فرنسا تقود القوة البحرية للتحالف ضدّ داعش في الخليج

باريس – تسلمت فرنسا قيادة القوة البحرية للتحالف الدولي في منطقة الخليج لمكافحة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" الذي يهدد أمن المنطقة بأكملها.
وأعلنت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي أنّ حاملة الطائرات الفرنسية شارل ديغول تسلمت قيادة القوة البحرية للتحالف الدولي بعد أيام من وصولها إلى أبوظبي، في إطار مهمة تشمل أيضا ضمان “حرية الملاحة” في منطقة الخليج.
وكتبت عبر تويتر “شارل ديغول تتسلم قيادة الشق البحري من التصدي لداعش: هذه هي المرة الثانية التي تخلف فيها فرنسا الولايات المتحدة في تولي هذه المسؤولية” بعد ديسمبر 2015، معتبرة أن هذه المهمة “دليل ثقة عملياتية وإشارة إلى تصدينا الدائم ضد داعش”.
وسيطر تنظيم الدولة الإسلامية على مناطق واسعة في العراق وسوريا اعتبارا من العام 2014، لكن حضوره تراجع بشكل كبير في البلدين خلال الأعوام الأخيرة وسقطت الخلافة التي أعلنها في مناطق تواجده، على الرغم من أن عناصره لا يزالون يشنون هجمات دامية، وإن بوتيرة أقل من قبل.
ومنذ العام 2014، يقود التحالف الدولي هجمات ضدّ داعش بمبادرة من الولايات المتحدة ودول الخليج وتركيا ومصر، ويضمّ حاليا 83 شريكا.
ويحذّر متابعون من أن التنظيم يعمل على حشد أكبر عدد ممكن من الجهاديين المحليين بهدف إرباك الدول المشاركة في التحالف الدولي ضده، عبر إظهار مشاكل أمنية وتوترات محلية تشغلها عن محاربة الإرهاب خارج حدودها.
وتأتي المهمة الفرنسية الثانية لقيادة التحالف، والتي أطلقت عليها تسمية "كليمنصو 21" بعد مرحلة من التوتر في شرق المتوسط، فيما تكرر الولايات المتحدة والسعودية اتهام إيران بإعاقة حرية الملاحة في الخليج عبر الحوثيين المدعومين من طهران، والذين يشنون هجمات مكثفة في البحر الأحمر.
وعلاوة على فرقاطتين وسفينة إمداد وغواصة فرنسية، ترافق حاملة الطائرات فرقاطة بلجيكية وفرقاطة يونانية ومدمرة أميركية.
وكانت وزارة الجيوش الفرنسية قد ذكرت أن أفراد طاقم الحاملة المكون من 1200 بحار تلقوا اللقاح المضاد لفايروس كورونا، وأن ثلثي الطاقم كانوا قد أصيبوا بالفايروس العام الماضي.
وأبحرت حاملة الطائرات الوحيدة ضمن البحرية الفرنسية، من ميناء طولون في جنوب شرق فرنسا الشهر الماضي، في مهمة جديدة حملتها بداية إلى شرق البحر المتوسط وبعده إلى المحيط الهندي في إطار عملية “شمال”، في إشارة إلى المساهمة الفرنسية ضمن التحالف الذي تقوده واشنطن.
ووصلت “شارل ديغول” أواخر الأسبوع الماضي إلى أبوظبي، في مهمة تهدف أيضا إلى تأكيد “التزام فرنسا العميق بحرية الملاحة واحترام القانون الدولي”، وفق ما أفاد متحدث باسم وزارة الجيوش في فبراير الماضي.
وأفادت وزارة الجيوش في بيان بأن هذه المجموعة البحرية - الجوية ستتولى كل المهمات “التي عادة ما تقوم بها مجموعة قتالية أميركية، بما فيها استمرارية الحضور الجوي البحري لتحالف العزم الصلب”، في إشارة إلى الاسم الرسمي للتحالف.
وأضاف البيان “في منطقة الخليج حيث جزء من الاستقرار الإقليمي وأمن القارة الأوروبية على المحك، يتيح حضور فرنسا لها الحفاظ على قدرة تقييم وتقدير الوضع ذاتيا”.
وتحض فرنسا الرئيس الأميركي جو بايدن على إبقاء التصدي لتنظيم الدولة الإسلامية أولوية، علما بأن سلفه دونالد ترامب اتخذ قبيل مغادرته البيت الأبيض في يناير الماضي، قرارا بتقليص عدد الجنود الأميركيين المتواجدين في العراق إلى 2500 فقط.