فرنسا مستعدة للاعتراف بخصوصية كورسيكا دون اعتماد لغتها

باستيا (فرنسا) - أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن استعداده للاعتراف بخصوصية كورسيكا، لكنه رفض مطالب القوميين الأخرى في الجزيرة المتوسطية، ولا سيما بشأن مسألة اللغة التي يطالب القوميون بالاعتراف بها كلغة رسمية أخرى في البلاد.
وامتنع قادة القوميين عن المشاركة في غداء عمل مع ماكرون في اليوم الثاني والأخير لزيارته إلى الجزيرة المتوسطية التي يعيش فيها 330 ألف نسمة، احتجاجا على تصريحات حازمة الاثنين تؤكد “فرنسية” جزيرة كورسيكا.
وحضر القادة القوميون خطاب الرئيس السياسي في باستيا الذي قال فيه إنه “يؤيد ذكر كورسيكا في الدستور” الفرنسي، أحد المطالب الأساسية للتحالف بين مؤيدي الحكم الذاتي والانفصاليين.
وتابع ماكرون “ستكون طريقة للاعتراف بهويتها وترسيخها في الجمهورية” الفرنسية، فيما أثار هذا المطلب جدلا كبيرا في البلاد التي يقوم نظامها على مركزية شديدة بداعي “عدم تقسيم” الجمهورية.
وبقي الرئيس الفرنسي حازما حول مطلبين للقوميين هما إعلان اللغة الكورسيكية لغة رسمية ثانية ومنح وضع إقامة خاصة للكورسيكيين يميزهم على فرنسيي البرّ الذين يلامون على ارتفاع أسعار العقارات.
ورفض المطلب الثاني قائلا “اليوم عندما ترتفع الأسعار وتباع الأراضي نادرا ما يستفيد من ذلك غير السكان المحليين” متعهدا بـ”تطوير بناء المساكن” و”تسهيل قواعد التخطيط المدني”. وفي ما يتعلق باللغة، ذكر ماكرون أن “الفرنسية هي اللغة الرسمية الوحيدة في الجمهورية”، مؤكدا أنه “لن يقبل أبدا بتخصيص هذه
الوظيفة أو تلك لمن يتكلم اللغة الكورسيكية”.وكان برلمان كورسيكا قد مرّر الجمعة الماضية، مقترحا يطالب ماكرون بإقامة “حوار من دون شروط مسبقة أو محظورات بين الدولة وكورسيكا”، حيث يسعى لإجراء تعديل دستوري لمنح كورسيكا سلطات تشريعية.
ولا يطالب القادة الكورسيكيون باستقلال الجزيرة بل الاعتراف بخصوصيتها وإدراج ذلك في الدستور الفرنسي، مثل كاليدونيا الجديدة والمارتينيك، ويطالبون أيضا بمنح الجزيرة وضعا ضريبيا واجتماعيا خاصا والاعتراف بلغتها كلغة رسمية أخرى ونقل السجناء الكورسيكيين إلى مسافة أقرب.
وقال، الرئيس التنفيذي للإقليم جيل سيميوني، الاثنين “ثمة فرصة تاريخية للخروج من منطق النزاع”، معتبرا أن “الحوار يتطلب وجود طرفين وحتى الآن، كنا وحدنا من أعطى مؤشرات ملموسة إلى أننا نريد الحوار”.
وأوضح أنه لا يعرف ما هي “نوايا” إيمانويل ماكرون الذي نادرا ما تطرق منذ انتخابه إلى وضع كورسيكا في تصريحاته العلنية.
وتابع “ننطلق عمليا من ورقة بيضاء معه”، منبها إلى أنه “إذا ما بقيت أبواب الحوار مغلقة، فسنكون في وضع أزمة وتعثر سياسي”.