فشل جولة جديدة من مفاوضات سد النهضة دون حل للخلافات

السودان يتمسك بتغيير منهجية التفاوض ويطالب بتوسيع دور الخبراء لتسهيله.
الأحد 2021/01/10
ياسر عباس: السودان تقدم باحتجاج شديد اللهجة لإثيوبيا والاتحاد الأفريقي

الخرطوم - حذرت وزارة الري السودانية من عدم إكمالها المفاوضات مع مصر وإثيوبيا حول سد النهضة الذي تبنيه أديس أبابا على النيل الأزرق، ووصفتها بأنها "دورة مفرغة".

وفشل الاجتماع السداسي بين وزراء الخارجية والري في السودان ومصر وإثيوبيا في التوصل إلى صيغة مقبولة لمواصلة التفاوض.

ويتمسّك السودان بموقفه الداعي إلى ضرورة تغيير منهج التفاوض بشأن سد النهضة، في وقت لم يسفر فيه الاجتماع السداسي الذي عقد لبحث استئناف آلية المفاوضات بين الدول الثلاث عن أي تقدم.

وقال وزير الري السوداني ياسر عباس "السودان تقدم باحتجاج شديد اللهجة لإثيوبيا والاتحاد الأفريقي، راعي المفاوضات، حول الخطاب الذي بعث به وزير الري الإثيوبي للاتحاد الأفريقي والسودان ومصر، في 8 يناير الجاري".

وأوضح أن الوزير الإثيوبي أعلن في الخطاب "عزم إثيوبيا الاستمرار في الملء الثاني للسد في يوليو المقبل بمقدار 13.5 مليار متر مكعب، بغض النظر عن التوصل إلى اتفاق أو عدمه، وأن بلاده ليست ملزمة بالإخطار المسبق لدول المصب بإجراءات الملء والتشغيل وتبادل البيانات حولها".

وشدد عباس على أن هذا الوضع "يشكل تهديدا جديا للمنشآت المائية السودانية ونصف سكان السودان".

ولم تتوصل المحادثات الثلاثية السابقة إلى اتفاق بشأن ملء وتشغيل خزان سد النهضة الإثيوبي الذي يبلغ ارتفاعه 145 مترا.

وأشار وزير الري السوداني إلى ما "يمثله سد النهضة من تهديد مباشر لخزان الروصيرص (شرق السودان) والذي تبلغ سعته التخزينية أقل من 10 في المئة من سعة سد النهضة، إذا تم الملء والتشغيل دون اتفاق وتبادل يومي للبيانات".

وأكدت مصر خلال الاجتماع استعدادها للانخراط في مفاوضات جادة وفعالة من أجل التوصل في أسرع وقت ممكن إلى اتفاق قانوني ملزم على قواعد ملء وتشغيل سد النهضة، وذلك تنفيذا لمقررات اجتماعات هيئة مكتب الاتحاد الأفريقي التي عقدت على مستوى القمة خلال الأشهر الماضية للتشاور حول قضية سد النهضة، وبما يحقق المصالح المشتركة للدول الثلاث ويحفظ ويؤمن حقوق مصر ومصالحها المائية.

وأعربت وزيرة خارجية جنوب أفريقيا عن أسفها لعدم تحقيق الاختراق المأمول في المفاوضات.

وذكرت أنها سترفع تقريرا إلى سيريل رامافوزا رئيس جمهورية جنوب أفريقيا حول ما شهدته المباحثات ونتائجها، وذلك للنظر في الإجراءات التي يمكن اتخاذها للتعامل مع هذه القضية في الفترة المقبلة.

ومنذ العام 2011، تتفاوض الدول الثلاث للوصول إلى اتّفاق حول ملء سدّ النهضة وتشغيله، لكنها رغم مرور هذه السنوات أخفقت في الوصول إلى اتّفاق.

وتوقفت المفاوضات في أغسطس الماضي بين الدول الثلاث بسبب خلافات واستؤنفت مطلع هذا العام.

وتشارك الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي، إضافة إلى الاتحاد الأفريقي في المفاوضات عبر خبراء ومراقبين.

وترى إثيوبيا أن السد ضروري لتحقيق التنمية الاقتصادية، في حين تعتبره مصر تهديدا حيويا لها، إذ يعتبر نهر النيل مصدرا لأكثر من 95 في المئة من مياه الري والشرب في البلاد.

وخلال الأشهر الأخيرة، تصاعد الخلاف بشأن السد مع مواصلة إثيوبيا الاستعداد لملء الخزان الذي يستوعب 74 مليار متر مكعب من المياه.

ورغم حضّ مصر والسودان إثيوبيا على تأجيل خططها لملء خزان السد حتى التوصل إلى اتفاق شامل، أعلنت أديس أبابا في 21 يوليو أنها أنجزت المرحلة الأولى من ملء الخزان البالغة 4.9 مليار متر مكعب والتي تسمح باختبار أول مضختين في السد.