فشل المفاوضات الروسية - الأوكرانية في تركيا والقتال يستمر

ماكرون وشولتس: حل النزاع بأيدي كل من موسكو وكييف.
الجمعة 2022/03/11
تمترس خلف المواقف

لا تزال الجهود الدبلوماسية لحل الأزمة الأوكرانية – الروسية تراوح مكانها، رغم دخول الطرفين في سلسلة من المفاوضات لم تحرز أي تقدم، في ظل تمترس الفريقين خلف مواقفهما. وتستمر القوات الروسية في التقدم ولو ببطء باتجاه العاصمة كييف.

أنطاليا (تركيا) - فشل وزيرا الخارجية الروسي والأوكراني الخميس في التوصل إلى اتفاق في تركيا حول وقف لإطلاق النار في أوكرانيا خلال أول لقاء بينهما منذ الغزو الروسي، فيما قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال مكالمة هاتفية الخميس، إن حل النزاع في أوكرانيا يجب أن يأتي عبر “مفاوضات بين أوكرانيا وروسيا”.

وفي أنطاليا بجنوب تركيا، تمسك الوزيران الروسي سيرجي لافروف والأوكراني دميترو كوليبا بمواقفهما خلال الاجتماع الأول على هذا المستوى منذ الرابع والعشرين من فبراير، برعاية نظيرهما التركي مولود جاويش أوغلو.

وقال كوليبا للصحافيين “تحدثنا عن وقف لإطلاق النار، ولكن لم يتم إحراز أي تقدم في هذا الاتجاه”، مضيفا أنه “يأمل” في أن يتمكن من مواصلة النقاش مع نظيره الروسي.

دميترو كوليبا: لم يتم إحراز أي تقدم في مطالبنا بوقف لإطلاق النار

وأضاف كوليبا أن لافروف أكد له أن روسيا “ستواصل عدوانها إلى أن نقبل شروطهم بالاستسلام”.

وصرّح “سمعت اليوم أن الاتحاد الروسي ربط وقف إطلاق النار في أوكرانيا باحترام مطالب الرئيس بوتين”. وقال أمام الصحافيين إن “أوكرانيا لم تستسلم ولن تستسلم الآن ولا مستقبلا”.

وقال لافروف إن روسيا تريد مواصلة الحوار مع أوكرانيا، لكنه اعتبر أن “الصيغة الروسية - الأوكرانية في بيلاروسيا” التي تجري على مستوى تمثيل أدنى “لا بديل لها”.

وعُقدت منذ بداية الغزو ثلاث جولات من المحادثات بين المفاوضين الروس والأوكرانيين في بيلاروسيا، حليفة روسيا، أسفرت عن وقف لإطلاق النار وفتح ممرات إنسانية لإجلاء المدنيين من البلدات المحاصرة، لكن روسيا اتُهمت مرارا بانتهاك هذه الاتفاقيات.

وبحسب رئاسة الأركان الأوكرانية، تواصل القوات الروسية “عمليتها العدوانية” لمحاصرة كييف، بينما تهاجم على جبهات أخرى مدن إيزيوم وبتروفسكي وهروتشوفاكا وسومي وأختيركا، وفي منطقتي دونيتسك وزاباروجي.

وفي شمال كييف، أقام جنود نقاط تفتيش وحفروا خنادق الخميس في درجات حرارة بلغت 9 تحت الصفر.

وأقر مجلس النواب الأميركي الأربعاء ميزانية فيدرالية جديدة تتضمن تخصيص نحو 14 مليار دولار للأزمة الأوكرانية. ويفترض أن يصوت مجلس الشيوخ الآن على النص الذي يتألف من شق اقتصادي وآخر إنساني، وينص كذلك على مد كييف بشحنات أسلحة وذخائر.

كما وافق صندوق النقد الدولي الأربعاء على تقديم مساعدة طارئة، تبلغ قيمتها 1.4 مليار دولار لأوكرانيا.

لكن في الوقت نفسه، رفضت واشنطن الأربعاء بشكل قاطع عرض بولندا تسليم الجيش الأميركي طائراتها من طراز ميغ - 29، ليسلمها بدوره إلى أوكرانيا، معتبرة أنه اقتراح “ينطوي على مجازفة” وقد يؤدي إلى تصعيد روسي.

الوساطة التركية تفشل في عقد السلام
الوساطة التركية تفشل في عقد السلام

ومنذ البداية، يحاول الأميركيون وحلفاؤهم مساعدة أوكرانيا، مع تجنب التدخل المباشر للدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي.

وفي تركيا اعتبر لافروف “تسليم الغرب أسلحة لأوكرانيا” أمرا خطيرا. وصرّح للصحافيين بأن “الذين يغرقون أوكرانيا بالأسلحة يجب أن يدركوا بالتأكيد أنهم سيتحملون مسؤولية أفعالهم”، مدينا خصوصا تسليم شحنات صواريخ أرض - جو محمولة على الكتف اعتبر استخدامها مخالفا “للطيران المدني”. كما دان تجنيد “مرتزقة” أجانب.

وعلى صعيد الاتحاد الأوروبي، يناقش رؤساء دول وحكومات الدول الأعضاء الـ27 الخميس والجمعة في فرساي قرب باريس، التحديات الاقتصادية والأمنية التي تفرضها الحرب في أوكرانيا على أوروبا.

وبعد أسبوعين على بدء النزاع، بدأت انعكاسات العقوبات الغربية تظهر بشكل متزايد في روسيا، التي تعلن شركات الواحدة تلو الأخرى انسحابها منها أو مقاطعتها.

سيرجي لافروف: سنواصل عملياتنا الخاصة إلى أن تقبل كييف بشروطنا

وأعلنت المملكة المتحدة الخميس فرض عقوبات جديدة على سبعة رجال أعمال روس، بينهم مالك نادي تشيلسي رومان أبراموفيتش وشريكه التجاري السابق أوليغ ديريباسكا، مع تجميد أصولهما وحظر السفر عليهما.

وشدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس، خلال محادثات هاتفية مع بوتين، على ضرورة “مرور أي حل لهذه الأزمة بمفاوضات بين أوكرانيا وروسيا”، مطالبين بـ”وقف فوري لإطلاق النار”.

ويواصل الجيش الروسي الحصار الذي يفرضه على مدن كبرى وحملة القصف المكثف على غرار تلك التي استهدفت مستشفى للأطفال الأربعاء في ماريوبول، الميناء الاستراتيجي على بحر آزوف (جنوب شرق) المحاصر من قبل القوات الروسية.

ووصف الاتحاد الأوروبي قصف المستشفى في ماريوبول الذي استدعى موجة إدانات دولية، بأنه “جريمة حرب شنيعة”، فيما دان البيت الأبيض الاستخدام “الوحشي” للقوة ضد المدنيين. كما ندد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بهجوم “غير أخلاقي”.

وقال عضو في الإدارة العسكرية لمنطقة دونيتسك إن القصف وقع بينما كانت نساء يلدن في المستشفى الذي أعيد تجهيزه للتو. وقال لافروف إن المستشفى كان يستخدم قاعدة لكتيبة قومية.

5