فضيحة الخلية الإخوانية المسلحة تؤثر على انتخابات الجماعة في الأردن

عمان- عكست نتائج الانتخابات الداخلية التي أجرتها جماعة الإخوان المسلمين في الأردن حصول توافقات بين ما يسمى تيار الصقور والجناح المعتدل داخل الجماعة حول تقاسم المناصب القيادية العليا.

وأجرت جماعة الإخوان المسلمين في الأردن انتخاباتها الداخلية السبت في ظل ظرفية حساسة تمر بها العلاقة بينها والسلطة الأردنية، لاسيما بعد فضيحة الخلية الإخوانية المسلحة.

ويقول مراقبون إن التسريبات التي تحدثت عن تورط عناصر من جماعة الإخوان في مؤامرة تقودها إيران وحركة حماس لتهريب أسلحة إلى داخل المملكة بهدف تنفيذ ‏أعمال تخريبية‎، أثرت على ما يبدو في الانتخابات الداخلية للجماعة، وانتهت إلى نوع من التوافق بين الصقور والتيار المعتدل.

وأفرزت الانتخابات فوز مراد العضايلة، الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي والمحسوب على جناح الصقور، بمنصب المراقب العام، فيما آلت رئاسة مجلس الشورى إلى عبدالحميد ذنيبات، المراقب العام المنتهية ولايته والمحسوب على الجناح المعتدل.

وحصل العضايلة على أغلبية 27 صوتا متقدما بذلك على الشيخ حمزة منصور الذي حصل على 26 صوتا، فيما فاز الذنيبات بأغلبية 27 صوتا مقابل 26 صوتا لمنافسه مثل تيار الصقور عبدالله العبيدات.

وفاجأت خسارة حمزة منصور الكثيرين الذين اعتقدوا أن الباب مفتوح على مصراعيه أمام الشيخ المخضرم للفوز بمنصب المراقب العام.

وعزز فوز العضايلة بمنصب المراقب العام وضع جناح الصقور داخل الجماعة، وهذا الأمر بالتأكيد ليس مريحا بالنسبة إلى الجهات الرسمية في الأردن التي قد تفضل منصور، باعتباره أقل اندفاعا وأكثر تجاوبا وانفتاحا على الحوار.

وتم تكليف وائل السقا بالقيام بأعمال الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي خلفا للعضايلة الذي قدم استقالته من المنصب للحزب عقب انتخابه مراقبا عاما.

ويشغل السقا موقع النائب الأول للأمين العام للحزب للدورة الثانية على التوالي، حيث ينص النظام الأساسي للحزب على أنه في حال استقالة الأمين العام يقوم نائبه الأول بمهامه، إلى أن ينتخب المؤتمر العام خلفا له، في مدة أقصاها ستة أشهر.

ويشير متابعون إلى أن القيادة الجديدة لجماعة الإخوان ستكون أمام تحديات كبيرة سواء في علاقة مع السلطة السياسية، أو مع الشارع الأردني الذي صدم مؤخرا بتسريبات المؤامرة.

وتخشى جماعة الإخوان من أن تكون لتلك التسريبات تداعيات سلبية على الدعم الشعبي لها في الانتخابات التشريعية المقرر إجراؤها في العاشر من سبتمبر.

ومن المعلوم أن لدى الشارع الأردني تحفظات على مسلك السلطة في التعاطي مع الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة، لكنه يدرك بشكل كبير حساسية موقف المملكة، ويخشى من أي انجرار إلى توتر أو فتنة، ستكلفه الكثير.

وكانت القيادة السابقة للجماعة حرصت على نفي أي علم لها بتورط عناصر تابعة لها في عملية تهريب أسلحة إلى الداخل الأردني، واعتبرت أن ما جرى عمل فردي. ويعتقد المتابعون أن فضيحة الخلية الإخوانية لن تمر مرور الكرام شعبيا كما سياسيا، حيث أن هناك في السلطة من يرى بضرورة اتخاذ إجراءات عملية ضد الجماعة، التي تجاوزت بحسب رأيهم جميع الخطوط الحمراء، بارتهان قراراتها لأطراف خارجية.

وتغاضت الحكومة الأردنية خلال السنوات الماضية عن تطبيق قرار قضائي ‏صدر بحلّ جماعة الإخوان لعدم تصويب وضعها قانونيا منذ عام 2020.

وليس من المستبعد أن تقدم الحكومة على تفعيل القرار القضائي، لكن مراقبين يستبعدون حصول ذلك قريبا، إذ إن الأمر قد يحتاج إلى ترو أكثر خصوصا وأن الوضعين الإقليمي والداخلي لا يحتملان هكذا إجراء حاليا.

ويشير المراقبون إلى أن السيناريو الأقرب هو أن يتم اتخاذ بعض الخطوات الأقل حدية، كقرصة أذن، وقد تم اتخاذ الخطوة الأولى بإغلاق قناة اليرموك الفضائية التي تملكها الجماعة قبل نحو ‏أسبوع بدعوى عدم حصولها على ترخيص قانوني. مع الإشارة إلى أن القناة تمارس عملها ‏منذ أعوام من دون اتخاذ أيّ إجراء بحقها‎.‎

ويعتقد المراقبون أن مسلك القيادة الجديدة سيكون بدوره محددا في طريقة تعاطي السلطة، مرجحين أن تعمد الجماعة إلى التهدئة في الفترة المقبلة لاسيما وأنها مقبلة على انتخابات تشريعية مصيرية، تسعى للاستئثار بأغلب مقاعدها. وأفرزت الانتخابات الداخلية لجماعة الإخوان فوز أيمن توفيق أبوالرب بمنصب نائب رئيس مجلس الشورى. كما تم انتخاب كل من جميل أبوبكر ومحمد خليل عقل ومعتز الهروط ووائل السقا وعارف حمدان وعلي أبوالسكر كأعضاء مكملين في المجلس.

وعقب انتهاء الاستحقاق الداخلي الذي جرى في العاصمة عمان سارع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية إلى تهنئة العضايلة بانتخابه مراقبا عاما.

العضايلة حصل على أغلبية 27 صوتا متقدما بذلك على الشيخ حمزة منصور الذي حصل على 26 صوتا

ويعد العضايلة أحد أبرز القيادات الإخوانية قربا لحركة حماس.

وقال هنية للعضايلة خلال اتصال هاتفي الأحد “أتقدم باسمي وباسم قيادة حركة حماس بخالص التهنئة على ثقة إخوانكم واختياركم مراقبا عاما لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن، سائلا الله أن يعينكم على أداء هذه المهمة ويرزقكم التوفيق والسداد، وأن يديمهم والأردن الشقيق سندا وعونا ومددا لإخوانهم في فلسطين وغزة الأبية حتى التحرير والعودة والصلاة في رحاب الأقصى المبارك”.

كما اتصل رئيس المكتب السياسي لحماس بعبدالحميد ذنيبات مهنئا إياه بانتخابه رئيسا لمجلس شورى الإخوان، مشيدا بدوره في المرحلة السابقة كمراقب عام، ومثمنا العلاقة التي سادت والجهود التي بذلها مع قيادة الجماعة والشعب الأردني في نصرة فلسطين، ومتمنيا له التوفيق في موقعه الجديد في ظل معركة طوفان الأقصى وتعزيز نتائجها الإستراتيجية.