فرنسا: حسابات انتخابية ومشاكل تكتيكية تحول دون إحياء المحادثات مع إيران

وزير الخارجية الفرنسي: إحياء الاتفاق النووي نقطة بداية لمناقشة الوضع الإقليمي.
الثلاثاء 2021/03/16
الأمور تتعقد

باريس - أكد وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان الثلاثاء أن جهود إحياء المحادثات النووية مع إيران تعوقها "مشاكل تكتيكية"، والوضع الداخلي في إيران قبل الانتخابات الرئاسية في يونيو.

وتعمل فرنسا إلى جانب بريطانيا وألمانيا على محاولة جلب الولايات المتحدة وإيران إلى طاولة المفاوضات لإجراء محادثات غير رسمية، بغية التوصل إلى توافق بشأن الملف النووي.

ويبدو أن واشنطن وطهران حتى الآن غير مستعدتين لتقديم تنازلات، ومن المرجح أن تؤدي الحملة الانتخابية الرئاسية في إيران إلى تعقيد الأمور.

وقال لودريان في كلمة أمام مجلس الشيوخ الفرنسي، إن "إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 سيكون نقطة البداية لمناقشة الوضع الإقليمي وبرنامج الصواريخ الباليستية الإيراني".

ولم يذكر ماهية المشكلة التكتيكية، لكنه أضاف أنه "في حين أن هناك إرادة معلنة للعودة إلى المحادثات، إلا أن التوترات لا تزال قائمة ومن الضروري المضي قدما لتهدئة الوضع".

وتابع "نحن نرسل إشارات إلى الإيرانيين حتى نتمكن من العودة (إلى الاتفاق النووي)، والتي ستكون مقدمة لنقاش أوسع يتجاوز خطة العمل الشاملة المشتركة بشأن زعزعة الاستقرار الإقليمي، ولكن أيضا قدرات إيران الصاروخية".

وأبدت إدارة بايدن استعدادها للعودة إلى الاتفاق الذي انسحب منه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، مشترطة أن تعود إيران أولا إلى الوفاء بالتزاماتها. في المقابل، تشدّد طهران على أولوية رفع العقوبات عنها، مؤكّدة أنها ستعود إلى التزاماتها في حال قامت الولايات المتّحدة بذلك.

ويبدو أن الرئيس الديمقراطي محاصر بين مؤيدي الاتفاق ومعارضيه، فالمؤيدون يحضّونه على الإسراع حتى لا يضطر بعد الانتخابات إلى التعاطي مع قيادة جديدة أكثر عداء لحوار مع واشنطن، فيما يدعوه المعارضون إلى عدم تقديم أي تنازل قبل قيام طهران بخطوات فعلية.

والثلاثاء الماضي وجّه 140 نائبا أميركيا، نصفهم من الجمهوريين والنصف الآخر من الديمقراطيين، رسالة إلى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يطالبونه فيها بالتفاوض على اتفاق أوسع نطاقا وأكثر صرامة مع إيران، لكن بايدن يقول إنه يريد العودة أولا إلى اتفاق 2015، واعتماده نقطة انطلاق للتفاوض على التزامات "أقوى وأكثر استدامة".

وأعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رفائيل غروسي  الثلاثاء أن خبراء الوكالة سيعودون إلى إيران للبحث عن قضايا عالقة.

وفي تطور على الجانب الإيراني، نقلت وكالة "إرنا" الرسمية عن المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي أن "الاتفاق النووي وثيقة لا يمكن فتح ملفها ولا حاجة إلى التفاوض بشأنها".

وقال ربيعي إن "الأهم هو العودة الفورية للولايات المتحدة إلى الاتفاق وتنفيذ التزاماتها، لاسيما رفع الحظر فعليا".

ورحب بما أسماه "جهود المجتمع الدولي لإقناع الولايات المتحدة بتنفيذ القانون".

وأشار المتحدث إلى أن "روسيا تدرك جيدا التحدي الهائل الذي أوجدته الولايات المتحدة للأطراف الأخرى للاتفاق النووي من خلال الانسحاب منه".

والجمعة الماضي أكد مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان أن هناك إجماعا أميركيا أوروبيا على منع إيران من الحصول على سلاح نووي.

وكشفت الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأسبوع الماضي أن إيران بدأت تخصيب اليورانيوم في مجموعة ثالثة من أجهزة الطرد المركزي.