فرنسا: شروط السلام في سوريا تنطوي على عملية انتخابية شفافة

وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان يؤكد مواصلة التزام بلاده بالتوصل إلى تسوية سياسية للأزمة السورية في إطار قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 2254.
الاثنين 2019/01/14
لودريان: الحرب على داعش "لم تنته"

عمان ـ أكد وزير خارجية فرنسا جان إيف لودريان الاحد في عمان أن الحرب على تنظيم داعش في سوريا "لم تنته بعد" وأن أولوية بلاده لا تزال "القضاء" على التنظيم المتطرف.

وقال الوزير الفرنسي في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأردني أيمن الصفدي متناولا النزاع في سوريا، إن "الحرب لم تنته بعد، هناك حربان متقاطعتان، حرب ضد داعش لم تنته بعد، وأولئك الذين يعتبرون أن داعش قد قضي عليه هم على خطأ، وحرب أهلية داخلية، وأحيانا يكون هناك ترابط بين الحربين".

واضاف أن "الأولوية لا تزال القضاء على داعش. إن السعي إلى تحقيق استقرار دائم في الشرق الأوسط يتطلب مواجهة أي ظهور للإرهاب في المنطقة".

وبعدما سيطر على أراض واسعة في سوريا العام 2014، تعرض تنظيم داعش للعديد من الانتكاسات في العامين الماضيين نتيجة الهجمات التي نفذها الجيش السوري وحلفاؤه وكذلك قوات سوريا الديمقراطية، وهي تحالف كردي عربي مدعوم من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.

ولا يزال التنظيم يحتفظ بوجود في شرق سوريا وبعض الجيوب في الصحراء.

وفاجأ الرئيس الأميركي دونالد ترامب حلفاءه في منتصف ديسمبر، حين أعلن سحب الجنود الأميركيين المنتشرين في سوريا وعددهم ألفان.

وأكد لودريان "سنواصل التزامنا بلا كلل من أجل التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة السورية في إطار قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 2254، وهو الوحيد القابل للتطبيق للأزمة التي ابتليت بها البلاد منذ ما يقارب ثماني سنوات، كما أن هذا الحل السياسي هو السبيل الوحيد لضمان عودة اللاجئين السوريين بشكل آمن وطوعي ومستدام".

ورأى لودريان أن "شروط عملية السلام تنطوي على عملية انتخابية تتم بطريقة شفافة. وإذا كان الرئيس بشار الأسد مرشحًا، فسيكون مرشحًا. يجب على السوريين أن يقرروا مستقبلهم".

وتابع "لكنهم لا يستطيعون القيام بذلك إلا في اطار عملية سلام مصادق عليها من قبل الجميع، وعملية انتخابية تقوم على إصلاح الدستور الحالي".

وقال ايضا "هذا هو السيناريو، بعد ذلك، سيصوت السوريون وما نأمله هو ان يقوم جميع السوريين بالتصويت، سواء كانوا نازحين او لاجئين سيعنيهم اختيار ممثلين لهم، الأمر متروك للسوريين ليقرروا مستقبلهم".

من جانبه، أكد الصفدي أن "أولوية المملكة هي التوصل لحل سياسي يضمن وحدة سوريا واستقلالها ويعيد لها أمنها واسقرارها ودورها الرئيسي في المنطقة".

وأضاف "أولويتنا هي إنهاء الأزمة وعودة الأوضاع إلى طبيعتها في سوريا ليعود الأمن وتتبلور الظروف التي تسمح للعودة الطوعية للاجئين السوريين إلى بلدهم، فالأردن يتحمل عبء تلبية احتياجات 1,3 مليون سوري شقيق، ونشجع عودة هؤلاء الأشقاء إلى وطنهم بأسرع وقت ممكن".

واستقبل العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني الوزير الفرنسي في لقاء جرى خلاله "التأكيد على ضرورة التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية يحافظ على وحدة سوريا أرضا وشعبا"، بحسب ما أفاد بيان صادر عن الديوان الملكي.

وأكد الملك خلال اللقاء "الحرص على العمل مع فرنسا من أجل تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة".