فرنسا تحمّل مشجعي ليفربول مسؤولية فوضى نهائي دوري الأبطال

الحكومة الفرنسية تعقد اجتماعا طارئا بعد تعرضها لموجة انتقادات من الإعلام والسياسيين في المملكة المتحدة، حيال تعاطي الشرطة مع الأحداث التي سبقت المباراة.
الاثنين 2022/05/30
ليفربول يدعو إلى فتح تحقيق شامل وشفاف في الواقعة

باريس - عقدت الحكومة الفرنسية اجتماعا طارئا الاثنين بعد أن شابت اضطرابات جماهيرية نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم في باريس مطلع الأسبوع، وذلك بعدما قالت وزيرة الرياضة الفرنسية إن مشجعين لنادي ليفربول لا يحملون تذاكر صالحة تسببوا في هذه المشاكل.

وتعرّضت الحكومة الفرنسية لموجة انتقادات من الإعلام والسياسيين في المملكة المتحدة حيال تعاطي الشرطة مع الأحداث التي سبقت المباراة، إذ عانى الألوف من مشجعي ليفربول لدخول ملعب إستاد دو فرانس الشهير، حيث أقيمت في ضواحي العاصمة الفرنسية.

وقالت وزيرة الرياضة الفرنسية أميلي أوديا - كاستيرا في بداية الاجتماع "نحن بحاجة إلى اتخاذ جميع الخطوات اللازمة للتأكد من عدم حدوث ذلك مرة أخرى".

وأصبحت المشاكل الجماهيرية في مباراة باريس قضية سياسية قبل الانتخابات البرلمانية الفرنسية في منتصف يونيو.

وقال جان لوك ميلينشون، المرشح السابق عن أقصى اليسار في انتخابات الرئاسة الفرنسية، الأحد "الصور مؤسفة، إنها مقلقة لأننا نستطيع أن نرى بوضوح أننا لسنا مستعدين لأحداث مثل الألعاب الأولمبية"، بينما وصفت زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان الحادث بأنه يمثل "إهانة" لفرنسا.

وأكد بعض السياسيين الفرنسيين من اليمين المتطرف مثل إريك زمور أن المشاكل الجماهيرية في نهائي دوري أبطال أوروبا السبت بين ليفربول وريال مدريد، نتجت بشكل أساسي عن شبان محليين من ضاحية سان دوني القريبة من باريس، وليس من جماهير ليفربول.

لكن أوديا - كاستيرا قالت إن مشجعين لنادي ليفربول لا يحملون تذاكر صالحة تسببوا في مشاكل جماهيرية سبقت نهائي دوري أبطال أوروبا، بينما تفاقمت المشكلة لاحقا بسبب محاولة شبان محليين اقتحام الملعب لحضور المباراة.

ولفتت وزيرة الرياضة الفرنسية "ما يجب أن نضعه في الاعتبار حقا هو أن ما حدث أولا وقبل كل شيء، كان هذا التجمع الجماهيري الحاشد لمشجعين بريطانيين لنادي ليفربول من دون تذاكر أو بتذاكر مزورة".

وأضافت لمحطة "آر.تي.أل" الإذاعية الفرنسية "عندما يكون هناك الكثير من الناس عند مدخل الإستاد، سيكون هناك أشخاص يحاولون شق طريقهم عبر أبواب ملعب فرنسا، وحاول عدد معين من الشبان من المنطقة المجاورة الذين كانوا حاضرين الدخول وسط هذه الحشود".

ليفربول

وتأخر انطلاق المباراة أكثر من نصف ساعة بسبب التوترات خارج الملعب، ومحاولة العديد من المشجعين تسلّق بوابات السياج والدخول بالقوة، ما أدى إلى تصدي عناصر الشرطة لهم وإطلاق الغاز المسيل للدموع في بعض الأحيان، فيما أعلنت وزارة الداخلية الفرنسية السبت عن اعتقال 105 أشخاص ووضع 39 منهم قيد التوقيف الاحتياطي بسبب الشغب.

وأظهرت لقطات تلفزيونية صورا لشبان لا يرتدون على ما يبدو قمصان ليفربول الحمراء، وهم يقفزون على بوابات الملعب ويهربون مبتعدين.

وقال شاهد من "رويترز" إن قوات الأمن أطلقت الغاز المسيل للدموع على آخرين خارج الملعب، وبعضهم أطفال.

وقال وزير التكنولوجيا البريطاني كريس فيلب إن هذه المشاهد أصابته بالصدمة. مضيفا "لقد شعرت بالرعب لرؤية تلك الصور لمشجعين من بينهم أطفال ومعاقون وهم يتعرضون للرش برذاذ الفلفل من قبل الشرطة الفرنسية".

وتابع "من الصور التي رأيتها لم يكن هناك أي مبرر واضح لهذا النوع من السلوك".

وتسببت المشاهد الفوضوية في إستاد فرنسا الدولي في إحراج وطني، حيث من المقرر أن تستضيف فرنسا كأس العالم للرغبي 2023 ودورة الألعاب الأولمبية 2024.

وقال بيلي هوجان، الرئيس التنفيذي لليفربول، إن الطريقة التي تم التعامل بها مع جماهير ليفربول "غير مقبولة"، داعيا الاتحاد الأوروبي "اليويفا" إلى فتح تحقيق شامل وشفاف في الواقعة.

كما حثت وزيرة الرياضة البريطانية نادين دوريس اليويفا على فتح تحقيق.

وقالت وزيرة الرياضة الفرنسية "لم تحدث مشاكل من جماهير ريال مدريد في مباراة السبت،" مضيفة أن ريال مدريد نجح في السيطرة على جماهيره بشكل أفضل من ليفربول.

وأضافت أن فرنسا يتعين عليها مع ذلك أن تدرس تعزيز الإجراءات الأمنية في مباريات كرة القدم عالية الخطورة، مع اندلاع المزيد من المشاكل الأحد، بعد هبوط سانت إيتيين من دوري الدرجة الأولى الفرنسي.