فلسطينيو لبنان يحيون ذكرى النكبة على وقع العنف المتزايد في غزة

بيروت – يحيي اللاجئون الفلسطينيون الذكرى الـ73 "للنكبة"، وخاصة أولئك المقيمين في الدول المجاورة لفلسطين، بحزن ومرارة في ظل تصعيد إسرائيلي على قطاع غزة يزيدهم أملا في العودة إلى ديارهم.
وتُعد مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، أبرز أوجه النكبة الفلسطينية بعدما أُخرجوا من أرضهم خلال عام 1948، قبيل إعلان قيام دولة إسرائيل في 14 مايو من العام ذاته.
ووفق تقديرات الأمم المتحدة، يتوزع اللاجئون الفلسطينيون في لبنان على 12 مخيما ومناطق سكنية أخرى، ويقدر عددهم بنحو 200 ألف لاجئ.
ومن أبرز تلك المخيمات، مخيم "مار إلياس" الذي يقع جنوب غرب العاصمة بيروت، والذي أنشأ في العام 1952 ويعيش فيه نحو 6 آلاف لاجئ.
ويقول أبومحمد الصيدلي (57 عاما) إن "مأساة النكبة مستمرة منذ 73 عاما، لكن عندما نشاهد اليوم صمود ومقاومة شعبنا في غزة والقدس والمناطق المحتلة، فإن ذلك يعيد إلينا الأمل بأننا سنرجع يوما ما إلى فلسطين".
وصعّد الإسرائيليون اعتداءاتهم منذ بداية شهر رمضان المبارك في القدس، وخاصة منطقة باب العامود والمسجد الأقصى ومحيطه، وحي الشيخ جراح، حيث تريد إسرائيل طرد عائلات فلسطينية لصالح مستوطنيها.
وفجرت الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة التي طالت المصلين في المسجد الأقصى، الأوضاع خاصة في قطاع غزة حيث قامت فصائل فلسطينية في القطاع بإطلاق صواريخ على مستوطنات إسرائيلية، فيما تشن تل أبيب غارات مكثفة على القطاع. وبالنسبة إلى الحاجّة أم علي (مواليد 1947) التي ولدت في فلسطين قبل النكبة، فلا تزال تنتظر موعد العودة إليها، بعدما هُجّرت وأهلها إلى لبنان عندما كان عمرها سنة واحدة.
وتقول "لا أحد يستطيع أن يسرق منّا فلسطين، نحن موعودون بالعودة، إن لم يكُن اليوم فغدا بالتأكيد"، مشيدة بـ"دفاع المقاومين عن القدس والمسجد الأقصى".
ولا تختلف حال الصغار والشباب عن الكبار، فجميعهم يترعرعون في مخيمات الشتات على حبّ فلسطين وقضيتها، ويتابعون بقلق حينا وبحماسة أحيانا أخرى، التطورات هناك عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.
ويقول محمد ضاهر (24 عاما)، أحد أبناء مخيم "مار إلياس" إن "النكبة هي ذكرى مأساوية كانت على أهالينا وأجدادنا يوم هُجّروا من فلسطين".
ويستطرد قائلا إن "ما يحصل اليوم، بإذن الله، سيقلب الموازين ويعيد تصويب مجريات الأحداث منذ النكبة حتى اليوم، من خلال المقاومة التي تلقن الاحتلال درسا قاسيا وتجعله يعيش ما عاشه شعبنا قبل 73 عاما".
ويقول الباحث الفلسطيني وليد محمد علي إنه "منذ النكبة قبل 73 عاما وحتى اليوم، أثبت شعبنا أنه حيّ، ولا يمكن أن يُهزم"، معتبرا أن "ما يحدث هذه الأيام من مواجهات وصمود ومقاومة هو أكبر دليل على ذلك".
ويضيف محمد علي، إن "في الذكرى 73 للنكبة، أثبتت الفصال الفلسطينية أنهم قادرون على حماية القدس، وكل جزء من فلسطين"، معتبرا أن "هؤلاء أسقطوا كل الأوهام بإمكانية إلغاء القضية الفلسطينية".
كما يرى أن "أبطال بيت المقدس تمكنوا من إفشال مخطط كان غاية في الخطورة، وهو تثبيت وعد (الرئيس الأميركي السابق) دونالد ترامب بأن القدس عاصمة لإسرائيل، وقالوا للعالم كله إن للقدس أبناء يدافعون عنها".
وفي عام 1948، تم تهجير قرابة 800 ألف من أصل 1.4 مليون فلسطيني من قراهم ومدنهم إلى لبنان وسوريا والأردن، وكذلك إلى الضفة الغربية وقطاع غزة، وأعلن في 14 مايو من العام ذاته قيام دولة إسرائيل.
واليوم، بعد 73 عاما، بات عدد اللاجئين الفلسطينيين في تلك البلدان والمناطق الأخرى 5 ملايين و600 ألف شخص، بحسب وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين "الأونروا".