فرنسا تتوجس من زيادة إيران سرا نسبة تخصيب اليورانيوم

أوسلو – تتوجس فرنسا من أن تزيد إيران سرا من نسبة تخصيب اليورانيوم بعد الضربات الإسرائيلية والأميركية التي دمرت إلى حد كبير جانبا من قدرات طهران النووية، فيما تسعى الدول الأوروبية الشريكة في الاتفاق النووي للعام 2015 إلى إعادة الإيرانيين لطاولة المفاوضات من أجل اتفاق جديد ينهي التوترات الناشئة والقائمة.
وأعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الثلاثاء عن خشيته من "خطر متزايد" لتخصيب اليورانيوم سرّا في إيران بعد الضربات الأميركية والإسرائيلية على مواقع نووية في الجمهورية الإسلامية.
وقال من النرويج "هذا أحد أكبر المخاطر في المنطقة... لذا لا بدّ من أن نبقى على اتصال مع الإيرانيين... ولا بدّ من أن نحرص على عدم سلوك إيران هذا المسلك"، معتبرا أن "هذا المسار سيكون أمرا غير مسؤول بالنسبة للأمن الإقليمي وللانتشار النووي الدولي وللقيادة الإيرانية على حد سواء".
وأعلنت الحكومة الإيرانية الثلاثاء أنها "اتخذت الإجراءات اللازمة" لضمان استمرار برنامجها النووي في أعقاب الضربات الأميركية والإسرائيلية التي استهدفت منشآتها، وبعد إعلان لاتفاق على وقف إطلاق النار بينها وبين إسرائيل بعد 12 يوما من الحرب.
وتثار تساؤلات حول مخزون اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المئة وهو مستوى قريب من عتبة 90 في المئة اللازمة لتصنيع قنبلة نووية، بعد أن تحدثت تقارير عن إخراجه من المنشآت التي تعرضت للقصف خلال الحرب.
وأشار ماكرون إلى أن خطر تخصيب اليورانيوم خارج إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية "خطر قائم، وكنا نخشاه منذ أن أصبحت خطة العمل الشاملة المشتركة هشة"، وهو اسم الاتفاق النووي الذي أبرم في العام 2015 بين إيران والدول الكبرى ثم انسحبت منه واشنطن في العام 2018، مضيفا "لقد تزايد هذا الخطر مع ما حدث مؤخرا".
كما رحّب بـ"دعوة" الرئيس الأميركي دونالد ترامب لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، مشيرا إلى أنها "أمر جيد للغاية"، مضيفا "صدرت تصريحات مهمة وإيجابية للغاية تدعو الجميع إلى استئناف المفاوضات ووقف إطلاق النار، لكن اللحظات الأخيرة أظهرت أن الوضع لا يزال هشا جدا".
وأكد الرئيس الإيراني حق بلاده في برنامج نووي سلمي وعزمها الدفاع عن هذا الحق، مجددا نفيه أن تكون طهران تسعى لامتلاك سلاح نووي.
وتأتي هذه التطورات بينما بدأت الحكومة الإيرانية تقييم حجم الأضرار التي ألحقتها الضربات الإسرائيلية خلال الحرب بين البلدين تمهيدا لبدء عملية إعادة الاعمار، بحسب ما أفادت متحدثة باسمها الثلاثاء مع سريان اتفاق لوقف إطلاق النار.
وقالت المتحدثة فاطمة مهاجراني عبر التلفزيون الرسمي "لقد تعرضنا لهجمات تستهدف مناطق سكنية إضافة الى مراكز علمية، معاهد بحوث (علمية)، منشآت صحية ومدنية... ولذلك نحن أمام مهمة كبرى لإعادة الإعمار".
وفي تطور آخر أعلن الحرس الثوري الإيراني الثلاثاء توقيف أوروبي بتهمة التجسس على مواقع "حساسة وعسكرية" في جنوب البلاد، غداة عملية مماثلة تتعلق بأوروبي آخر.
وقال معلى موقعه الاخباري "سباه نيوز" إنه "تم توقيف أوروبي من قبل قوات الأمن التابعة لمنظمة مخابرات حرس الثورة الإسلامية.. في محافظة هرمزغان" بجنوب البلاد، مشيرا الى أنه "دخل إيران كسائح"، مضيفا "كان يجمع معلومات استخباراتية عن مواقع حساسة وعسكرية"، من دون تقديم تفاصيل.
والاثنين، أوقفت السلطات الإيرانية مواطنا أوروبيا في محافظة همدان بشبهة التجسس لصالح الدولة العبرية، بحسب التلفزيون الرسمي، من دون تقديم تفاصيل إضافية حول هويته.
واضاف التلفزيون أن هذا الشخص "دخل البلاد متنكرا كسائح وواصل مهمة إقامة شبكات وجمع معلومات وتعطيل الأنظمة الهجومية والصاروخية في إيران".
وأعلنت وسائل إعلام إيرانية عمليات توقيف طالت عددا من الأشخاص بتهمة التجسس لصالح إسرائيل في مختلف أنحاء إيران، منذ اندلاع الحرب بين إيران وإسرائيل في 13 يونيو.
وتعهّدت إيران منذ ذلك الحين بإقامة محاكمات سريعة للأشخاص الذين يشتبه في تعاونهم مع إسرائيل. وأعلنت السلطات أيضا إعدام عدد من المدانين بالتعاون مع الموساد. وذكرت وسائل إعلام الجمعة أن مواطنا أوروبيا آخر أوقف بشبهة التجسس.
ونشرت وكالة "مهر" للأنباء في وقت لاحق من الثلاثاء تسجيلا مصوّرا يفيد بأن الحرس الثوري الإيراني ألقى القبض على مواطن ألماني في محافظة مركزي غرب طهران. وذكرت أن السلطات تشتبه في أنه "جاسوس دخل إيران متنكرا كسائح".
كما اتُّهم بالاقتراب من "مستودع للذخيرة وثكنة عسكرية وأنفاق صواريخ وقاعدة جوية بهدف الحصول على معلومات".