فرنسا تغير موقفها من الانتقال في تشاد وتدعو إلى تشكيل حكومة مدنية

نجامينا - غيرت فرنسا الثلاثاء موقفها من دعم تحول مدني - عسكري في تشاد إلى الدعوة إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية مدنية تدير شؤون البلاد، إلى حين إجراء انتخابات في غضون 18 شهرا.
وبعد مقتل الرئيس إدريس ديبي على جبهة القتال تولى السلطة مجلس عسكري برئاسة ابنه محمد إدريس ديبي، وقال إنه سيشرف على مرحلة انتقالية مدتها 18 شهرا إلى حين إجراء انتخابات، ووصفت أحزاب معارضة ذلك بالانقلاب.
ويواجه المجلس العسكري ضغوطا عالمية لتسليم السلطة إلى حكومة مدنية انتقالية في أقرب وقت. وعبّر الاتحاد الأفريقي عن "قلقه البالغ" إزاء تولي الجيش السلطة، في حين كانت فرنسا تسعى لحل مدني - عسكري.
وقالت الرئاسة الفرنسية في بيان مشترك، بعد محادثات أجراها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية فيليكس تشيسيكيدي، إن البلدين "يقدمان دعمهما لعملية انتقالية شاملة متاحة لكل القوى السياسية في تشاد، بقيادة حكومة وحدة وطنية يتعين أن تؤدي إلى انتخابات في غضون 18 شهرا".
وفي وقت سابق الثلاثاء اندلعت في العاصمة التشادية نجامينا ومناطق متفرقة من البلد الأفريقي احتجاجات، حيث خرج المحتجون إلى الشوارع للمطالبة بالعودة إلى الحكم المدني.
وتلقي الاحتجاجات الضوء على الأجواء المشحونة في تشاد بعد وفاة ديبي، حيث يجد الانتقال العسكري صعوبة في كسب تأييد شعب ضاق ذرعا بانفراد ديبي بالسلطة على مدى 30 عاما.
وتولى المجلس العسكري السلطة بعد مقتل ديبي أثناء تفقده القوات التي تحارب المتمردين في 19 أبريل.
واعتبر بعض السياسيين المعارضين تولي الجيش للسلطة انقلابا، وطلبوا من أنصارهم تنظيم احتجاجات، على الرغم من أن الجيش عين سياسيا مدنيا هو ألبرت باهيمي باداك رئيسا لحكومة انتقالية الاثنين.
وحظر المجلس العسكري الاحتجاجات في بيان أصدره مساء الاثنين، قائلا إنه لن يسمح بأي احتجاجات قد تؤدي إلى اضطرابات، بينما لا تزال البلاد في حالة حداد.
وسبق وأن أكد المجلس الذي يرأسه محمد إدريس ديبي ابن الرئيس الراحل والذي أُعلن رئيسا للبلاد، أنه سيشرف على مرحلة انتقالية مدتها 18 شهرا إلى حين إجراء انتخابات.
وردت الشرطة على الاحتجاجات بإطلاق غاز مسيل للدموع، بينما أحرق المحتجون إطارات في عدة أحياء بالعاصمة في ساعة مبكرة من صباح الثلاثاء.
وأسفرت الاحتجاجات عن مقتل شخصين على الأقل الثلاثاء، في تظاهرات متفرقة في نجامينا وفي جنوب تشاد ضد المجلس العسكري.
وأكد المدعي العام علي كولا إبراهيم في ثاني مدن تشاد على بعد حوالي 400 كلم نحو جنوب نجامينا، عبر الهاتف أنه "وقع قتيل في موندو صباحا في تظاهرات، ليست لدينا بعد الظروف المحددة للوفاة، إنه شاب يبلغ 21 عاما".
وقال مسؤول كبير مكلف وسائل الإعلام الرسمية في موندو أحمد مالوم إن "طالبا رمى حجرا على سيارة للشرطة والشرطة أطلقت رصاصة حية وقُتل الطالب على الفور".
وشوهدت شاحنات تقل جنودا تجوب الشوارع في محيط وسط العاصمة.
وقال مدعي نجامينا يوسوف توم إن "المتظاهرين هاجموا حافلة في حيّ ديمبي. بعض الركاب فرّوا، لكن امرأة بقيت وقُتلت على أيدي المتظاهرين".