فلسطينية بلا دموع في "عائدة إلى أثينا"

الكاتب والإعلامي الأردني عامر طهبوب عاد في روايته الجديدة إلى نكبة 1948 المفتوحة على الشتات، ليستذكر تفاصيل الأوجاع ووجوه الوطن الجميل.
السبت 2020/02/08
"عائدة إلى أثينا"بين المتخيل والتوثيق الروائي

بيروت – يستأنف الكاتب والإعلامي الأردني عامر طهبوب في روايته الجديدة "عائدة إلى أثينا" اقتراحه الروائي الرائد في “أوراق هارون” الذي وحّد بين المتخيّل والتوثيق الروائي. حيث عاد مرة أخرى إلى نكبة 1948 المفتوحة على الشتات، ليستذكر تفاصيل الأوجاع ووجوه الوطن الجميل الذي كان، وواجه مخيمات اللجوء ومتاهة المنفى وبطولة البقاء.

أقام طهبوب منظوره الروائي على ذاكرة وطنية مقاتلة جامعة، تصل بين الأجداد والأحفاد، وتمنع عن التجربة الفلسطينية النسيان، وتؤكد أن هوية الفلسطيني من ذاكرته، وأن ذاكرته مزيج من رعب وكفاح وأمل. خلق اجتهاده الروائي ذاكرة ـ ملحمة، وحدت الزمن الفلسطيني في اتجاهاته المتناثرة.

سرد طهبوب أقدار لاجئ أقرب إلى النشيد، يعيش تجربته ويتعلم منها، ويخاطب ماضيه بلغة المستقبل. وانتهى إلى رواية جديدة، تشتق متنها من حياة الفلسطينيين ومن عنف التجربة والقدرة على التعلّم والاحتفاء بكرامة الإنسان.

في الرواية مزج بين الوطن والألم، لكنه لا يقع في “أدب الدموع”، الذي يتلاشى سريعا، ولا هو من باب عطف الحاضر على الماضي أو من الأدب التحريضي، الذي يكتب عن فلسطيني مجهول.

ارتكن طهبوب إلى الجديد، حاور روايات سابقة وأضاف إليها، وساجل روايات راهنة، وطرح عليها أسئلة مفيدة. أكّد في الحالين أن في الرواية الفلسطينية تاريخا مختلفا، يعلّم المؤرخين قبل أن يتعلّم منهم.

وخلافا للأدب الذي اعتاش طويلا، على الرماد والدموع والبطولات المستعارة، جاء طهبوب برواية تستدعي الفرح وتحتفي بالحياة وبفلسطينيين يدافعون عن حقهم في الوجود وتحقيق السعادة.

أضاف طهبوب، وهو يقرأ صفحات الوقائع الفلسطينية، اقتراحا روائيا إلى ما جاء به جبرا إبراهيم جبرا في زمن مختلف، ومنظورا خصيبا يوسع أفق الرواية الفلسطينية، ويدفع إلى قراءة مغايرة لتاريخ محاصر لا يكف عن التجدّد.

ونذكر أن رواية “عائدة إلى أثينا” صدرت عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في فبراير 2020. أما عامر طهبوب فهو صحافي وكاتب وروائي صدر له عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر “في حضرة إبراهيم” (رواية 2018)، “أوراق هارون” (رواية 2019) ، “زمن السرد” (حورات سياسية 2019)، “رسالة القرن: أي مصير ينتظر القدس؟

14