فضيحة تلاعب تهدد سمعة تويوتا في سوق السيارات

طوكيو- يتخبّط عملاق صناعة المركبات الياباني تويوتا في فضيحة تزوير واسع تطال شركة دايهاتسو التابعة له وعمليات سحب سيارات من السوق في الولايات المتحدة، ما انعكس انخفاضا في أسهمه في البورصة.
وأطلقت وزارة النقل اليابانية الخميس عملية تفتيش في مقرّ دايهاتسو المتخصّصة في صناعة المركبات الصغيرة الرائجة جدّا في اليابان والتي اضطرت الأربعاء إلى تعليق عمليات تسليم سياراتها بسبب عدّة اختلالات اكتُشفت خلال فحوصات السلامة.
وأعلنت دايهاتسو تعليق تسليم سياراتها من جميع الطرز بسبب مخاوف تتعلق بعوامل السلامة والأمان بعد تحقيق في فضيحة ذات صلة بمشاكل سلامة 64 طرازا للشركة، بما في ذلك نحو 24 طرازا تم بيعها تحت العلامة التجارية تويوتا.
ويضاف هذا الإعلان إلى المشكلات التي تم كشفها في الربيع الماضي بشأن ألواح الأبواب واختبارات التأثير الجانبي.
وتحقق لجنة مستقلة مع دايهاتسو بعد أن كشفت في أبريل الماضي أنها تلاعبت باختبارات السلامة ضد الاصطدامات الجانبية التي أجريت على 88 ألف سيارة صغيرة، أغلبيتها بيعت على أنها من طراز تويوتا.
وسرعان ما بادرت تويوتا إلى الاعتذار الأربعاء الماضي، مقرّة بـ”فداحة” الوضع ومتعهدة بـ”إصلاح جوهري” للشركة التابعة لها.
غير أن المجموعة التي ينتمي بعض المسؤولين فيها إلى عضوية مجلس إدارة دايهاتسو لا يمكن أن “تُعفى من مسؤولية الرقابة” على شركتها الفرعية، بحسب ما كشف تاتسوو يوشيدا المحلّل لدى بلومبرغ إنتليجنس في تصريحات لوكالة فرانس برس.
وتعزو لجنة الخبراء المستقلين التي أجرت فحوصات لدى دايهاتسو خلال ثمانية أشهر الأخطاء الملحوظة في الشركة إلى عوامل مثل “الضغوط القصوى من جرّاء مهل زمنية للتطوير ضيقة جدا وصارمة” ونقص الخبرة عند المسؤولين.
وانعكست هذه الفضيحة على أسهم تويوتا في بورصة طوكيو التي انخفضت بنسبة 4 في المئة بعد تراجع أوّل بمعدّل 6 في المئة وقت افتتاح الأسواق المالية.
وتأتي هذه الفضيحة لتفاقم مشاكل العملاق الياباني، الذي اضطر الأربعاء الماضي إلى سحب مليون مركبة من سوق الولايات المتحدة بسبب خلل في الوسادات الهوائية.
وواجهت تويوتا في العام الماضي فضيحة فحوصات غير ملائمة على محرّكات صانع الشاحنات هينو الذي يملك أغلبية الحصص فيها.
ويتوقع الخبراء أن تتسبّب هذه المشاكل في “خدش سمعة تويوتا”، لكنها لن تمسّ بصورة الشركة على المدى الطويل نظرا لمكانتها.
ويعتقد يوشيدا أن هذه الفضيحة قد ترتد بقوّة أكبر على قطاع صناعة السيارات بنطاقه الواسع، إذ “لطالما أدّت الفضائح في القطاع إلى فحوصات أكثر دقّة لمسارات منح شهادات السلامة”.
ورجح أن تتعالى “الأصوات للمطالبة بفحوصات أكثر عمقا للقطاع”، إذا ما اعتبرت عمليات التلاعب التي قامت بها دايهاتسو من الممارسات السائدة في هذا المجال.
ومع ذلك، فإن تصويب أوجه الخلل في شهادات فحوصات السلامة لدى دايهاتسو قد يستغرق وقتا طويلا ويجبر الشركة على وقف الإنتاج وتعويض الأضرار التي لحقت بالمزوّدين وشركاء البيع، وفق يوشيدا المتخصّص في قطاع صناعة المركبات. وسلّط تقرير الخبراء الضوء على اختلالات عميقة في مسارات الإنتاج لدى دايهاتسو، راصدا 174 خللا في نحو 25 فئة مختلفة من الفحوصات، يعود البعض منها إلى العام 1989.
وتشوب هذه الاختلالات في المجموع 64 صنفا من السيارات، من بينها نماذج لحساب تويوتا ومازدا وسوبارو. ولا شكّ في أن هذه الفضيحة سترتدّ على مازدا وسوبارو، لكن تأثيرها على الشركتين “لن يكون كبيرا جدّا إلى درجة هزّ أركانهما”، بحسب يوشيدا.
في المقابل قد تنعكس السمعة المشوّهة لدايهاتسو المقرونة بنقص في مركباتها إيجابا على شركات أخرى مثل سوزوكي، التي تعدّ أبرز منافس لها في سوق السيارات الصغيرة، والتي ارتفعت أسهمها في البورصة بنسبة 2.1 في المئة.
وأنتجت دايهاتسو أكثر من 1.7 مليون مركبة على الصعيد العالمي في العام المالي المنتهي في مارس الماضي، حوالي نصفها في اليابان. وتسجّل الشركة أغلبية مبيعاتها في اليابان وجنوب شرق آسيا.
وأنتجت الشركة خلال الأشهر العشرة الأولى من العام الحالي نحو 1.1 مليون سيارة، أي ما يقرب من 40 في المئة من تلك الموجودة في المواقع الخارجية، وفقًا لبيانات تويوتا. وتظهر الإحصائيات أن دايهاتسو باعت حوالي 660 ألف سيارة في جميع أنحاء العالم خلال تلك الفترة، وشكلت قرابة 7 في المئة من مبيعات تويوتا.