فرنسا تعاني "بقّ العنصرية" أكثر من "بقّ الفراش"

باريس - أحدثت تصريحات أدلى بها صحافي فرنسي اتهم فيها المهاجرين غير النظاميين بالتسبب في اجتياح حشرة “بق الفراش” للعاصمة باريس وعدد من مدن فرنسا ضجة واسعة، حيث قال رواد مواقع التواصل الاجتماعي إن مثل هذه التصريحات تنضح عنصرية.

وتشهد فرنسا اجتياح جحافل بق الفراش للمنازل والإدارات والأماكن العمومية. وسببت صور ومقاطع فيديو نشرها عدد من المسافرين لهذه الحشرات وهي منتشرة في المترو والحافلات المحلية في باريس، وأيضا على متن القطارات عالية السرعة بين المدن، وبمطار شارل ديغول، حالة من الفزع والتقزز، ما دفع السلطات إلى إعلان ما يشبه حالة الطوارئ.

وفي غمرة الفوضى التي خلفها انتشار هذا الكائن الطفيلي طرح عدد من الصحافيين والمسؤولين فرضيات غير واقعية حول الأسباب التي أدت إلى هذه الطفرة، مع أنه تاريخيا كانت العاصمة باريس وعدد من أنحائها بيئة خصبة لمثل هذه الحشرات ولبعض القوارض مثل الفئران.

وربط الصحافي ومقدم البرامج الفرنسي باسكال برود هذه الظاهرة بتزايد أعداد المهاجرين غير النظاميين.

وقال برود في برنامج يقدمه على قناة “سي نيوز” المحلية الجمعة “هل نعرف لماذا يوجد المزيد من البق اليوم؟ هل له علاقة بالنظافة؟ سوف أطرح جميع الأسئلة. هناك الكثير من الهجرة في الوقت الحالي. هل الأشخاص الذين لا يتمتعون بالظروف الصحية نفسها التي يتمتع بها الموجودون على الأراضي الفرنسية هم الذين يجلبونه (البق)؟ هل لأنهم في الشارع؟ هل لأنهم ربما ليست لديهم إمكانية الوصول إلى جميع الخدمات مثل الآخرين؟ هل هذا مرتبط بذلك؟”.

وردّ ضيف البرنامج نيكولا رو دي بيزيو، المؤسس والمدير لمنصة متخصصة في إدارة الآفات، على سؤال برود قائلا “قطعا لا”، قبل أن يحذّر برود من جدل ناشئ على شبكات التواصل الاجتماعي.

وبالفعل سرت تصريحات برود العنصرية مثل النار في الهشيم على مواقع التواصل الاجتماعي، وقال الكثير من المغاربة والعرب إن تصريحات برود تعبر عن الذهنية الاستعلائية والعنصرية التي تسكن فرنسا ولاسيما نخبتها “المثقفة”، معتبرين أن فرنسا مازالت تعيش على أوهام أنها كانت في وقت مضى إمبراطورية استعمارية.

ونشر الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني ياسر الزعاترة عبر حسابه على منصة إكس:

YZaatreh@

وقال أسعد المغربي في تعليق على إكس:

assad_maghribi@

سخرية القدر أن أي شيء سيء ينسبونه إلى أفريقيا والأفارقة وأي نجاح ينسبونه إلى فرنسا! الإجرام سببه أفريقيا! خسارة المنتخب الفرنسي سببه الأفارقة… واللائحة طويلة جدا وآخرها أن البق بسبب المهاجرين ونسوا أنهم مدينة الفئران والجرذان وأن سبب انتشار محلات العطور عندهم كان بسبب الرائحة الكريهة في باريس!

وعلق الكاتب والباحث الأردني أحمد سليمان العُمري:

ahmadomariy@

وقال عبدالناصر زويت:

ezaouitea@

بعد المشاكل التي سببها بق الفراش في فرنسا والدي خصصت له فرنسا ملايين اليوروهات لمحاربته صحافي على التلفزيون الفرنسي قال إن بق الفراش أصله أفريقيا وإن الأفارقة المهاجرين هم الذين يحملونه إلى فرنسا، رغم أن عمر آفة بق الفراش يعود إلى العصور الوسطي في أوروبا، هي و آفة الجرذان.

وكتب موقع هسبريس المغربي عبر حسابه على إكس:

hespress@

ويثير انتشار حشرة البق مخاوف كبيرة ليس فقط لدى الفرنسيين بل وأيضا لدى الأجانب، وتواجه السلطات الفرنسية تحديا كبيرا في احتواء انتشارها، في ظل قلق من أن يؤثر ذلك على فعاليات وتظاهرات كبرى تعتزم فرنسا تنظيمها على غرار دورة الألعاب الأولمبية التي ستحتضنها باريس العام المقبل.

وقال رواد مواقع التواصل المغاربة في تغريدات لا تخلو من تهكم إنهم على استعداد لمساعدة باريس في مكافحة هذا الغزو، كرد على الدعم الذي أظهرته في مساعدة المغرب على احتواء تداعيات زلزال الحوز، فيما دعا نشطاء آخرون حكومات بلدانهم إلى الحذر من المنقولات القادمة من فرنسا.

ونشر أيوب عبر حسابه على إكس:

AYOUBVISION@

وقال العربي الباز:

la__Del@

رب ضارة نافعة.

خيرا فعل #المغرب لأنه رفض المساعدات الفرنسية. لو قبلها لأصبح سكان الحوز يشتكون من انتشار البق في فراشهم وملابسهم.

مواطن فرنسي يحكي لقناة RMC الفرنسية معاناته مع البق. تحذير فقط؛ على #المغرب أن يراقب الحافلات الدولية التي تأتي من #فرنسا محملة بملابس البال والأفرشة.

وحذر عديل ذكرالله السلطات المغربية من إمكانية انتقال الحشرة إلى المملكة عبر أمتعة القادمين:

DikrallahAdil@

وكانت إدارة ميناء طنجة المغربي أعلنت عن تفعيل حالة الطوارئ الصحية والبيئية، عقب الاشتباه في وجود البق على متن باخرة مسافرين وصلت من ميناء مرسيليا الفرنسي.

ونقل موقع هسبريس المغربي عن مصادر قولها إن عملية المراقبة الصحية الاستباقية في الميناء كشفت “رصد حشرة البق على متن هذه الباخرة، مما استدعى تفعيل بروتوكول صحي صارم”.

ويقتضي البروتوكول “القيام بعملية تعقيم وتنظيف شاملة ودقيقة لجميع مكونات هذه الباخرة وحمولتها، قبل الشروع في عملية استقبال العربات والمسافرين القادمين على متنها”.