فك عزلة قطر عن البيت الخليجي مرهون بجديتها

الدوحة - أعلنت قطر عن وجود مباحثات أجرتها مع السعودية بهدف إنهاء أزمتها مع الدول المقاطعة، التي استنفدت كل الجهود الدبلوماسية لإثناء الدوحة عن سياسة دعم الإرهاب والتدخل في شؤون المنطقة.
وقال وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني الجمعة خلال كلمة ألقاها في "منتدى حوارات المتوسط" المنعقد في روما "خلال الأسابيع الماضية انتقلنا من الاستعصاء إلى إحراز بعض التقدم لأن ثمة مباحثات مضت على قدم وساق بيننا وبين أشقائنا السعوديين على وجه الخصوص، ويحدونا بعض الأمل بأن تفضي هذه المباحثات الى نهاية الأزمة".
وتحتضن العاصمة السعودية الرياض، الثلاثاء القادم، القمّة الأربعين لمجلس التعاون الخليجي، لتحافظ القمم الخليجية بذلك على انتظامها، رغم وجود خلاف عميق داخل المجلس فجّرته قطر بسبب علاقاتها مع حركات متشدّدة وتنظيمات إرهابية، ما جعل كلاّ من السعودية والإمارات والبحرين إلى جانب مصر، تُقدم على مقاطعتها.
وتابع "إننا على الأقل ننتقل من الطريق المسدود والاستعصاء والطلبات الـ13 وغيرها من التفاصيل الى الحديث عن رؤية مستقبلية"، رافضا الدخول في تفاصيل عن المواضيع المطروحة والأشخاص الذين يخوضون المفاوضات.
وأضاف في أول تصريح من مسؤول قطري حول الأزمة" هناك مشاورات مع الأشقاء في السعودية ونأمل أن تسفر عن نتائج إيجابية" مشيرا بانه تم الانتقال من طريق مسدود في الأزمة إلى الحديث عن رؤية مستقبلية بخصوص العلاقة مع السعودية.
وفي المقابل تمسك الوزير القطري بعلاقة بلاده مع إيران قائلا بأنه حريص على علاقة حسن الجوار مع طهران خاصة وأنها فتحت أجوائها لقطر.
وقطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر في يونيو 2017 علاقاتها الدبلوماسية مع قطر. واتهمت الدول الأربع الدوحة بدعم جماعات إسلامية متطرفة وبالتقارب مع إيران، وهو ما نفته الدوحة. وترافق قطع العلاقات مع إجراءات اقتصادية بينها إغلاق الحدود البرية والطرق البحرية، ومنع استخدام المجال الجوي وفرض قيود على تنقلات القطريين.
وتقدّمت الدول الأربع في 22 يونيو 2017 بلائحة من 13 مطلبا كشرط لإعادة علاقاتها مع الدوحة، تضمنت إغلاق القاعدة العسكرية التركية الموجودة على الأراضي القطرية وخفض العلاقات مع إيران وإغلاق قناة "الجزيرة".
وهذه المرة الأولى التي تتطرق فيها قطر إلى التطورات في المصالحة الخليجية بعد سلسلة مؤشرات عن انفتاح من طرفي الأزمة على التفاوض حول مخرج، كان بينها دعوة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز إلى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى قمة مجلس التعاون الخليجي التي تعقد هذا الشهر في الرياض، ومشاركة كل من السعودية والإمارات والبحرين في كأس الخليج لكرة القدم في قطر.
من جهتها أكدت السعودية، الجمعة، دعوة أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، لحضور القمة الخليجية في الرياض.
جاء ذلك خلال كلمة عادل الجبير، وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية بمنتدى "حوارات المتوسط" بالعاصمة الإيطالية روما، الذي التأم الخميس، ويستمر حتى السبت.
وقال الجبير، إنه "تم توجيه الدعوة لأمير قطر لحضور قمة مجلس التعاون الخليجي المقرر استضافتها في الرياض" الثلاثاء المقبل.
وأضاف أن "تغير الموقف مع قطر مرهون بخطوات منها".
وقال الجبير ان بلاده وجهت دعوة لامير قطر الشيخ تميم بن حمد ال ثاني لحضور القمة لكن لم يتأكد بعد ما اذا كان الشيخ تميم سيشارك في القمة او ان الدوحة قد ترسل ممثلا رفيعا عنها على غرار مشاركتها في قمتي الرياض الاسلامية والخليجية حيث مثلها حينها رئيس الوزراء عبدالله بن ناصر آل ثاني.
وتعقد قمة مجلس التعاون المرتقبة الأسبوع المقبل في ظروف استثنائية وسط تقلبات جيوسياسية واضطرابات في الشرق الاوسط ووسط تحديات أمنية.
وليس واضحا ما اذا كانت قمة مجلس التعاون ستذيب جليد الخلافات وما اذا كانت ستؤسس لمرحلة تسوية الخلافات العالقة بين الدوحة ومحيطها الخليجي.
وعبرت دولة الإمارات العربية المتحدة عن أملها في ما ستحققه قمة دول مجلس التعاون الخليجي من انجازات على المستوى الخليجي والعربي.