فرنسا تحذر بريطانيا من الابتزاز في قضية المهاجرين

وزيرة الداخلية البريطانية تريد إعادة قوارب المهاجرين التي تصل إلى المملكة المتحدة إلى فرنسا.
الجمعة 2021/09/10
إيقاف عبور المهاجرين أولوية بريطانية مطلقة

لندن - وافقت وزيرة الداخلية البريطانية بريتي باتيل على استراتيجية جديدة وصارمة لإعادة قوارب المهاجرين التي تعبر القناة للوصول إلى المملكة المتحدة، إلى فرنسا التي ترفض هذا الإجراء ووصفته بـ”الابتزاز”، حسبما ذكرت صحف بريطانية الخميس.

وقالت الصحف إنه يتم تدريب قوة الحدود البريطانية على أساليب جديدة لإعادة هذه القوارب قبل أن تصل إلى جنوب إنجلترا بينما يسجل تدفق قياسي لهؤلاء المهاجرين في الأشهر الأخيرة.

وذكرت صحيفة “ذي تايمز” أن باتيل دعت إلى إعادة كتابة تفسير بريطانيا للقانون البحري الدولي في هذا الصدد. وهذه الاستراتيجية التي وافق عليها رئيس الوزراء بوريس جونسون لن تستخدم إلا في “ظروف محدودة جدا”، حسب ذي “تلغراف”، وستشمل السفن الأكبر وعندما يعتبر الوضع آمنا.

وبعد “مناقشات بناءة” مع نظيرها الفرنسي جيرالد دارمانان الأربعاء في لندن، كتبت باتيل، المعروفة بمواقفها المتشددة من الهجرة والجريمة، في تغريدة على تويتر أنها تريد الحصول على نتائج وجعل إيقاف العبور أولوية مطلقة.

لكن في رسالة وجهها إلى الوزيرة البريطانية، حذر دارمانان من أن اللجوء إلى إعادة اللاجئين قسرا في البحر “يمكن أن يكون له تأثير سلبي على تعاوننا”.

وشدد على أن “حماية الحياة البشرية في البحر لها تتفوق على اعتبارات تتعلق بالجنسية والوضع وسياسة الهجرة في إطار الالتزام الصارم بالقانون البحري الدولي الذي ينظم عمليات البحث والإنقاذ في البحر”.

وأكد دارمانان أن فرنسا لن تقبل بانتهاك بريطانيا قانون الملاحة الدولي ولا بأي ”ابتزاز مالي” في وقت تعزز لندن جهودها لمنع المهاجرين من عبور بحر المانش.

جيرالد دارمانان: باريس لن تقبل بانتهاك لندن قانون الملاحة الدولي

وكتب دارمانان على تويتر “فرنسا لن تقبل بأي ممارسة تنتهك قانون الملاحة، ولا بأي ابتزاز مالي”، مضيفا “يتعين احترام التزامات بريطانيا. قلت ذلك بوضوح لنظيرتي باتل خلال اجتماع الأربعاء”.

ورفض دارمانان في رسالته الاقتراح البريطاني بإنشاء “مركز قيادة مشترك واحد” للقوات الفرنسية والبريطانية، معتبرا ذلك مخالفا للسيادة الفرنسية وغير ضروري لأن التنسيق على الأرض “جيد وفعال” أصلا.

وشدد على أن الزيادة في عدد المهاجرين الذين يحطون في بريطانيا تفسر بشكل رئيسي باستخدام المهربين قوارب سعتها كبيرة.

وتعكس تصريحات دارمانان قلقا في باريس إزاء خطة الحكومة البريطانية لبدء إعادة مراكب المهاجرين قبل وصولها إلى المياه البريطانية في بحر المانش.

وما أثار غضب المسؤولين الفرنسيين أيضا اقتراحات بأن تجمد بريطانيا جزءا من مبلغ 62.7 مليون يورو (74.2 مليون دولار) وعدت بتقديمها في وقت سابق هذا العام، لتمويل الدوريات في شمال فرنسا ما لم يتم بذل المزيد من الجهود لمنع عمليات العبور.

وتريد لندن التي جعلت من تشديد المعركة ضد الهجرة أولوية منذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، أن تجعل عمليات العبور المحفوفة بالمخاطر غير عملية وتضغط منذ فترة طويلة على فرنسا لتكثيف جهودها لمنعها.

وسجلت موجة جديدة من المهاجرين الذين يعبرون القناة في الأيام الأخيرة متشجعين بالأحوال الجوية الجيدة.

ووصل 785 مهاجرا إلى بريطانيا بشكل غير قانوني الاثنين بعد رقم قياسي بلغ 828 في يوم واحد في أغسطس، ليبلغ عددهم أكثر من 13 ألف لاجئ منذ بداية العام، بحسب وكالة الأنباء برس أسوسييشن.

5