فرنسا تدخل على خط التمرد في الكونغو الديمقراطية

حكومة الكونغو تتهم جارتها رواندا بدعم "حركة 23 مارس"، وهو ما نفته حكومة الأخيرة مرارا.
الأربعاء 2022/12/21
انحياز فرنسي إلى الكونغو

باريس- دعت فرنسا للمرة الأولى الثلاثاء رواندا إلى وقف دعم “حركة 23 مارس” المتمردة في جمهورية الكونغو الديمقراطية.

واتهمت متحدثة وزارة الخارجية آن كلير ليجيندر، في بيان، رواندا بدعم متمردي “حركة 23 مارس”. وأدانت ليجيندر دعم رواندا لمتمردي الحركة، ودعتها إلى وقف هذا الدعم.

وتتهم حكومة الكونغو جارتها رواندا بدعم “حركة 23 مارس”، وهو ما نفته حكومة الأخيرة مرارا.

وتتألف “حركة 23 مارس” من عرق التوتسي الكونغوليين الذين انخرطوا في القوات النظامية بموجب اتفاق سلام تم توقيعه في مارس 2009، لكنهم أعلنوا تمردهم في أبريل 2012، معتبرين أن الاتفاق لم يطبق بالكامل. وسيطرت على مناطق في أنحاء إقليم شمال كيفو وتقدّمت باتّجاه غوما، المدينة الرئيسية في الإقليم.

آن كلير ليجيندر: على رواندا وقف دعم المتمردين في الكونغو الديمقراطية
آن كلير ليجيندر: على رواندا وقف دعم المتمردين في الكونغو الديمقراطية

ودفع تقدّم الميليشيات في أنحاء مقاطعة شمال كيفو الشهر الماضي بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام هناك لرفع مستوى التأهب وزيادة الدعم للجيش الكونغولي. وكانت لعودة “إم 23” تداعيات على العلاقات في وسط أفريقيا.

وتتهم كينشاسا رواندا بدعمها وتسليحها وهو ما تنفيه كيغالي التي تتهمها في المقابل بالتواطؤ مع “القوات الديمقراطية لتحرير رواندا”، وهي مجموعة سابقة تضم متمردين هوتو روانديين تأسست في جمهورية الكونغو الديمقراطية بعد إبادة العام 1994.

وخلص تحقيق أولي للأمم المتحدة إلى أن “حركة 23 مارس” المتمردة ارتكبت مجزرة أسفرت عن مقتل 131 مدنيا على الأقل (بينهم 17 امرأة و12 طفلا) في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية.

كذلك اتُهم المتمردون بارتكاب جرائم اغتصاب وعمليات خطف ونهب بحق سكان مدنيين ردا على هجوم شنته مجموعات مسلحة من الهوتو بشكل رئيسي.

وتدهورت العلاقات السيئة أصلا بين جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا. وأطلقت عدة مبادرات دبلوماسية لمحاولة حل هذه الأزمة. وقررت القمة التي نُظمت في الثالث والعشرين من نوفمبر الماضي في لواندا وقف إطلاق النار مساء الخامس والعشرين منه، على أن يعقبها بعد يومين انسحاب “حركة 23 مارس” من المناطق التي سيطرت عليها.

وفي حال عدم تحقيق ذلك، ستتدخل القوة الإقليمية لشرق أفريقيا المنتشرة في شمال كيفو لطرد المتمردين، لكن هؤلاء مازالوا يحتفظون بهذه المناطق. ومؤخرا أرسلت كينيا قوات إلى شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية في إطار عملية إقليمية مشتركة ضد هجوم يشنّه متمرّدون.

واتفق قادة “مجموعة شرق أفريقيا” في أبريل على تشكيل قوة مشتركة للمساعدة في إعادة الأمن إلى المنطقة. ويُنظر إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية عموما على أنها في حالة حرب دائمة على الرغم من المحاولات المبذولة لإحلال السلام المستدام.

5