فصائل موالية لتركيا تتصارع على ممتلكات أكراد في عفرين

عفرين (سوريا) - شهدت مدينة عفرين في ريف حلب الشمالي الغربي مواجهات عنيفة بين فصيلين مواليين لتركيا، بسبب صراع على ممتلكات تعود إلى مواطنين أكراد. واندلعت المواجهات مساء الاثنين بين “حركة التحرير والبناء” و”القوة المشتركة”، وانتهت بسيطرة الأخيرة على عدد من الحواجز، مع وقوع إصابات في صفوف الطرفين.
وهذه ليست المرة الأولى التي تحدث فيها مواجهات بين الفصائل السورية في المنطقة التي تشهد حالة من الفوضى والانفلات منذ الغزو التركي لها قبل نحو ست سنوات. وشنت تركيا في عام 2018 عملية “غصن الزيتون” على مدينة عفرين ذات الغالبية الكردية، بدعم من عدد من الفصائل السورية الموالية لها. وقد تعرض المواطنون الأكراد على مدى السنوات الماضية لعملية تهجير ممنهجة وسلب لممتلكاتهم على أيدي الفصائل السورية وتحت أنظار تركيا.
وأفادت مصادر محلية لموقع “تلفزيون سوريا” بأن المواجهات اندلعت بدايةً في “شارع المازوت” داخل مدينة عفرين بين فرقة “الحمزة” التابعة لـ“القوة المشتركة” وتجمع أحرار الشرقية العامل في “حركة التحرير والبناء”، بسبب خلاف قيل إنّ سببه قطعة أرض وعدة محال تجارية تعود ملكيتها إلى أكراد.
◙ المواجهات اندلعت في "شارع المازوت" داخل مدينة عفرين بسبب خلاف قيل إن سببه قطعة أرض وعدة محال تجارية تعود ملكيتها إلى أكراد
واستخدم الطرفان الأسلحة الثقيلة والرشاشات المتوسطة وقذائف الهاون وقذائف آر بي جي، فضلاً عن الأسلحة الرشاشة الخفيفة، ما أدى إلى وقوع إصابات بين الطرفين واعتقال كل طرف عناصر من الطرف الآخر.
وسقطت بعض المقذوفات بين الأحياء السكنية في شارعيْ “الفيلات” و”المازوت” في مدينة عفرين، ما أدى إلى إصابة امرأة بجروح، وسط حالة هلع وخوف بين المدنيين، واضطرار بعض السكان إلى النزوح من منطقة الاشتباك.
وبحسب مصادر التلفزيون السوري توسعت لاحقا دائرة المواجهات بين الطرفين، لتشمل مدينة جنديرس وما حولها بريف عفرين الجنوبي، مع دخول أطراف أخرى من التشكيلين على خط المواجهات، كـ”فرقة السلطان سليمان شاه" (العمشات) الحليفة لـ"الحمزات".
وذكرت المصادر أن القيادي في “فرقة الحمزة” علي محمد الحسين (أبورواد) أصيب بجراح خطيرة في الرأس من جراء المواجهات. ويرى مراقبون أن تكرر الاشتباكات بين الفصائل السورية يعود إلى غياب قيادة عسكرية حازمة، وسعي كل فصيل لفرض سيطرته على الأرض والموارد.
ويشير المراقبون إلى أن تواتر المواجهات يثير قلق تركيا التي سارعت إلى التدخل عبر مخابراتها لوقف الاشتباكات الأخيرة. وتخشى أنقرة أن تستغل بعض الأطراف التوترات الحاصلة لاختراق المنطقة، وهو ما يشكل تهديدا لنفوذها في شمال سوريا.