فرنسا وبريطانيا تؤكدان مشاركتهما في مؤتمر برلين

طرفا النزاع الليبي لم يؤكدا بعد مشاركتهما في المؤتمر الذي يجمع دولا عربية وغربية تسعى للبحث عن تسوية سياسية في البلاد.
الخميس 2020/01/16
نحو حلّ سياسي للأزمة الليبية

برلين – أكد كل من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظيره البريطاني بوريس جونسون مشاركتهما في مؤتمر برلين حول ليبيا في 19 من يناير الجاري.

وكان الإليزيه قد أعلن الخميس أن ماكرون سيشارك في المؤتمر موضحا أنه أجرى اتصالا هاتفيا مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.

كما أكد متحدث باسم رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون الخميس إن جونسون سيحضر المؤتمر.

وأعلنت الرئاسة الجزائرية في بيان رسمي الثلاثاء أن الرئيس عبد المجيد تبون سيشارك في المؤتمر الدولي المزمع عقده في برلين الأحد المقبل حول ليبيا بمشاركة طرفي النزاع والدول الفاعلة فيه.

وذكر البيان أنّ تبون “تلقى مساء الاثنين مكالمة هاتفية حول الوضع في ليبيا من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل” التي وجهت له “دعوة للمشاركة” في المؤتمر الدولي موضحا أن الرئيس تبون “قبل الدعوة للمشاركة في هذه الندوة”.

أما تونس، البلد الذي يمتلك حدودا على طول 500 كم مع ليبيا، فلم توجه إليها دعوة رسمية للمشاركة في المؤتمر في حين دعت المستشارة الألمانية الرئيس التونسي قيس سعيد إلى زيارة بلدها وهو ما دفع السياسيين ووسائل الإعلام المحليّة للاستغراب واستهجان الموقف الألماني، وفي حوار مع موقع تلفزيون “دوتشيه فيله” الألماني عبّر أحمد شفرة السفير التونسي لدى ألمانيا الخميس عن “استغراب كبير” من “اقصاءها” من مؤتمر برلين وقد أكدت وزارة الخارجية التونسية هذه التصريحات.

من جانبها أبدت اليونان انزعاجًا بسبب عدم تلقيها دعوة من ألمانيا لحضور مؤتمر برلين حول ليبيا، وذلك في تصريحات لوزير الخارجية اليوناني نيكولاس دندياس، الذي قال إن بلاده تدعم جميع الجهود الرامية إلى إحلال السلام والاستقرار في ليبيا.
وتابع: “نأمل أن يتحقق المزيد في برلين.. وبجانب ذلك، لا نستطيع أن نفهم لماذا اليونان ليست جزءًا من هذه العملية”، وعبّر عن استغرابه من عدم دعوة المغرب "إلى برلين بعد الأعمال الهامة التي قام بها”.

أما فيما يتعلّق بطرفي النزاع الليبي فقد أعلنت رئاسة حكومة الوفاق الليبية الخميس أن فايز السراج سيشارك في المؤتمر الدولي، فيما قال وزير خارجية ألمانيا، إن المشير خليفة حفتر مستعد من حيث المبدأ للمشاركة في مؤتمر ليبيا في برلين.

وكان مصدر مقرب من الجيش الليبي قد أوضح أن حفتر "تسلم دعوة رسمية من ألمانيا لحضور مؤتمر برلين ويسافر رفقة عقيله صالح”.

وأعلنت الأمم المتحدة الأربعاء مشاركة أمينها العام أنطونيو غوتيريش في المؤتمر و"سيرافقه ممثله الخاص في ليبيا غسان سلامة ووكيل الأمين العام للشؤون السياسية وبناء السلام روزماري ديكارلو”.

وكانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل قد دعت الثلاثاء إلى عقد قمة موسعة بشأن ليبيا في العاصمة الألمانية برلين يوم الأحد المقبل.

وذكر بيان صادر عن مكتب ميركل أنّ “المستشارة الألمانية قررت استضافة اللقاء المعني بمناقشة جهود الوساطة من أجل إحلال السلام في ليبيا بعد التشاور مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غويتيريش”.

ووجهت الدعوات إلى الولايات المتحدة وتركيا وبريطانيا وروسيا وفرنسا والصين والإمارات وعدد من الدول العربية والإفريقية.

وقالت نائبة المتحدث باسم الحكومة الألمانية أولريكه ديمر الأربعاء إنه من المنتظر أن يشارك في المؤتمر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش والمبعوث الأممي الخاص لليبيا غسان سلامة، وممثلون عن الدول المدعوّة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي والجامعة العربية.

ويأتي المؤتمر بعد أيام من فشل محادثات استضافتها موسكو برعاية روسية تركية في محاولة لتثبيت وقفٍ لإطلاق النار والمضي للتوصل لتسوية سياسية.

وتعوّل الأطراف الليبية على المؤتمر من أجل إيجاد حل للأزمات التي تعصف بالبلاد، وسيكون هدفه حث الأطراف الخارجية على تطبيق حظر السلاح والعمل على وقف إطلاق النار للسماح لليبيين للاجتماع بعد ذلك.

ويرى مراقبون أن ألمانيا قادرة على القيام بجهود وساطة لاسيما وأنه ينظر إليها على أنها طرف محايد في الصراع، على عكس فرنسا وإيطاليا اللتين تتنافسان على النفوذ ولهما مصالح تتعلق بالنفط والغاز في ليبيا.

وتراهن ألمانيا على إنجاح المؤتمر الدولي حول ليبيا معولة في ذلك على دعم أميركي قوي إضافة إلى عجز أطراف الأزمة المحليين عن حسم الصراع عسكريا.