فضاءات الغربة .. قراءة نقدية لتجارب حميد سعيد الشعرية

الكاتب العراقي حمدي الحديثي يتناول في كتابه "فضاءات الغربة" تجربة الشاعر حميد سعيد الشعرية.
السبت 2020/06/13
حميد سعيد شاعر يستمد قوة نصه من قوة المعرفة

لندن- صدر حديثاً عن دار هبه ناشرون وموزعون للكاتب العراقي حمدي الحديثي كتاب نقدي يتناول تجربة الشاعر حميد سعيد.

وجاء الكتاب في قسمين، في الأول منهما كتب الحديثي مفتتحاً الكتاب: لفت نظري ما كتبه الصديق الناقد ماجد صالح السامرائي، تحت عنوان الشاعر بين غربتين قراءة في تجارب الغربة عند الشاعر حميد سعيد، المنشور، ضمن الملف الخاص بشعر حميد سعيد، الذي قدمته هيئة تحرير مجلة "أفكار" الصادرة عن وزارة الثقافة الأردنية.

وأشار الحديثي، في فصل آخر وهو يتحدث عن تجربة غربة الشاعر وسماها "الغربة الأولى" قائلاً: "فالشاعر حكى حكايته وحكاية غيره بتداخل لا يمكن فصله، مثل مزج لونين، هل يمكن فصلهما؟ طبعاً لا يمكن لكنهما أعطيا لونًا أخر٠ وإذا كان تشفير غياب الشمس عن رسمها في القرى ألف ظل، فإن الدفء أعلى تشفيراً بفعل حاسية فاعليته الشعرية" كأن صغارنا الواهين من عُريِّ ومن سَغَبِ ".

وتطرق الحديثي إلى العديد من تجارب الشاعر سعيد، نذكر منها، على سبيل المثال، تجربة الشاعر المسرحية، معرفاً عن هذه التجربة بأنها قلةٌ نادرة من شعراء العراق، كتبوا مسرحية شعرية، من جيل الرواد، وكتب الشاعر الكبير حميد سعيد ثلاث مسرحيات، وأصدرها بكتاب واحد تحت عنوان (ثلاث مسرحيات)، وهي  على التتالي: (التوأمان)، (شباك الحبيبة) و(المتعالم)، وهذه المسرحيات قصيرة، وكتبت في زمن الغربة الثالثة للشاعر .

ومن أجمل ما كتبه النقاد العرب عن تجربة الشاعر حميد سعيد الشعرية ما قاله الناقد المغربي إدريس علوش، في كتابه النقدي، الذي تناول تجربة سعيد وحمل عنوان (حميد سعيد - حوار شامل وشهادات): "الشاعر العراقي حميد سعيد، شاعر يستمد قوة نصه من قوة المعرفة وجسارة السؤال، القصيدة عنده شرفة مثقلة بتعدد المرجعيات: الوجودي منها والإنساني الفكري والمعرفي والفلسفي، الأسطوري والواقعي والحياتي، التاريخي والجغرافي والتراثي، الذي نقطة بدئه بغداد، مروراً بحدائق الأندلس، إلى حد التماس، إلى المغرب الأقصى حيث دهشة الروح وذهولها إلى أرخبيلات أخرى منها المحتمل واللامتوقع.

وصدر للكاتب حمدي الحديثي العديد من الكتب نذكر منها: (حميد سعيد شاعر وطن/ عن دار مرسال الحديثة ناشرون وموزعون عمّان/ 2018.