فرنسا تدعو إسرائيل للرد على مقترح تبريد الحدود اللبنانية

السلطات الإسرائيلية تهدد باحتلال مناطق واسعة في جنوب لبنان، إذا لم ينسحب حزب الله من المنطقة.
الأربعاء 2024/05/01
سيرجونيه يطرح تعديلات على مقترح التهدئة

القدس - دعا وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه إسرائيل إلى إعلان موقفها بشأن مقترح قدمه لها بهدف نزع فتيل التوتر بين إسرائيل وجماعة حزب الله اللبنانية المتحالفة مع إيران، في الوقت الذي تحاول فيه باريس الاضطلاع بدور وساطة بين الجانبين.

وتتبادل إسرائيل وحزب الله الضربات يوميا عبر الحدود على مدى الأشهر الستة الماضية بالتوازي مع الحرب في غزة، في تصعيد أثار اتساع نطاقه وتطوره مخاوف من صراع إقليمي أوسع.

وكوَن حزب الله ترسانة ضخمة من الأسلحة منذ حربه مع إسرائيل عام 2006. ومنذ أكتوبر نزح الألوف على جانبي الحدود جراء تبادل القصف بين الجانبين.

وقال سيجورنيه في مقابلة أجرتها معه رويترز الثلاثاء "أدعو السلطات الإسرائيلية إلى إعلان موقف من هذه الخطط الفرنسية يمكننا من الانتقال إلى المرحلة التالية".

وكشف وزير الخارجية الفرنسي في وقت سابق الثلاثاء عن أنه تم طرح عدد من التعديلات على إسرائيل بعد مشاورات أجريت في لبنان في وقت سابق من الأسبوع.

وقال سيجورنيه قبيل اجتماع مع نظيره الإسرائيلي يسرائيل كاتس في القدس "تربطنا علاقة مع لبنان، لنا 20 ألف مواطن هناك، وكانت حرب عام 2006 مأساوية بشكل خاص بالنسبة لهم".

وزار سيجورنيه لبنان الأحد حيث التقى بمسؤولين بينهم ساسة مقربون من حزب الله. ويقول مسؤولون فرنسيون إنهم وجدوا تقدما في ردود السلطات اللبنانية.

وأشار سيجورنيه إلى أن أساس المقترحات هو ضمان تنفيذ قرار الأمم المتحدة رقم 1701 لعام 2006 الذي دعا الجماعات المسلحة غير الحكومية إلى الانسحاب من جنوب لبنان ونشر الجيش النظامي اللبناني هناك.

وقال حزب الله إنه لن يدخل في أي نقاش فعلي قبل وقف إطلاق النار في غزة حيث تستمر الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) منذ ما يقرب من سبعة أشهر.

وهددت إسرائيل، الثلاثاء، بـ"احتلال مناطق واسعة" في جنوب لبنان، لإنشاء منطقة أمنية عازلة، يسيطر عليها الجيش من أجل السماح لسكان المستوطنات بالعودة إلى أماكنهم بعد نزوح فاق الستة أشهر.

ووفقاً لـ"القناة 12" الإسرائيلية، فإن كاتس قال لسيرجونيه، "إذا لم ينسحب حزب الله، فإننا نقترب من حرب شاملة في هذه الحالة، ستعمل إسرائيل ضد حزب الله في كل لبنان وتحتل مساحة كبيرة في جنوب لبنان لإنشاء منطقة أمنية عازلة سيسيطر عليها الجيش الإسرائيلي للسماح لسكان الشمال بالعودة إلى ديارهم بسلام".

وأضاف كاتس "سكان الشمال لن يعودوا إلى منازلهم قبل انسحاب حزب الله، سنعرف في الأيام المقبلة ما إذا كانت هناك صفقة رهائن، ما يحفز السنوار هو رغبته في أن يوقف النظام الدولي إسرائيل، بما في ذلك المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي".

وتتمتع فرنسا بعلاقات تاريخية مع لبنان، حيث يوجد عدد كبير من المغتربين الفرنسيين ونحو 700 جندي فرنسي ضمن قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جنوب لبنان.

وقدم سيجورنيه هذا العام اقتراحا مكتوبا للجانبين يتضمن انسحاب وحدة النخبة التابعة لحزب الله مسافة 10 كيلومترات بعيدا عن الحدود الإسرائيلية ووقف إسرائيل للضربات في جنوب لبنان.

وتطرق المقترح إلى قضايا حدودية طويلة الأمد ناقشها شركاء من بينهم الولايات المتحدة التي تبذل جهودها الخاصة لتخفيف التوترات وتمارس أكبر قدر من التأثير على إسرائيل.

واجتمع سيجورنيه أيضا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مكتبه بالقدس في وقت تحاول فيه القوى الغربية إثناء إسرائيل عن اقتحام مدينة رفح الحدودية بجنوب قطاع غزة في الوقت الذي تكثف فيه جهودها للتوسط في إنهاء الحرب المدمرة.

ويلوذ بمدينة رفح نحو مليون فلسطيني نزحوا بسبب الغزو الإسرائيلي لغزة منذ هجوم حماس في السابع من أكتوبر. وتقول إسرائيل إن آخر أربع كتائب قتالية تابعة لحماس تتحصن برفح أيضا.

وقال سجورنيه "يمكننا التحدث مع إسرائيل، لكن عليها أن تستمع إلى أمور، وهذا يعني فتح مزيد من معابر المساعدات الإنسانية (في غزة) وسماع رفضنا للهجوم على رفح في ظل هذه الظروف". وأضاف أن التركيز يجب أن ينصب على الانتهاء من إبرام هدنة.

وقال "سنحتاج إلى التفكير في خيارات سياسية قد تجعل هذه الهدنة طويلة الأمد لأنه لن يكون هناك أسوأ من استمرارها لبضع ساعات فحسب، وهو ما سيكون فشلا جماعيا".