فلسطين الأكثر تنافسا على جائزة "إيكروم – الشارقة"

الحدث يعمل كمنصة للاحتفال بالإنجازات الرائعة التي حققتها المشروعات المختارة وتسليط الضوء على الجهود الدؤوبة للحفاظ على التراث الثقافي.
الاثنين 2024/09/30
الحفاظ على التراث الثقافي

الشارقة - أعلن مركز إيكروم الإقليمي في الشارقة (المركز الدولي لدراسة حفظ وترميم الممتلكات الثقافية)، عن القائمة المختصرة للمشاريع المرشحة للدورة الرابعة من جائزة "إيكروم – الشارقة" للممارسات الجيدة في حفظ وحماية التراث الثقافي في المنطقة العربية (2023 – 2024). وتضمنت القائمة المختصرة 18 مشروعا متميزا، من دول الإمارات والبحرين وتونس والسعودية وسوريا وعمان وفلسطين وقطر ولبنان وليبيا ومصر واليمن.

وقال نائب مدير مركز إيكروم الإقليمي في الشارقة ناصر الدرمكي إن الدورة الحالية من الجائزة حققت حضورا لافتا، وتميزت بمشاركة عدد كبير من المشروعات التي بلغت رقما قياسيا، لم تبلغه في الدورات السابقة. ولفت إلى أن الجائزة تلقت في هذه الدورة 51 مشروعا من أنحاء المنطقة العربية، وأن هذه الاستجابة الكبيرة تؤكد على زيادة الوعي والالتزام بضرورة الحفاظ على التراث الثقافي في المنطقة، من جهة، وأهمية التعريف بالجهود المبذولة في هذا الإطار من جهة أخرى.

وأوضح أن عملية اختيار المشروعات المدرجة ضمن القائمة المختصرة، تمثل مرحلة دقيقة وصارمة، ضمن مسيرة كل دورة من دورات الجائزة، وهي ممنهجة لضمان الاعتراف بالمشاريع الأكثر استحقاقا وتميزا، بهدف تكريمها والاحتفاء بها.

وتتضمن المشروعات الـ18 الاستثنائية، التي اختارتها لجنة التحكيم ضمن القائمة أربعة مشاريع من فلسطين هي: بلدة العيزرية المضيافة تنمية مستدامة لدعم المجتمع المحلي، والحفاظ على سوق القيسارية التاريخي، من مدينة غزة، ومشروع تأهيل قصر مُرقُص نصّار وإعادة استخدامه كنُزل سياحي، ختاما بمشروع ترميم دار طوقان – العالمة قدري والشاعرين فدوى وإبراهيم طوقان.

ونجد في القائمة مشروعين من الإمارات هما مكتبة الفنون ومشروع توثيق فن الصخور في الشارقة: من التقليدي إلى الرقمي. ونجد كذلك مشروعين من السعودية هما مشروع تأهيل وترميم قصر إبراهيم بالإحساء، ومشروع تلمذة البناء التقليدي: بناء الكوادر الوطنية لصون التراث العمراني في منطقة الرياض.

جائزة "إيكروم - الشارقة للممارسات الجيدة" تحتفي بالإنجازات المتميزة في الحفاظ على التراث الثقافي وصونه في المنطقة العربية
◙ جائزة "إيكروم - الشارقة للممارسات الجيدة" تحتفي بالإنجازات المتميزة في الحفاظ على التراث الثقافي وصونه في المنطقة العربية

وتضم القائمة كذلك مشاريع التوثيق الرقمي أداة لصناعة القرار في مجال الحفاظ على التراث، من البحرين، ومنصة فينوس: الرقمنة والوساطة الثقافية في قصر النجمة الزهراء، من تونس، ومشروع ترميم وتدعيم الجامع العمري في مدينة درعا، من سوريا، والحفاظ وإعادة الاستخدام التكيفي للهياكل التقليدية والمساحات المفتوحة في مسفاة العبريين، من سلطنة عُمان.

ونجد كذلك في القائمة مشاريع المتحف الوطني القطري من قطر، والحفاظ على التراث الثقافي السينمائي من خلال إعادة تأهيل دور السينما التاريخية وحماية وحفظ الملصقات والأفلام والموروث الشفهي والحرف اليدوية التقليدية عبر الورش والمهرجانات، من لبنان، ومشروع إدارة التراث الثقافي في ليبيا (MaLiCH) من ليبيا، وإرث معجم: إدارة وحفاظ وتوثيق قاموس أحمد باشا كمال، من مصر، ومشروع ترميم 48 تمثالا من تماثيل الكباش بداخل معابد الكرنك، من مصر أيضا، ومشروع إنقاذي لمتحف التراث الشعبي في صنعاء، من اليمن.

وتحتفي جائزة "إيكروم الشارقة للممارسات الجيدة"، التي تمنح كل عامين، بالإنجازات المتميزة في مجال الحفاظ على التراث الثقافي وصونه في المنطقة العربية. وتعد هذه الجائزة المرموقة بمثابة منارة مضيئة، تعمل على تسليط الضوء على الجهود الاستثنائية التي يبذلها الأفراد والمنظمات والمجتمعات، التي تسهم بشكل كبير في الحفاظ على التراث الثقافي. وتعمل الجائزة من خلال الاعتراف بهذه الإسهامات، على تعزيز التميز وإلهام الآخرين، للانضمام إلى المهمة الحيوية المتمثلة في الحفاظ على تراثنا المشترك.

وتمنح الدورة جائزة كبرى للممارسات الجيدة في حفظ وحماية التراث الثقافي في المنطقة العربية، إضافة إلى جائزتين تقديريتين للمشاركات الاستثنائية في مجالي المشاركة المجتمعية والحفاظ والابتكار.

ويتم الإعلان عن الفائزين بالدورة الرابعة من “جائزة إيكروم – الشارقة للممارسات الجيدة 2023 – 2024”، ضمن احتفالية خاصة تقام في مدينة الشارقة أواخر نوفمبر المقبل. ويعمل هذا الحدث كمنصة للاحتفال بالإنجازات الرائعة التي حققتها المشروعات المختارة، وتسليط الضوء على الأفراد والمنظمات والمجتمعات التي أحدثت جهودها الدؤوبة، تأثيرا إيجابيا على التراث الثقافي وساهمت بالحفاظ عليه.

وجاء إطلاق هذه الجائزة نظرا إلى أن الخسائر والأضرار التي تلحق بالتراث الثقافي نتيجة وقوع الكوارث والنزاعات تسبب أو تؤدي إلى تفاقم الصدمات الفردية أو الاجتماعية على حد سواء.

وغالبا ما يشكل ذلك الدافع الأول للسعي إلى إعادة إعمار أماكن التراث المتضررة أو المدمرة. ويلعب مركز إيكروم عبر اهتمامه بتتويج المشاريع المميزة في الحفاظ على التراث الثقافي دورا محوريا في تحقيق التعافي وإعادة الإعمار في مرحلة ما بعد وقوع الكوارث والنزاعات في أماكن التراث ذات الأهمية الثقافية والممتلكات الثقافية للتراث العربي، كما يدعم استعادة أماكن التراث والحفاظ عليها.

ويذكر أن إيكروم – الشارقة هو مركز إقليمي مختص في مجال الحفظ، تم تأسيسه من قبل منظمة إيكروم وحكومة إمارة الشارقة في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث يوجد المقر منذ إنشائه في عام 2012. فمركز إيكروم – الشارقة هو استمرار لأعمال برنامج إيكروم “آثار”، الذي تم إطلاقه في عام 2004، والذي يكرس جهوده لحماية التراث الثقافي في المنطقة العربية وتوسيع نطاق الوصول إلى تاريخها الغني، وتثمينه واستيعابه.

12