فنانات أردنيات يحتفين بالمرأة في "صحوة الأحلام"

عمان - يتضمن معرض “صحوة الأحلام” المقام على غاليري جودار للفنون، أعمالا نُفِّذت بألوان الزيت والأكريليك والوسائط الفنية المختلطة، لستّ فنانات أردنيات، هن: رائدة شاهين وشيرين العوران وداليا علي وريم خضر ورنا الصفدي وأمل صبح.
وتظهر المرأة ثيمة أساسية للأعمال المعروضة التي تنتمي إلى مدارس فنية عدة كالتعبيرية والتجريدية والانطباعية، إذ تتجلى المرأة عبر رموز عدة، منها الأرض وفلسطين والثوب المطرز والشجرة.
وتقدم التشكيلية رائدة شاهين لوحات ذات طابع تجريدي يرتكز على الألوان التي تتدرج من الأزرق إلى البني والبرتقالي، وتتداخل مع الأبيض والأسود، وتتسم السطوح التجريدية بانطوائها على رموز موحية تم بناؤها بشكل مقارب لفن العمارة.
هذا التقارب في الخطوط مع فن العمارة يمكن ملاحظته أيضا في أعمال شيرين العوران التي درست العمارة والفن وأقامت معرضها الشخصي الأول في برلين عام 2015، فهي تقدم شخصيات أنثوية مستعينة بالمدرسة التعبيرية سواء على صعيد الألوان أو الأشكال، وتتناول المرأة بوصفها تعبيرا عن الحياة بكل ما تمثله من تجليات.
وتتمازج في لوحات العوران الوجوه الأنثوية مع الخط العربي، وتحاول الفنانة رغم تنوع الوجوه الأنثوية أن تركز على النقاط المشتركة بين النساء جميعا، إذ يحملن الهواجس والمخاوف والأحلام والتطلعات نفسها.
أمّا التشكيلية داليا علي فتتناول مشاهد مستوحاة من الطبيعة تنزع نحو التجريد، مرتكزة على دراستها لفن العمارة في تنفيذ الخطوط والتكوينات على أسطح لوحاتها المنفذة بألوان الأكريليك والمواد المختلطة مثل الصحف والورق المزخرف والرمل والتطريز.
وتتضمن لوحات داليا علي خيطا جامعا ما بين اللون والمساحة والشكل، وهو خيط يؤشر على الهوية والتراث والحكايات المتعلقة بفلسطين بشكل خاص بما يؤكد هويتها وتراثها الحضاري الباقي رغم الاحتلال.
تميل هذه الفنانة إلى التجريد، حيث تسعى باستمرار لتقليل التفاصيل وتجريد العالم من حولها مع الحفاظ على المعنى والمحتوى في أكثر أشكاله جاذبية.
بدورها، تقدم التشكيلية ريم خضر مزجا بين التكنولوجيا والتعبير الفني، إذ تنطلق من نقطة رئيسة للقصة التي تريد تناولها، وتستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي لصوغ الحكايات المعقدة والجذابة في آن، ثم تستخدم برامج التكنولوجيا لاقتراح موضوعات اللوحات وألوانها والمفاهيم التي تود التعبير عنها، قبل أن تشرع بالرسم اليدوي ووضع اللون على القماش، ليتحقق بذلك التناسق والتناغم بين التكنولوجيا بآفاقها اللامتناهية والفرشاة التي تمتلك أسلوبها الخاص في التعبير الفني، مما يقارب بين التكنولوجيا والفن التقليدي.
وتمثل رواية القصص ظاهرة بارزة أيضا في لوحات التشكيلية رنا الصفدي التي تنفذ أعمالها بألوان الزيت على القماش، مع ضربات فرشاة نابضة بالحياة والديناميكية تجسد مشاهد من المدن الأثيرة لديها، عاكسة بذلك ارتباطها العميق بالمكان وبأبعاده الثقافية والحضارية والإنسانية.
أمّا التشكيلية أمل صبح، التي تنتمي إلى المدرسة الانطباعية الحديثة وتعتمد الألوان الزيتية والأكريليك في لوحاتها، فتركز في أعمالها في هذا المعرض على استلهام الرموز التي تحيل إلى المرأة، التي تظهر رمزا للخصب والحب والعطاء وتضطلع بأدوار كبرى تؤكد مكانتها الرئيسة في النهوض بالمجتمع.
وتقدم صبح كل ذلك وفق توليفية لونية تهتم بالتفاصيل والمنمنمات التي تمنح أعمالها جماليات بصرية، منحازة إلى الأسلوب الواقعي في التعبير الفني، من خلال رسم الوجوه الأنثوية ومشاهد من الطبيعة والبيوت القديمة التي تتعالق مع التراث.