فلتان أمني في درعا السورية بلا ردع

درعا (سوريا) - تتواصل حالة الفلتان الأمني في محافظة درعا جنوبي سوريا، حيث تشهد بشكل متواصل اغتيالات ينفذها مجهولون إضافة إلى الاختطاف وانتشار صناعة وتجارة المخدرات.
ووقعت آخر محاولة اغتيال شهدتها المحافظة الثلاثاء الثالث من يناير 2023 لمدرس في إحدى الثانويات برصاص مسلحين مجهولين، عند أطراف بلدة سملين بريف درعا الشمالي الغربي.
وفي الأثناء لم يتخذ النظام أي إجراء ملموس لضبط الوضع الأمني منذ سيطرته على المحافظة عام 2018، ما دفع مراقبين لاتهامه بالاستفادة من الوضع الراهن.
وأفاد مصدر مطلع في المحافظة، طلب عدم الكشف عن هويته لأسباب أمنية، أن “الوضع الأمني لا يزال هشاً للغاية منذ سيطرة النظام على المحافظة عام 2018 بعد فرض روسيا لتفاهم على الفصائل المسلحة والسكان”.
تحول درعا إلى مركز مهم لإنتاج وتهريب المخدرات عبر الحدود الأردنية من أبرز العوامل التي أسهمت في حالة الفلتان الأمني
وأوضح المصدر أن “انتشار السلاح والميليشيات المسلحة والحالة المعيشية السيئة للمواطنين دفعا بكثير من الشباب للجوء إلى السرقة، كما أسهما في ظهور عصابات الاغتيال والاختطاف”.
وأشار المصدر إلى “انتشار المخدرات وتحول درعا إلى مركز مهم لإنتاجها وتهريبها عبر الحدود الأردنية، وهي من أبرز العوامل التي أسهمت في حالة الفلتان الأمني في المحافظة”.
ولفت أيضا إلى أن هناك “جهات داخل النظام تدعم حالة الفلتان الأمني وانتشار المخدرات بغية تحقيق مكاسب مادية، ولنشر الخوف بين المواطنين وزيادة نفوذ فروع الاستخبارات التابعة له”.
وأشار المصدر إلى “وجود مجموعات مسلحة تابعة لفروع الاستخبارات متورطة في عمليات الاغتيال والخطف وتهريب المخدرات”.
وأوضح أنه “إلى جانب عشرات من حالات الاغتيال التي وقعت في المحافظة، فقد اختطف خلال الأشهر الماضية 7 أطفال بغية الحصول على فدية مالية، ولا يزال مصير اثنين منهم مجهولاً”.
وضمن نفس الإطار أحصى مكتب توثيق الانتهاكات في تجمع أحرار حوران (شبكة محلية)، في بيان له الاثنين الثاني من يناير 2023 “ثلاثين عملية ومحاولة اغتيال في شهر ديسمبر الماضي”.
انتشار السلاح والميليشيات المسلحة والحالة المعيشية السيئة للمواطنين دفعا بكثير من الشباب للجوء إلى السرقة
وأدت هذه العمليات بحسب المكتب إلى “مقتل 18 شخصاً من بينهم 10 مدنيين، وإصابة 11 آخرين بجروح متفاوتة، ونجاة 7 من محاولات الاغتيال”.
وبحسب المكتب فإنّ “معظم عمليات ومحاولات الاغتيال التي تم توثيقها في الشهر الماضي جرت بواسطة إطلاق النار بأسلحة رشاشة روسية من نوع كلاشنيكوف، باستثناء 3 عمليات تمت بواسطة قنبلة يدوية، وعمليتان بواسطة عبوة ناسفة”.
ووثق المكتب كذلك في نفس الفترة الزمنية “اختطاف 7 أشخاص في محافظة درعا، عثر على جثث 3 منهم، في حين ما يزال مصير 4 مختطفين مجهولاً”.
وشرح المكتب في بيانه ما يحصل بالقول “جرت العادة ألّا تتبنى أي جهة مسؤوليتها عن عمليات الاغتيال لتسجّل تحت اسم مجهول”.
وأردف أنه “في ذات الوقت يتهم أهالي وناشطو المحافظة الأجهزة الأمنية التابعة للنظام والميليشيات الإيرانية بالوقوف خلف كثير من عمليات الاغتيال والتي تطال في غالب الأحيان معارضين للنظام ومشروع التمدد الإيراني في المنطقة”.
وعام 2018 دخلت قوات النظام السوري المناطق التي كانت تسيطر عليها فصائل المعارضة في محافظة درعا بموجب اتفاقية فرضتها روسيا على الفصائل والأهالي في المنطقة، بعد عملية عسكرية واسعة شهدتها المحافظة ضد المناطق الخارجة عن سيطرة النظام.