فرنسيون يشربون الشمبانيا على تويتر "في صحة بوتين"

باريس - انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي في فرنسا صور ومقاطع فيديو لفرنسيين يشربون الشمبانيا “في صحة السيد بوتين!” ردا على توقيع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قانونا يمنع فيه منتجي النبيذ الفوار الأجانب من استخدام مصطلح شمبانيا داخل بلاده.
وتبنى المشرعون الروس تشريعا ينص على أن كلمة “شمبانيا” لا يمكن تطبيقها إلا على النبيذ الذي تم إنتاجه في روسيا، في حين أن المشروب المشهور عالميا الذي يأتي من منطقة “شمبانيا” في فرنسا ينبغي أن يسمى “نبيذا فوارا” بموجب القانون الروسي.
وتصدر هاشتاغ champagne# (شمبانيا) الترند على تويتر في فرنسا.
ويقول معلقون إن الخلاف بين روسيا والغرب لن يتوقف عند حدود السياسة والاقتصاد، وسيصل إلى ما هو أبعد من ذلك، حتى وإن نشب هذا الخلاف حول هوية الشمبانيا.
ويأتي تحرك موسكو لضرب أحد أكثر القطاعات قيمة في أوروبا بينما تشهد العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وروسيا توترا، لاسيما بعدما رفض المجلس الأوروبي اقتراحا من فرنسا وألمانيا لعقد قمة مع بوتين، فارضا شروطا صارمة لأي علاقات دبلوماسية مع روسيا.
ديمتري بيسكوف:
صناعة النبيذ الفوار "فرع مهم من الاقتصاد"
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن الحوار مع روسيا ضروري لاستقرار أوروبا ولكنه يجب أن يكون “طموحا” و”حازما” بشكل “لا نتنازل فيه عن شيء على صعيد قيمنا”.
وذكرت صحيفة “موسكو تايمز” الروسية أن النخب في روسيا قد تجد نفسها قريبا دون مشروبها الفرنسي المفضل لو نفذت شركة “مويت هينيسي” الشهيرة للمشروبات الكحولية تهديدها بوقف إمدادات الشمبانيا.
وحذر مكتب الشركة في روسيا شركاءها المحليين من أنها قد توقف إمداداتها بعد القانون الجديد.
وقال ليونيد رافايلوف المدير العام لشركة “أي.أس.تي” AST -وهي شركة كبرى لتوزيع المشروبات الكحولية تتعامل مع عدد من العلامات التجارية من بينها مويت هينيسي- إن شركته تلقت خطابا من الشركة الفرنسية يخطرها بوقف الإمدادات.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن صناعة النبيذ الفوار “فرع مهم من الاقتصاد”، ملمحا إلى رغبة روسيا في حماية منتجي النبيذ المحليين.
واعتبر مغردون فرنسيون الخطوة “إهانة كبيرة” لبلادهم التي لديها قواعد صارمة لحماية اسم وسمعة الشمبانيا، في حين اعتبر آخرون أن الإجراء يندرج في إطار “الغيرة الروسية”، وقال قسم ثالث إن الإجراء الروسي تجاه الشامبانيا الفرنسية “ابتزاز”.
في المقابل قال وزير التجارة الفرنسي فرانك ريستر، عبر حسابه في موقع تويتر، إن باريس “تراقب عن كثب” تداعيات القانون الروسي.
وأضاف “سندعم منتجينا والتميز الفرنسي، تحيا الشمبانيا الفرنسية”.
وكتب مغرد:
DRecueil@
لكن يا لها من مزحة… الشمبانيا في الأصل هي نبيذ فوار من منطقة شمبانيا الفرنسية. إنها عملية احتيال لتغيير التسمية إلى “نبيذ فوار”.
واعتبر معلق آخر:
ArnaudRobinet@
السيد بوتين، ليس هناك شمبانيا إلا من الشمبانيا. قرارك يبدو كأنه عملية احتيال كاملة.
وسخر ثالثٌ:
Fraoui1983@
لقد قرر بوتين أن النبيذ الفوار الروسي سيكون الوحيد الذي يحق له أن يطلق عليه اسم شمبانيا في روسيا؛ حسنًا، سوف أتناول بعض الفطائر وأطلق عليها اسم كافيار.
وكتب مغرد:
Atachene@
من المؤكد أن هذا العالم قد جن جنونه وافتقر بوتين بشكل فريد إلى الذوق! لا شيء ولا أحد يستطيع أن يحل محل الشمبانيا. الشمبانيا موجودة في الشمبانيا وهذه فرنسا.
واعتبر آخر:
BreitThierry@
بوتين يعلن الحرب على الشمبانيا. في الحقيقة إنها الغيرة؛ فالكروم الفرنسية تتفوق بكل المقاييس. النسخة لن تكون أبدا الأصل.
وتحتل السوق الروسية المرتبة 15 في صادرات نبيذ الشمبانيا بأكثر من 1.8 مليون زجاجة في عام 2020، وهو ما يمثل 35 مليون يورو.
ويذكر أن منطقة الشمبانيا تصدر 244 مليون زجاجة كل عام مقابل مبيعات تقدر بـ4.2 مليار يورو. وتعد المملكة المتحدة أول سوق للتصدير (21.2 مليون زجاجة) تليها الولايات المتحدة الأميركية (20.8 مليون) واليابان (10.8 مليون) ثم ألمانيا فبلجيكا وأستراليا… إلخ.
وعلى الرغم من أن روسيا ليست سوى زبون “صغير” لدى كبار منتجي نبيذ الشمبانيا إلا أن مناقشات دبلوماسية شاقة تجري مع الكرملين لإقناع فلاديمير بوتين بضرورة العودة إلى رشده. ودعت المجموعة “الدبلوماسية الفرنسية والأوروبية إلى العمل على تعديل هذا القانون غير المقبول”.