فرنسا تراهن على باتيلي لتقوية موقفها في ليبيا

باريس تحث المبعوث الأممي على إيجاد حل يمر عبر انتخابات رئاسية وبرلمانية.
الثلاثاء 2022/10/18
مهمة صعبة

طرابلس- تراهن فرنسا على المبعوث الأممي الجديد إلى ليبيا عبدالله باتيلي لاستعادة ولو البعض من خيوط السيطرة في الملف الليبي التي فقدتها منذ حرب طرابلس التي انتهت بهزيمة حليفها قائد الجيش المشير خليفة حفتر، ووصول عبدالحميد الدبيبة حليف الأتراك إلى السلطة.

وأعربت السفارة الفرنسية في ليبيا الاثنين عن الدعم الكامل لمهمة باتيلي في الوساطة بين الأطراف الليبية، وذلك بعد يومين من تولي مهامه رسميا.

والأحد أجرى باتيلي، الذي وصل إلى العاصمة طرابلس عصر الجمعة، لقاءات مع الدبيبة ورئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي وعضو المجلس عبدالله اللافي، ضمن لقاءاته التي يعتزم إجراءها مع مختلف الأطراف الليبية.

وأشارت السفارة في تغريدة عبر حسابها الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي تويتر إلى “دعم فرنسا الكامل للممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في تنفيذ مهمته والوساطة الأممية من أجل الترويج لحل سياسي قابل للتطبيق يمر من خلال الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في أقرب وقت ممكن”.

ويعكس التنصيص على إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية رفضا ضمنيا لمبادرة كان قد تقدم بها رئيس حكومة الوحدة الوطنية وتهدف إلى إجراء انتخابات تشريعية فقط، لكنها لم تحض بدعم دولي أو داخلي، رغم إمكانية وجود دول داعمة للمبادرة أو قامت بهندستها مثل تركيا أو بريطانيا.

ولم ينجح العقد الذي قدمه الدبيبة لشركة توتال الفرنسية العاملة في مجال الطاقة، قبل نحو سنة في كسب ثقة باريس، التي كانت مؤخرا في مقدمة الرافضين لمذكرة التفاهم مع تركيا حول التنقيب عن الغاز في المتوسط.

وأعلنت فرنسا قبل نحو أسبوع أنها “أخذت علما” بالاتفاقية المبرمة في مجال المحروقات بالمياه الليبية التي وقّعتها أنقرة مع طرابلس معتبرة أنها “لا تتوافق مع القانون الدولي للبحار”.

وقالت وزارة الخارجية في بيان إن موقف باريس بشأن “مذكرة التفاهم لم يتغير”، مشيرة إلى أنها “تمس بالحقوق السيادية لدول أعضاء في الاتحاد الأوروبي، ولا تتوافق مع القانون الدولي للبحار ولا يمكن أن تكون لها عواقب قانونية على دول أخرى”.

◙ باريس تستعد لمرحلة جديدة مراهنة على باتيلي الذي سبق أن رفض الدبيبة تعيينه، بسبب قربه من فرنسا

ويقول مراقبون إن إضاعة فرنسا لخيوط اللعبة في ليبيا بدأت منذ رحيل المبعوث الأممي السابق غسان سلامة الذي كثيرا ما اتهم بالعمل لصالح أجندتها وهو ما نفاه مرارا، وتعمقت أكثر بعد هزيمة حفتر في طرابلس حيث اتهمت باريس من قبل أطراف محلية بدعمه.

وحاولت فرنسا تدارك الموقف بربط علاقات مع رئيس الحكومة الموازية فتحي باشاغا عندما كان وزيرا للداخلية في حكومة فايز السراج. وكانت زيارة الفيلسوف الفرنسي برنارد هنري ليفي إلى غرب ليبيا أثناء الحرب مؤشرا قويا على وجود علاقة بين باشاغا وباريس، خاصة بعد أن نفى السراج أيّ علاقة له بزيارة ليفي.

والواضح أن الرهان الفرنسي على باشاغا مازال مستمرا حيث تشير تسريبات إلى أن الحكومة الموازية من هندسة القاهرة وباريس.

ويبدو أن باريس تستعد لمرحلة جديدة في ليبيا تقطع فيها مع حالة العجز التي كانت تعاني منها مراهنة على المبعوث الأممي الجديد، الذي سبق أن رفض الدبيبة تعيينه، وقالت تقارير إعلامية حينئذ إن سبب الرفض يعود إلى قرب باتيلي من باريس.

وقبل يوم من وصول باتيلي إلى طرابلس وبدء مهمته، أعلن قنصل عام فرنسا السابق في مدينة جدة السعودية مصطفى مهراج تسلمه قرار تعيينه سفيرا جديدا لبلاده لدى ليبيا خلفا للسفيرة بياتريس لوفرابير دوهيلين التي أنهت فترة عملها في طرابلس.

ونشر مهراج عبر حسابه الشخصي على تويتر قرار وزيرة الخارجية كاثرين كولونا بشأن تكليفه سفيرا جديدا لفرنسا لدى ليبيا، معربا عن فخره وحماسته للالتحاق بفريق السفارة الفرنسية في طرابلس خلال الأيام المقبلة.

وأنهت دوهيلين مهمتها على رأس البعثة الدبلوماسية في طرابلس نهاية سبتمبر الماضي بعد مضي أكثر من أربع سنوات قضتها على رأس البعثة عملت أغلبها من تونس قبل أن تنتقل إلى طرابلس في أبريل 2021.

والتقى باتيلي الاثنين مع رئيس مجلس النواب عقيلة صالح بمدينة القبة (شرق)، غداة بدء اجتماعاته الرسمية في البلاد بلقاء الدبيبة.

وذكر مجلس النواب الليبي في بيان أن صالح التقى في مكتبه بمدينة القبة الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ورئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا باتيلي.

وتناول اللقاء، بحسب البيان، “الأوضاع في ليبيا بشكل عام وسُبل الوصول إلى إنهاء الأزمة الراهنة والوصول إلى إجراء الانتخابات في أقرب الآجال”، دون المزيد من التفاصيل.

1