فرنسا تحثّ الاتحاد الأوروبي على مساعدة لبنان

باريس – حثّ وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان الاثنين نظراءه في الاتحاد الأوروبي على مساعدة لبنان الذي يمرّ بأزمة اقتصادية وسياسية حادة، وتقود فرنسا جهودا دولية لحلّها.
وطلب لودريان خلال اجتماع وزراء خارجية الاتحاد النظر في سبل مساعدة لبنان، قائلا إن “فرنسا تتمنى أن نبحث قضية لبنان”.
وتابع “البلد يسير على غير هدى ومنقسم… عندما ينهار بلد ما يجب أن تكون أوروبا مستعدة”، مؤكدا أن "الاتحاد الأوروبي لا يمكن أن يقف مكتوف الأيدي ولبنان ينهار".
وأعرب الوزير الفرنسي عن إحباطه من فشل جهود تشكيل حكومة جديدة في لبنان.
ويعيش لبنان أزمة اقتصادية ومالية خانقة لم يشهد لها مثيلا حتى في الحرب الأهلية، تترافق مع تعمق الأزمة السياسية من جراء عدم تشكيل الحكومة، تضاف إليها الأزمة الصحية المتفاقمة بفعل تفشي فايروس كورونا.
وتقود فرنسا، منذ استقالة حكومة حسان دياب عقب انفجار مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس الماضي، جهودا لحمل الزعماء اللبنانيين على الاتفاق على حكومة يمكنها تنفيذ إصلاحات تسمح بعودة المساعدات الدولية.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي زار لبنان ثلاث مرات منذ الانفجار، يتلقى في كل مرة وعودا إلا أن جهوده لحلّ الأزمة باءت بالفشل.
والأسبوع الماضي، اتهم ماكرون المسؤولين اللبنانيين بالفشل في تحمّل مسؤولياتهم، ملوّحا بأنه سيغير مقاربته بشأن لبنان.
ورغم الاجتماعات الكثيرة، لم يتفق رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري مع رئيس الجمهورية ميشال عون على تشكيل الحكومة، ما يفتح المجال للحصول على مساعدات دولية ضرورية.
ومن المقرر أن يجتمع الرئيسان الاثنين للبحث بشأن تشكيل الحكومة، فيما تستبعد مصادر سياسية حصول اتفاق بينهما.
ويصرّ فريق رئيس الجمهورية وصهره جبران باسيل على تشكيل حكومة تتضمّن سياسيين ضمن ما يسمّى بالثلث المعطّل، كي يكون في استطاعتهما إجبار الحكومة على الاستقالة ساعة يريدان ذلك.
ومنذ أكثر من عام يعاني لبنان أسوأ أزمة اقتصادية منذ انتهاء الحرب الأهلية عام 1990، وفاقمتها تداعيات جائحة كورونا، والانفجار الكارثي بمرفأ العاصمة بيروت.
وهوت الأزمة المالية بقيمة العملة بنسبة 90 في المئة ودفعت الكثير من اللبنانيين إلى براثن الفقر، كما تهدد الواردات في ظل ندرة الدولار. وانهارت العملة بوتيرة سريعة في الأسابيع الأخيرة وخسرت ثلث قيمتها، مما تسبب في خروج احتجاجات وإغلاق المتاجر.