فلسطينيون يحملون الجنسية الأميركية: الانتخابات لن تجلب جديدا

الآلاف من الفلسطينيين من حملة الجنسية الأميركية يؤكدون أنهم سيختارون حزبا آخر مستقلا في الانتخابات الأميركية أملا في بدء التغيير.
الأحد 2024/11/03
الاستحقاق بعيد عن أذهان الكثير

ترمسعيا (الأراضي الفلسطينية)- قبل يومين من الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، يبدو هذا الاستحقاق بعيدا عن أذهان الكثير من أبناء قرية فلسطينية في الضفة الغربية تحمل غالبية سكانها الجنسية الأميركية، إذ يرون أن “لا أحد يكترث للشعب الفلسطيني”.

وعلى غرار الكثيرين في قرية ترمسعيا الواقعة شمال رام الله في الضفة الغربية المحتلة، يشكك رجل الأعمال الفلسطيني جمال زغلول البالغ 54 عاما، في أن يحمل السباق للبيت الأبيض أي تغيير إلى المنطقة. ويقول “هنا لدينا مشاكلنا. لا أحد يكترث لنا” في الولايات المتحدة.

وتشهد أعمال العنف في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ العام 1967، تصعيدا واسعا منذ اندلاع الحرب في غزة في أكتوبر 2023 إثر هجوم حركة حماس غير المسبوق على إسرائيل.

ورغم ذلك، يؤمن زغلول بضرورة المشاركة في الانتخابات إلا أنه لن يختار بين المرشح الجمهوري دونالد ترامب أو الديمقراطية كامالا هاريس.

أدهم جمعة: أن تأثير من يقود دفة البيت الأبيض اليوم مختلف عمّا كانت عليه الحال قبل أكثر من عشرين عاما

ويقول وهو منهمك في معصرة الزيتون التي يملكها في القرية لتصدير زيت الزيتون إلى الولايات المتحدة، إنه سيصوت لمرشح ثالث “أملا في التغيير مستقبلا وليس حاليا”.

ويشيد زغلول الذي يعتزم التوجه إلى الولايات المتحدة للمشاركة في الاقتراع الثلاثاء، بالرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون بسبب إبرام اتفاقية أوسلو في عهده.

ويؤكد “هذه المرة نحتاج إلى بدء التغيير. علينا انتخاب حزب آخر. حزب مستقل. فالأحزاب الأخرى لا تساعدنا”.

بدوره، يؤكد باسم صبري الذي يحمل الجنسية الأميركية أيضا أنه ينوي التصويت لمرشح حزب ثالث احتجاجا على “ثماني سنوات من إدارة بائسة”.

ويقول صبري المقيم في مينيسوتا والمولود في الضفة الغربية إن جو بايدن “مجرم حرب”.

وينتقد كذلك بشكل لاذع سلفه في البيت الأبيض المرشح الجمهوري الحالي دونالد ترامب مؤكدا أنه “معتوه وعنصري”.

ويوضح أنه سينتخب جيل ستاين مرشحة حزب الخضر الوارد اسمها على بطاقات الاقتراع في كل الولايات الحاسمة تقريبا هذه السنة.

172

ألف أميركي من أصول فلسطينية يتواجد الكثير منهم في "ولايات متأرجحة" وحاسمة في الانتخابات

ويعرب صبري عن صدمته حيال الحرب المدمرة المستمرة منذ أكثر من سنة في قطاع غزة، مبديا أمله في أن تدفع الولايات المتحدة نحو المزيد من السلام. ويقول “إنها الدولة الوحيدة التي تعطل قرار غالبية العالم بوقف الحرب وإدانة إسرائيل”.

من جانبه، يقول عودة جمعة البالغ 56 عاما والمقيم في نيوجيرسي، إنه لن يشارك في الانتخابات لأنه لا يؤمن بأيّ تغيير قد ينجم عنها.

ويؤكد “نشعر كفلسطينيين بأنه يتم تجاهل تطلعاتنا مثل إنهاء الحروب في العالم، في فلسطين وأوكرانيا، للتركيز على مصالح السياسيين الانتخابية”.

ويقول”إن لم نصوّت، سيبرز ذلك أهمية الصوت العربي والفلسطيني والمسلم في الانتخابات المقبلة”.

ويقيم في الولايات المتحدة نحو 172 ألف أميركي من أصول فلسطينية وفق إحصاء أجري العام 2022، يتواجد الكثير منهم في “ولايات متأرجحة” مثل ميشيغان وبنسيلفانيا، تعتبر حاسمة للانتخابات الرئاسية.

وفي الضفة الغربية المحتلة يقيم الآلاف من الفلسطينيين من حملة الجنسية الأميركية وقد هزهم هذه السنة مقتل أميركي واثنين من حملة الجنسية المزدوجة في الضفة.

ويقول أدهم جمعة، ابن عودة، إنه يتابع الحملة الانتخابية عن كثب لكنه لن يصوت، مؤكدا “بصراحة الكثير من الناس غير ملتزمين بانتخاب أيّ شخص هذا العام، ولا أشعر بأيّ تغيير ممكن أن نحدثه إذا صوّتنا لأيّ أحد”.

ويضيف “بالنسبة إلى الرئيس السابق ترامب دوافعه واضحة جدا، ولا يبدو أنه يهتم بنا، نحن الفلسطينيين” مشيرا إلى أن البعض كان يأمل بأن قطب العقارات الأميركي “سيكون مختلفا” إلا أنه وجّه خلال ولايته الرئاسية ضربات عدة للفلسطينيين.

باسم صبري: الولايات المتحدة الدولة الوحيدة التي تعطل قرار غالبية العالم بوقف الحرب وإدانة إسرائيل

فعلى سبيل المثال، قالت إدارة ترامب إنها لا تعتبر المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية غير قانونية خلافا للمواقف الأميركية السابقة.

وتعتبر هذه المستوطنات غير شرعية بموجب القانون الدولي.

ويعتبر أدهم جمعة “أن تأثير من يقود دفة البيت الأبيض اليوم مختلف عمّا كانت عليه الحال قبل أكثر من عشرين عاما” خصوصا على مجريات النزاعات الدولية.

ويؤكد “ما يفيدنا هو ألاّ نصوّت (..) من أجل أن يدرك المرشحون مستقبلا قيمة صوتنا، حينما نقاطع”.

وفي محل لبيع الشطائر المحلية، تنهمك سناء شلبي في تلبية طلبات الزبائن المتوافدين إلى محلها وسط البلدة.

وتؤكد سناء التي تحمل الجنسية الأميركية، أنها لن تصوت كذلك.

وتقول لوكالة فرانس برس إنه في الولايات المتحدة “الشعب الفلسطيني يعيش وكأنه ليست هناك أيّ مشكلة. لكن معاناتنا هنا، نحن هنا ورغم أننا نمتلك الجنسية الأميركية لا أحد يكترث لنا”.

وتضيف “إسرائيل هي التي تُسَيّر أميركا، وأنا لن أنتخب أحدا”.

 

اقرأ أيضا:

        • الشرق الأوسط في انتظار "الثلاثاء الكبير"

        • فوز ترامب يطلق يدي نتنياهو في مهاجمة إيران

        • من أوكرانيا إلى الشرق الأوسط.. العالم يترقب نتائج الانتخابات الأميركية

1