فرنسا تشيد بدور الإمارات في إرساء السلام العالمي

أبوظبي - تتوالى الإشادات الدولية بدور الإمارات في إرساء قيم التسامح والتعايش السلمي والريادة في الدعم الإنساني والاغاثي للمناطق المنكوبة في العالم والعمل على تعزيز السلم والاستقرار عالميا وإقليميا من خلال انتهاج دبلوماسية هادئة ضمن مقاربة واثقة للسلام والتنمية المستدامة.
وفي أحدث وأوضح إشارة على هذا الدور الريادي، أثنت آن كلير لجاندر مستشارة الرئيس الفرنسي لشمال إفريقيا والشرق الأوسط، على جهود أبوظبي في إرساء أسس نظام عالمي يسوده السلام وروح الوئام والتسامح والأخوة الإنسانية.
وأشارت خلال لقاء بقصر الاليزيه الشيخ المحفوظ بن بيه الأمين العام لمنتدى أبوظبي للسلم إلى انتهاج الإمارات دبلوماسيّة السلام وتوظيف كافة المقدّرات المادية والسياسية للدولة في تقريب وجهات النّظر وتخفيف حدّة الصّراعات ومد يد العون لضحايا الأزمات وإعادة إعمار المناطق المنكوبة في مختلف المناطق، وفق وكالة الأنباء الإماراتية.
وبحسب المصدر ذاته، بحث لجاندر مع ضيفها مجموعة من القضايا الهامة المرتبطة بالتحديات التي تواجه جهود السلام وآلية تنسيق تلك الجهود وتعزيزها في ظل تنامي خطابات الكراهية والإقصاء المتبادل واحتدام الصراعات العنيفة عبر العالم.
ويأتي هذا اللقاء في ظل اضطرابات تشهدها منطقة الشرق الأوسط مع استمرار حرب دموية بين حركة حماس وإسرائيل ومخاوف دولية من انزلاق الوضع إلى حرب أوسع مع تصعيد خطير بين حزب الله اللبناني والجيش الإسرائيلي.
وأشاعت حرب غزة أجواء من الكراهية والعنف في الكثير من دول العالم بين المؤيدين لإسرائيل والرافضين لاستمرار العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين.
وأكدت مستشارة الرئيس الفرنسي تقدير حكومة بلادها لما يبذله منتدى أبوظبي للسلم الذي يلعب دورا حيويا في نشر ثقافة التسامح والتعايش السلمي بين الشعوب، مثنية على مبادراته لإرساء السلام ومن ضمنها مبادرة "المؤتمر الإفريقي للسلم" والدور الأساسي الذي يضطلع به في مواجهة التطرف العنيف في منطقة الساحل والسودان.
وأشارت إلى دور المنتدى أيضا في "بناء تيار لمحبي السلام في لحظة تاريخية حاسمة وفي ظل استشراء العنف وتهاوي دول المنطقة أمام ضغط الحركات الإرهابية".
كما التقى الشيخ المحفوظ بن بيه بالمستشار الفرنسي للشؤون الدينية جان كريستوف بوسيل في مقر وزارة الخارجية الذي أثنى بدوره على جهود دولة الإمارات في إرساء السلام والدفع باستمرار إلى الحوار سبيلا لجل الأزمات.
وأعرب بوسيل عن التزام الإدارة الفرنسية بمساندة جهود منتدى أبوظبي للسلم ومواكبة تلك الجهود، مؤكدا أن هذا التنسيق المستمر منذ سنوات يندرج بشكل طبيعي ضمن العلاقات الاستراتيجية والحضارية القوية بين الإمارات وفرنسا المبنية على السعي للخير والسلام والنفع العام للبلدين وللإنسانية جمعاء.
وقال الشيخ المحفوظ بن بيه من جهته إن "هذا اللقاءات عالية المستوى تؤكد أن المستقبل لرواية السلام ورؤيته وأن لا بديل عن الحوار، فالحرب مهما احتدمت واشتدت تظل لحظات مأساوية وحزينة تُهدر فيها القيم وتمتهن حقوق الإنسان، ولكن العاقبة لمحبّي السلام ولجهود التعارف والتضامن الإنساني، مؤكدا أن صانعي السلام هم حملة مشعل الأمل المستدام في غد أفضل".
وأشار إلى مركزية الإمارات في صناعة السلام العالمي، قائلا إن الأحداث العالمية تؤكد يوما بعد يوم أن دروب السلام تبدأ من أبوظبي وإليها تنتهي، مثنيا على دبلوماسية السلام التي تنتهجها القيادة الإماراتية ضمن رؤية واضحة أرسى دعائمها رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
وساهمت دولة الإمارات من خلال مبادرات وساطة إقليمية ودولية كان آخرها الإعلان عن نجاح إبرام صفقة تبادل للأسرى بين روسيا وأوكرانيا وأدت إلى إتمام عملية تبادل أسرى حرب شملت 180 أسيرا من كلا الجانبين.
وكانت تلك الوساطة هي الخامسة من نوعها منذ بداية العام الحالي، وجاءت تجسيدا لعلاقات الصداقة والشراكة التي تجمع الإمارات بالبلدين وباعتبار أبوظبي وسيطا موثوقا به لدى الطرفين.
وتؤكد الإمارات باستمرار على التزامها بمساعيها الرامية لاحلال السلام العالمي ودعم كل الجهود الدولية وكل المبادرات للوصول الى حلول سلمية للنزاعات، معتبرة أن الحوار وخفض التصعيد وتبني المسار الدبلوماسي هو السبيل الوحيد لحل الأزمات بما يسهم كذلك في التخفيف من الآثار الإنسانية الناجمة عنها.
وكانت الإمارات سباقة في إرساء مقاربة شاملة لتعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي ودعم قيم التسامح الديني والتعايش السلمي بين الأديان والطوائف وهي المقاربة التي أرسى دعائمها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في استكمال لمسيرة الأب المؤسس الراحل الشيخ زايد.
وأهلت تلك المقاربة أبوظبي للمرة الرابعة على التوالي لتكون في المرتبة الأولى من بين أكثر دول العالم أمانا، محافظة بذلك على مركزها ومكانتها كوجهة عالمية آمنة بمستوى منخفض جدا لمخاطر النشاط الإرهابي، وفق النتائج السنوية الصادرة عن معهد الاقتصاد والسلام الدولي.
ولم تأت تلك النتيجة من فراغ، فمن السلف إلى الخلف حرصت القيادة الإماراتية على تبني مقاربة شاملة على قاعدة استدامة النمو ومكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود وتحصين الداخل ثقافيا والاستثمار في تطوير البنى التحتية ومواكبة جهود التنمية بتشريعات تتلاءم مع المعايير الدولية، ما أهلها لتكون من بين أكثر الوجهات العالمية الآمنة على مختلف الأصعدة. ويلعب الاستقرار السياسي فيها دورا مهما في تعزيز هذه الريادة.