فساد الأحزاب والميليشيات العراقية يطال قطاع التعليم في نينوى

الموصل (العراق)- كشف فتح تحقيق في شبهات تلاعب بالتوظيف في مؤسسات التعليم في محافظة نينوى بشمال العراق، عن امتداد الفساد الإداري والمالي الذي يضرب المحافظة على نطاق واسع إلى قطاع التعليم الحساس وذي التأثيرات الخطرة العابرة للأجيال.
وتشهد نينوى منذ استعادتها من مقاتلي تنظيم داعش قبل سبع سنوات مشاكل كثيرة في إدارتها نجمت عن اشتداد التنافس على التحكّم في زمام الحكومة المحلية بمشاركة جسم سياسي وأمني دخيل عليها متمثّل بالميليشيات التي شاركت في المعركة ضدّ التنظيم المتشدّد وباتت منذ ذلك الحين تتشبّث بمواقعها وأدوارها في قيادة المحافظة حفاظا على مصالح مالية كبيرة أوجدتها هناك حتى أنها أسّست بالتعاون مع الأحزاب المرتبطة بها مكاتب اقتصادية تستخدمها في الوصول إلى جزء من ثروات نينوى ومخصصاتها من موازنة الدولة الاتّحادية وتحويلها لمصلحتها، على حساب عملية إعادة الإعمار والإنفاق على قطاعات حيوية مثل الصحّة والتعليم وغيرهما.
وكشف عضو في مجلس محافظة نينوى، الأحد، عن النتائج الأولية للتحقيق في ملف تربية نينوى مشيرا إلى وجود تدخلات وسيطرة على القطاع من قبل أحزاب وشخصيات
سياسية.
ونقلت وسائل إعلام محلية عن عضو المجلس دون ذكر اسمه كونه مشاركا في التحقيق المذكور قوله إنّ اللجنة المشكلة من قبل أعضاء مجلس محافظة نينوى باشرت التحقيقات الأولية مع تربية المحافظة حول ملف تعيين الموظفين والتدخلات السياسية والحزبية فيه.
وأوضح في تصريحات أوردتها وكالة شفق نيوز أن النتائج الأولية للجنة “أثبتت وجود تدخلات كبيرة من قبل أحزاب وشخصيات سياسية من الموصل تتلاعب بالملف وتسيطر عليه وتتدخل بتنقلات أو الإبقاء على الكوادر التعليمية والتدريسية في الموصل وبعض الأقضية والنواحي.”
وأضاف أن “التدخلات شملت أيضا الاستحواذ على ملف الأبنية المدرسية التي تتدخل بها بعض الشخصيات السياسية في نينوى.”
ولم يعد تدخّل أحزاب وميليشيات شيعية بالأساس في قطاع التربية والتعليم بالعراق مسألة استثنائية بعد امتداد نفوذ ميليشيا عصائب أهل الحقّ بقيادة قيس الخزعلي إلى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وتعيين العضو البارز في العصائب نعيم العبودي على رأسها.
وأتاح ذلك للميليشيا تحقيق مروحة واسعة من الأهداف للميليشيا تتراوح بين أدلجة التعليم وفق توجهات العصائب الدينية والطائفية وضبط إيقاع الحركة الطلابية والتحكم بها فضلا عن تحقيق من منافع مادية مباشرة من خلل التحكّم بموازنة الوزارة والتصرّف بمخصّصاتها.
وماتزال العصائب إحدى الأطراف القوية المشاركة في الصراع على قيادة نينوى ونهب ثرواتها.
وكان ملف الفساد في تربية نينوى قد أثير من قبل عضو مجلس المحافظة ليال البياتي التي كشفت عن تدخلات سياسية في الملف أتاحتها سيطرة بعض الأحزاب على التعيينات والتنقلات داخل مديرية التعليم مشيرة إلى تعيين متعاقدين كمديرين عامين خلافا للضوابط.
كما كشفت لوسائل إعلام محلية عن أوامر إدارية صدرت من وزير التربية تحت ضغط سياسي أدت إلى نقل أكثر من مئتي موظف في تربية نينوى مما أثر على وضع المدارس التي تعاني من شغور في الكوادر التعليمية.