فصائل عراقية تعلن استهداف مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية

رابع عملية تتبناها الجماعة المدعومة إيرانيا خلال هذا الشهر بعد اجتماع عقد في طهران أكدت إثره أن لا نقض قريبا للتهدئة مع واشنطن.
الأحد 2024/03/24
استمرار الهجمات على أهداف إسرائيلية دون نقض التهدئة مع واشنطن

بغداد - أعلنت "المقاومة الإسلامية في العراق"، اليوم الأحد، استهداف مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية، في منطقة كرياه وسط تل أبيب، بالطيران المسيّر، في عملية هي الرابعة التي تتبناها الجماعة خلال الشهر الجاري.

وقالت "المقاومة الإسلامية في العراق"، في بيان نشرته عبر "تلغرام" "استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية في العراق، فجر اليوم الأحد، بواسطة الطيران المسيّر، مبنى مقر وزارة دفاع الكيان الصهيوني بأراضينا المحتلة".

وأوضح البيان أن "هذه العملية النوعية تأتي في هذه الليالي المباركة لتؤكد استمرارنا بدك معاقل الأعداء واستكمالنا للمرحلة الثانية لعمليات مقاومة الاحتلال، التي ستتصاعد خلال شهر رمضان المبارك، نصرةً لأهلنا في غزة وردًا على المجازر الصهيونية بحق المدنيين الفلسطينيين العزّل".

ولم ترد أي تقارير من إسرائيل بشأن هذا الهجوم أو ما إذا كانت تلك المسيرات وصلت إلى وجهتها أم لا.

يرى متابعون لنشاط الفصائل العراقية أن هذه الاستهدافات تبقى في إطار محدود يتماشى مع الدعاية التي تروج لها الفصائل المدعومة من إيران بشأن الحرب على غزة دون أن تتورط فيها فعليا.

وكانت "المقاومة الإسلامية في العراق" قد أعلنت، الاثنين الماضي، استهداف محطة لتوليد الكهرباء في تل أبيب، بالطيران المسيّر، وذلك بعد يوم من استهدافها لمطار بن غوريون في عمق إسرائيل، بالطيران المسيّر.

وسبق ذلك إعلانها استهداف قاعدة جوية لطيران الجيش الإسرائيلي المسيّر في الجولان، بواسطة الطيران المسيّر في ثاني عملية استهداف للعمق الإسرائيلي تتبناه الجماعة خلال أقل من أسبوع واحد.

وأكدت الجماعة في وقت سابق أن "عملياتها مستمرة ضد المواقع الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة"، في إشارة منها إلى أن تعليق عملياتها ضد القوات الأميركية لا يعني توقفها ضد إسرائيل.

والثلاثاء الماضي، أكد زعيم كتائب حزب الله، أحد فصائل "المقاومة الإسلامية في العراق"، أبوحسين الحميداوي، أن تعليق العمليات العسكرية ضد المصالح الأميركية في العراق "ليس نهاية الأمر"، محذراً من سماهم بـ"المسيسين والضعفاء" من التدخل في حيثيات عمل المقاومة.

والتقى الحميداوي عدداً من قيادات فصائل مسلحة في العاصمة الإيرانية طهران، شملت قادة فصائل في العراق وخارجه، وبحث معهم مستجدات الأوضاع وملف تعليق العمليات ضد واشنطن، بحسب بيان للجماعة المسلحة.

وأضاف البيان أن "الحميداوي أكد في اللقاء أن جهود المقاومة الإسلامية منصبّة في الدفاع عن الشعوب المستضعفة وحماية مكتسبات الأمة"، مبيناً أن "المقاومة تراعي التوقيتات وتتفاعل مع التحديات الأساسية وتدير قراراتها بحكمة وتدبر".

وقال إنه يجب "عدم السماح للمسيسين والضعفاء بالتدخل في حيثيات عمل المقاومة، وأن تعليق العمليات العسكرية ليس نهاية الأمر، وأن المقاومة تمتلك القدرات الذاتية لإدارة معركة طويلة الأمد".

وبحسب البيان، فقد تضمنت لقاءات طهران تأكيداً على "أهمية انتصار الحركات التحررية كوسيلة لتعزيز المصالح المشتركة للقوى المناهضة للإمبريالية، لا سيما في غرب آسيا وشمال أفريقيا".

وفي الخامس من فبراير، أعلنت كتائب حزب الله العراقية وقف عملياتها العسكرية ضد واشنطن، مبررة ذلك بجملة من الأسباب، أبرزها منح حكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني الفرصة للتفاوض على إخراج القوات الأميركية من البلاد.

وأعقب ذلك موقف مماثل لـ"النجباء"، و"سيد الشهداء"، وفصائل أخرى تنضوي ضمن "المقاومة الإسلامية"، التي تنفّذ عمليات ضد الأميركيين في العراق والجوار السوري الذي تسيطر عليه "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، رداً على "الدعم الأميركي المفتوح للاحتلال الإسرائيلي في جرائمه المتواصلة بقطاع غزة".

وهذه الفصائل المدعومة إيرانيا كانت استهدفت سابقا مواني إسرائيلية على البحرين الأحمر والمتوسط، بالإضافة إلى عدة قواعد أميركية في العراق وسوريا منذ بدء الحرب في غزة يوم السابع من أكتوبر الماضي.

إذ تعرضت القواعد العسكرية التي تضم قوات أميركية سواء في العراق أو سوريا إلى أكثر من 160 هجوماً من قبل الفصائل المسلحة منذ 17 أكتوبر الفائت.

وعلى الرغم من أن واشنطن لم تربط رسمياً في وقت سابق بين تلك الهجمات في البلدين وحرب غزة، فإن هذه المجموعات المسلحة أكدت أكثر من مرة أنها تأتي رداً على الحصار الإسرائيلي والحرب على غزة والموقف الأميركي الداعم بقوة لتل أبيب.

ومنذ السابع من أكتوبر الماضي تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة أسفرت عن مقتل 32226، و74518 جريحًا وفق ما أعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس الأحد.

كذلك، قالت الوزارة في بيان "وصل إلى المستشفيات 84 شهيدا و106 إصابات" خلال 24 ساعة الماضية، مشيرة الى أن الكثير من الضحايا ما زالوا تحت الركام أو على الطرق ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.

وإلى جانب الخسائر البشرية، ومعظمها من الأطفال والنساء، تسببت الحرب الإسرائيلية في دمار هائل بالبنى التحتية والممتلكات، بالإضافة إلى مجاعة مستمرة أودت بحياة أطفال ومسنين، بحسب بيانات فلسطينية وأممية.

وعلى الرغم من مثولها للمرة الأولى أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية"، تواصل إسرائيل حربها على القطاع الذي تحاصره منذ 17 عاما، ويسكنه نحو 2.3 مليون فلسطيني يعانون أوضاعا كارثية.