فرنسا تريد إشرافا دوليا في قره باغ للتصدي للأطماع التركية

باريس تطالب مجموعة مينسك بأن تلعب دورها في تحديد وضع مراقبة وقف إطلاق النار في إقليم ناغورني قره باغ.
الجمعة 2020/11/20
تفاهمات تقطع الطريق على تركيا

باريس - أعلنت الرئاسة الفرنسية أن باريس تريد إشرافا دوليا لتطبيق وقف لإطلاق النار في إقليم ناغورني قره باغ وسط مخاوف من استئثار روسيا وتركيا بالملف وإبرامهما اتفاقا لإبعاد القوى الغربية عن محادثات السلام المستقبلية.

وتشترك موسكو في رئاسة مجموعة مينسك التي تشرف على نزاع ناغورني قره باغ مع واشنطن وباريس، لكن الأخيرتين لم تشتركا في الاتفاق الذي وقعته روسيا وأرمينيا وأذربيجان لإنهاء القتال الذي استمر ستة أسابيع في الإقليم.

وتعقد روسيا منذ وقف إطلاق النار محادثات مع تركيا، وهي حليف رئيسي لأذربيجان ومنتقد شديد لمجموعة مينسك، الأمر الذي من شأنه أن يقود إلى نشر أنقرة قوات في الإقليم.

وقال مكتب الرئيس إيمانويل ماكرون عقب اتصالين مع رئيس أذربيجان ورئيس وزراء أرمينيا "ينبغي أن تسمح نهاية القتال باستئناف مفاوضات حسن النية من أجل حماية سكان ناغورني قره باغ وضمان عودة عشرات الآلاف الذين فروا من منازلهم في الأسابيع القليلة الماضية في أوضاع أمنية جديدة".

ويحرص ماكرون على عدم دعم طرف على حساب آخر في الصراع، لكنه يواجه انتقادات في الداخل لعدم فعله ما يكفي لمساندة يريفان. وينحدر 400 إلى 600 ألف من سكان فرنسا من أصل أرمني.

ببب

وأفاد مسؤول بالرئاسة الفرنسية "نريد من مجموعة مينسك أن تلعب دورها في تحديد وضع مراقبة وقف إطلاق النار".

وذكر مصدر أن باريس تضغط من أجل "إشراف دولي" على وقف لإطلاق النار بغية السماح بعودة اللاجئين وتنظيم عودة المقاتلين الأجانب من سوريا، فضلا عن بدء محادثات بشأن وضع الإقليم.

وشهدت العلاقات بين فرنسا وتركيا توترا غير مسبوق منذ عدة شهور لاختلاف البلدين حول العديد من الملفات، وتتهم باريس أنقرة بتأجيج الأزمة في القوقاز بتدخلها منذ بدء الصراع في التحريض على التصعيد، وإرسالها لمرتزقة سوريين للقتال إلى جانب باكو.

وتسعى تركيا لاستنساخ السيناريو السوري على الحدود بين أذربيجان وأرمينيا لتأمين نفوذها وتوسيعه بمشاركة القوات الروسية في تنسيق عمليات عسكرية مشتركة لمراقبة وقف النار في قره باغ، وهو أمر تنظر إليه فرنسا بالكثير من القلق.

ووقعت أرمينيا وأذربيجان برعاية روسيا في الـ9 من الشهر الجاري، اتّفاقا لوقف إطلاق النار في ناغورني قره باغ.

ولقي إنهاء وقف إطلاق النار ترحيبا واسعا من قبل المجتمع الدولي. في المقابل دعت فرنسا موسكو إلى إزالة بعض "الغموض" من النص لاسيما بشأن دور تركيا الداعمة الكبيرة لأذربيجان والعدوة اللدودة لأرمينيا.

وبينما لم يرد ذكر تركيا في الاتفاق أكدت أنقرة بعد توقيعه أن جنودا أتراكا سيشاركون في مراقبة وقف إطلاق النار من مركز تنسيق مشترك مع روسيا في أذربيجان.

لكن الرئيس الروسي أكد أنه لن يتم نشر أي جنود أتراك في ناغورني قره باغ.