فرنسا تساند الموقف الأميركي بشأن النووي الإيراني

باريس تؤكد أن أي مبادرة تهدف إلى دفع إيران إلى التخلي عن برنامجها النووي هي موضع ترحيب.
الخميس 2025/04/10
بارو حض الفرنسيين على عدم السفر إلى إيران

باريس – أعلنت فرنسا الخميس أنها “على اتصال وثيق” مع الولايات المتحدة بشأن الملف النووي الإيراني وتدعم الجهود الدبلوماسية الأميركية، وذلك عقب محادثة بين وزيري خارجية البلدين، أشارت إلى تماهي الموقف الفرنسي مع الأميركي بهذا الشأن.

وتتصاعد حدة المخاوف عالميا مع تعثر المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني ووصولها إلى وضع يصفه كثيرون بأنه طريق مسدود.

وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية كريستوف لوموان إنه “في ضوء الإعلانات الأخيرة عن بدء المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران بشأن البرنامج النووي الإيراني، أكد الوزير التزام فرنسا وأعرب عن دعمه لأي جهد دبلوماسي يهدف إلى التوصل إلى اتفاق قوي ودائم”.

وتحدث جان نويل بارو هاتفيا مع نظيره الأميركي ماركو روبيو مساء الأربعاء. وكان قد أعرب بارو  قبل أسبوع عن استمرار قناعة بلاده، موضحا أنه على الرغم من مرور عشرة أعوام على التوصل لاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني، فإن الموقف لم يتغير، وأضاف "من غير المقبول أن تمتلك إيران سلاحا نوويا".

وأثناء استضافته رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو المتشدد في موقفه تجاه إيران، فاجأ الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجميع بإعلانه الاثنين أن الولايات المتحدة منخرطة في مباحثات “مباشرة” مع طهران، رغم قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين منذ 45 عاما.

لكنه عاد وأكد الأربعاء أن العمل العسكري ليس مستبعدا، وقال “إذا تطلب الأمر تدخلا عسكريا، فسيكون هناك تدخل عسكري. وإسرائيل بطبيعة الحال ستكون مشاركة بقوة في ذلك، وفي مركز القيادة”.

وجاء التهديد قبل أيام فقط من المحادثات المقررة السبت في سلطنة عمان، والتي سيحضرها المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف ووزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي.

وعندما سُئل المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية عن مستوى التنسيق بين الأميركيين والأوروبيين الذين يجرون محادثات مع إيران ضمن صيغة مجموعة الدول الأوروبية الثلاث (ألمانيا وفرنسا وبريطانيا)، تهرب من الإجابة.

وقال لوموان “نحن على اتصال وثيق مع شركائنا الأميركيين. وسنواصل النقاش معهم”، رافضا الإفصاح عما إذا كان الأوروبيون قد أُبلغوا مسبقا بالمفاوضات التي تقودها واشنطن.

وذكّر المتحدث بأن الهدف هو منع إيران من تطوير أسلحة نووية، مؤكدا أن “السبيل الوحيد هو الدبلوماسية”. وأضاف أن “أي مبادرة تهدف إلى دفع إيران إلى التخلي عن برنامجها النووي هي موضع ترحيب”، حتى وإن كانت الفرصة لتحقيق ذلك “ضئيلة”.

ومنذ عقود، تشتبه الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة في أن طهران تعتزم امتلاك أسلحة نووية. وتنفي طهران هذه الاتهامات وتقول إن أنشطتها النووية تقتصر على الأغراض المدنية.

وحض وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو الأربعاء، الفرنسيين على عدم السفر إلى إيران والموجودين منهم فيها إلى مغادرة أراضيها، بسبب خطر التعرض للاعتقال التعسفي.

وقال بارو أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الفرنسي “أنتهز وجودي أمام هذه اللجنة لأدعو جميع مواطنينا ورعايانا إلى عدم السفر إلى إيران، وجميع رعايانا الموجودين حاليا في إيران إلى العودة إلى فرنسا ومغادرة البلاد حتى لا يخاطروا بالتعرض للاحتجاز التعسفي أو الاحتجاز كرهائن”.

ولم يحدد بارو عدد الفرنسيين الموجودين حاليا في إيران، لكن أعربت باريس عن أسفها مرارا لمواصلة فرنسيين التوجه إلى ايران، وخصوصا للسياحة، على الرغم من التحذيرات.

وذكّر الوزير بأن مواطنَين فرنسيَّين تعتبرهما باريس “رهينتي دولة”، لا يزالان محتجزين في إيران. وتُبذل جهودٌ دبلوماسية لإطلاق سراحهما منذ أكثر من عامين.

وتحتجز إيران مدرسة اللغة الفرنسية سيسيل كولر مع شريكها جاك باري منذ مايو 2022 بتهمة “التجسس” في حبس انفرادي، في سجن إوين في طهران.

ولم يحظيا بزيارة قنصلية منذ أكثر من عام. والأسبوع الماضي، أعلن بارو أن باريس سترفع “قريبا” شكوى إلى محكمة العدل الدولية “لانتهاك الحق في الحماية القنصلية”.

وأكد الأربعاء أن الشكوى لا تزال قيد الإعداد. وفي 3 أبريل، أقر المتحدث باسم الخارجية الفرنسية كريستوف لوموان بأن الإجراءات قد تستلزم “وقتا طويلا جدا”.