فرنسا تسعى لتعزيز التعاون الاقتصادي مع المغرب على وقع التقارب السياسي

وزير الاقتصاد والمالية الفرنسي يزور الرباط للمشاركة في منتدى الأعمال بين البلدين.
الجمعة 2024/02/23
فرنسا تسعى لاستكشاف فرص الاستثمار في القطاع الخاص بالمغرب

باريس - تسعى فرنسا لتعزيز العلاقات الاقتصادية مع المغرب على وقع تقارب سياسي غير مسبوق تمثل في زيارة سيجريها وزير الخارجية الفرنسي ستفيان سيجورنيه إلى الرباط الاحد المقبل لتمهيد زيارة أخرى للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لإجراء مباحثات مع العاهل المغربي الملك محمد السادس الصيف المقبل.
ومن المنتظر أن يحل وزير الاقتصاد والمالية الفرنسي، برونو لومير في الرباط بعد زيارة سيجورنيه ليشارك في منتدى الأعمال بين البلدين والذي سيعقد في الفترة من 24 إلى 26 أبريل القادم ويضم رجال أعمال فرنسيين ومغاربة بهدف تعزيز التعاون في القطاع الخاص واستكشاف فرص الاستثمار.
وسيجري لومير الذي سيكون كذلك مرفوقا بالوزير المنتدب المكلف بالتجارة الخارجية والفرانكفونية والفرنسيين في الخارج، فرانك ريستر، لقاءا مع نادية فتاح وزيرة الاقتصاد والمالية لتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين.
وسيكون لومير كذلك ضمن الوفد الفرنسي الذي يقوده وزير الخارجية سيجورنيه الى الرباط الأحد المقبل ما يشير لحجم الاهتمام الفرنسي بتعزيز التعاون الاقتصادي وعدم الاكتفاء بالتقارب السياسي والذي بات جليا ويثير مخاوف دولي إقليمية مثل الجزائر.
ورغم أهمية البعد السياسي تتشارك باريس والرباط في علاقات اقتصادية هامة لم تتأثر كثيرا في مراحل الفتور بين البلدين حيث تحتفظ فرنسا باستثمارات ضخمة في المغرب تهم العديد من الميادين مثل المقاولات والسياحة والتعدين وصناعة قطع غيار السيارات والصناعات الالكترونية والميكانيكية وغيرها من المجالات.
وشهدت المبادلات التجارية في 2022 نمواَ ملحوظاَ إذ بلغ حجمها 13.4 مليارات يورو، ما يعادل 147 مليار درهم، رغم الفتور السياسي بين البلدين حينها لكن رغم ذلك مارست الرباط ضغوطا على الحكومة الفرنسية بما فيها الضغوط الاقتصادية.
وفي 6 ديسمبر 2022، أعلن المغرب، وقف تداول أسهم شركة "سنترال دانون" الفرنسية، في بورصة الدار البيضاء حيث تملك الشركة مصنعين للحليب ومشتقاته في مدينتي الدار البيضاء والجديدة.
وفي 18 أكتوبر 2022 أعلن المغرب، وقف تداول أسهم شركة "ليديك" الفرنسية، في بورصة الدار البيضاء.
وتأتي زيارات المسؤولين الفرنسيين بعد اتصال هاتفي جرى بين العاهل المغربي وماكرون وكذلك استقبال الأميرات المغربيات للا مريم وللا أسماء وللا حسناء من طرف السيدة الأولى في فرنسا بريجيت ماكرون في الاليزيه.
وتوترت العلاقات بين باريس والرباط على خلفية سياسة تقارب ينتهجها ماكرون تجاه الجزائر التي قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب في العام 2021. وينظر المغرب إلى باريس على أنها أساءت التقدير بعدم إعلانها عن موقف واضح من مغربية الصحراء مثل العديد من الدول الأوروبية ومن بينها مدريد وألمانيا وهولندا التي أيدت مقترح الرباط للحكم الذاتي تحت سيادة المملكة لحل النزاع المفتعل.
كما أثار ماكرون في خطابه إلى الشعب المغربي بعد زلزال الحوز غضبا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي واستهجانا لتجاوزه القنوات الرسمية وللعاهل المغربي في مخالفة للأعراف الدبلوماسية وفي مزايدة مفضوحة. ومثل ملف التأشيرات كذلك احدى أوجه الخلاف بين المغرب وفرنسا في تلك الفترة.
إلى ذلك، أثار تصويت البرلمان الأوروبي في يناير 2023 في ظل ترؤس سيجورنيه كتلة "تجديد أوروبا" على إدانة تدهور حرية الصحافة في المغرب، غضبا عارما في الرباط. كما ندّد المغاربة بحملة مناهضة للمملكة "دبّرها" حزب الرئيس الفرنسي في بروكسل.
لكن باريس سعت لتجاوز هذه المرحلة وهو ما أكدته صحيفة "لوموند" الفرنسية التي أشارت في احدى مقالاتها أن "باريس راجعت الكثير من تصرفاتها تجاه المملكة إلى درجة الشعور بالندم على أشكال "العنجهية" التي تم التعامل بها مع المملكة.