القطري يحتاج مزيدا من الدعم وتطوير البنية التحتية

وأكد رشيد أنه “لكي يظل المسرح القطري محافظا على هذا التطور، فلا بد له من موسم مسرحي، يتم خلاله عرض الأعمال المسرحية طوال العام، مع عودة الابتعاث التعليمي للمسرح ، كما كان في العقود الأخيرة من القرن الماضي، للاطلاع على التجارب المختلفة، إلى جانب الاهتمام بالمسرحين المدرسي والجامعي، ليكونا رافدين للحركة المسرحية، علاوة على إحياء الأندية الرياضية التي ساهمت بدور فاعل في النهوض بالمسرح، لاسيما نادي الجسرة، الذي قدم للساحة العديد من الشخصيات الفنية البارزة.”

من جانبه، قال الفنان عبدالله غيفان إن “المسرح القطري ظل طوال تاريخه، عاكسا لواقع المجتمع، في بدايته غاص في البيئة المحلية ونهل من الإرث القطري لتعلق المواطن بصيد اللؤلؤ، وارتباطه بالبحر، وكان لصيقا بهذا الواقع، كما أصبح مرتبطا بما يشهده المجتمع من تطور.”

وتابع أن “المأمول أن يظل المسرح القطري على هذه الحالة، ويستعيد عراقته وتاريخه، وهذا لن يتأتّى إلا من خلال تقديم عروض مسرحية، على مدار العام، دون أن تقتصر على مهرجان مسرحي أو عروض خاصة.”

وشدد على أهمية أن يتم خلال الموسم المسرحي “تقديم عروض نوعية طوال العام، تستقطب الجمهور وأيضا الجيل الصاعد من الفنانين الشباب، خاصة وأن هذا الجيل لديه شغف كبير في الصعود إلى خشبة المسرح، ويحتاج فقط إلى من يوظف موهبته المسرحية.”

بدوره، أكد الفنان والمنتج أحمد الفضالة، أن المسرح “يظل أداة قوية للتعبير الثقافي والتأثير والتغيير الاجتماعي، غير أنه يعاني من عدة تحديات، تتفاوت في طبيعتها ونوعيتها، حسب المنطقة، ومنها غياب النقد الفني والتحليل العلمي، ورغم ذلك يحرص المسرحيون على مواصلة إبداعهم.”

وفيما يتعلق بمدى تمكن المسرح القطري من مواجهة تحدياته، أكد الفضالة في تصريح لوكالة الأنباء القطرية أن المسرح القطري استطاع تعزيز حضوره على المستويين الإقليمي والعربي، من خلال مشاركاته في المهرجانات الخليجية والعربية، وهى المشاركات التي تبرز التزام المسرح القطري بتقديم أعمال متميزة، بما يعزز مكانته خليجيا وعربيا.

وشدد على أهمية قيام المسرح القطري بالتغلب على إشكالية نقص الكتابة المسرحية، فضلا على ضرورة مواجهة نقص المسارح المجهزة.

وأكد ناصر الحمادي، رئيس مجلس إدارة فرقة الوطن المسرحية، أن المسرح القطري استطاع أن يسجل حضورا إقليميا وعربيا، وذلك ضمن مشاركاته التي لا تنقطع في المهرجانات الخليجية والعربية.

حسن رشيد: لا بد من موسم مسرحي خاص يعزز استمرارية المسرح القطري
حسن رشيد: لا بد من موسم مسرحي خاص يعزز استمرارية المسرح القطري

وأوضح أن هذا الحضور الخارجي للمسرح القطري يعكس مواكبته للتطور، الذي ظهر ملحوظا خلال السنوات الأخيرة، حيث أسهم في تعزيز الثقافة والفنون، بتقديم أعمال مسرحية متنوعة تجمع بين التراث والحداثة، كما تمكّن من جذب الجمهور المحلي والدولي، علاوة على أنه ساهم بدور بارز في نشر الوعي الفني وتعزيز الإبداع.

وأوضح أن أبرز التحديات التي تواجه المسرح القطري في الوقت الراهن، هي حاجة المسرح القطري إلى المزيد من الدعم الرسمي والخاص، وتطوير البنية التحتية، واستقطاب مواهب جديدة، ليواصل المسرح مسيرته وتقدمه، وتحقيق إنجازاته المهمة، والتي تحتاج استمراريتها إلى بذل المزيد من الجهود لتحقيق أهداف وطموحات المسرح القطري.

أما الكاتب المسرحي طالب الدوس، فأشار إلى أن للمسرح حضورا قويا، إذ يعتبر من أهم الوسائل الحياتية والثقافية، من ترفيه وثقافة وتعليم، وأن المسرح القطري تاريخيا استطاع أن يحقق ما هو مأمول منه، وبشكل كبير، غير أنه في ظل توقف بعض المهرجانات، وتقلبات أخرى ظرفية، تأثر المسرح بكل هذه التغيرات، في ظل التأثير الكبير للمسرح على المشهد الثقافي، غير أنه مع عودة مهرجان الدوحة المسرحي مجددا خلال السنوات الماضية، فإن ذلك يمكن أن يساهم في تحقيق خطوات جيدة للمسرح القطري، وصولا إلى الطموح المنشود.

وشدد على أن مهرجانا واحدا لا يكفي لإنعاش هذا الكيان ولا يعالجه، ما يستدعي ضخ دماء جديدة، وهذا يمكن أن تستوعبه المهرجانات المدرسية والشبابية والجامعية، مع استمرار الورش المسرحية وإعادة البعثات الدراسية في هذا المجال.

وأكد أن المسرح القطري حرصا منه على المشاركة في المهرجانات الخليجية والعربية، فقد استطاع أن يسجل حضورا ملحوظا إقليميا وعربيا عبر هذه المهرجانات، والتي أصبحت منصات مهمة للتبادل الثقافي والفني، حيث تساهم في إبراز الهوية المسرحية القطرية، وتعكس تطور الحركة المسرحية في قطر.

وشدد الدوس على ضرورة توفر البنية التحتية للفن المسرحي، لتتضمن عدة جوانب، أهمها العناصر المدربة والأكاديمية، إلى جانب دور العرض (المسارح) المناسبة للعروض المسرحية، فضلا عن التمويل والدعم المادي والإعلامي، والوعي الثقافي بأهمية المسرح من خلال زيادة الإنتاج المسرحي، وتنشيطه في المدارس والمراكز الشبابية، بما يعزز من ثقافة المسرح لدى الجمهور، فضلا عن تعدد المهرجانات المحلية، وتوفير الكوادر الفنية المدربة، وانخراط القطاع الخاص في تعزيز الاستثمار في مجال المسرح.

14