فرنسا تتجه لحلّ "الذئاب الرمادية".. ميليشيا أردوغان المدللة

الحكومة الفرنسية تتخذ الأربعاء قرارا بحلّ حركة "الذئاب الرمادية" القومية التركية المتطرفّة وسط تنامي الخلافات بين باريس وأنقرة.
الاثنين 2020/11/02
اختراق للمجتمعات السلمية

باريس – تتجه فرنسا إلى الإعلان الأربعاء على حلّ حركة "الذئاب الرمادية" القومية التركية المتطرفّة.

وأعلن وزير الداخلية جيرالد دارمانان الإثنين أن الحكومة الفرنسية ستتخذ خلال جلسة لمجلس الوزراء الأربعاء قرارا بحل حركة “الذئاب الرمادية”، التي وجهت إليها أصابع الاتهام بعد الصدمات الأخيرة بين الجاليتين التركية والأرمنية في ديسين-شاربيو قرب ليون (شرق). كذلك، كتبت عبارة “الذئاب الرمادية” على نصب تكريمي لضحايا الإبادة والمركز الوطني للذاكرة الأرمنية قرب ليون ليل السبت الأحد.

ويبدو أن فرنسا لاحظت بما لا يدع مجالا للشكّ خطورة "الذئاب الرمادية" على أمنها وبالتالي على الأمن القومي الأوربي خاصة فيما يتعلّق بعلاقة المنظمة التركية المتطرفة بالتنظيمات الإسلامية الإرهابية، لذلك بدأت باريس في بذل جهود مشدّدة للتصدي لها.

ويعتبر تنظيم"الذئاب الرمادية" الذراع المسلح غير الرسمي لحزب الحركة القومية، ويعارض أي تسوية سياسية مع الأكراد، وضد الأرمن، وقد سبق أن اتهم بالإرهاب.

ونشأ تنظيم "اوجاكلاري" في تركيا في منتصف ستينات القرن الماضي في كنف حزب الحركة القومية، شريك أردوغان الحالي في الحكم، مستندا إلى أفكار القوميين المتطرفين الأوئل، لينقل أنشطته بعد ذلك من تركيا إلى الخارج.

وتنحاز المنظمة في أفكارها للشعب التركي وللعرق التركي وضرورة استعادة أمجاده وتاريخه.

وتبنى التنظيم منذ تأسيسه توجهات ضد الأكراد والأرمن واليونان والعلويين والمسيحيين، ونفذ عمليات إرهابية دموية، تمثلت في اغتيالات مفكرين وقادة سياسيين ورجال دين مسيحيين وزعامات من قوميات مختلفة.

ويعمل التنظيم المتطرف جاهدا لتوحيد الشعوب التركية في دولة واحدة تمتد من البلقان إلى آسيا الوسطى، في محاولة لإحياء أمجاد الدولة العثمانية التي جمعت تحت سلطتها الكثير من الولايات في آسيا وأوروبا وأفريقيا.

ويحاول الدمج بين الهوية التركية والدين الإسلامي بشكل متشدد، وهو ما تروّج له خطاباته وأطروحاته المتعصبّة، كما يعادي علنا القوميات الأخرى كالكرد واليونانيين والأرمن وباقي المجموعات الدينية كالمسيحيين واليهود.

خطر الفكر المتشدّد يهدد حتى الجيوش
خطر الفكر المتشدّد يهدد حتى الجيوش

وإلى جانب الذئاب الرمادية تتجه فرنسا لحلّ عدد كبير من الجمعيات الدينية وإخضاع نحو 51 جمعية دينية للمراقبة، بسبب تورطها في الترويج لأفكار تتنافي ومبادئها في العلمانية والحرية.

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مؤخرا، إن الحكومة كثفت الإجراءات ضد التطرف.

كما تم حل جماعة محلية ضالعة في هجوم نيس وتطلق على نفسها اسم "جماعة الشيخ أحمد ياسين".

وقرّر الرئيس الفرنسي تعزيز أمن المدارس ومراقبة الدعاية المتطرفة على الإنترنت.

وأكد وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان بوجود لائحة تشمل عدداً من الجمعيات التي رصدت الوزارة نشرها خطابات دينية متطرفة في الآونة الأخيرة.

وتعهد الوزير بأن الحكومة ستشدد الخناق على الجمعيات الخيرية التي يشتبه في ارتباطها بشبكات متطرفة.

ومن أشهر العمليات التي تورطت فيها "الذئاب الرمادية" محاولة اغتيال البابا يوحنا بولس الثاني في 1981 على يد التركي محمد علي أقجا، أحد عناصر التنظيم، والمشاركة في العمليات القتالية بجمهورية الشيشان، بالإضافة إلى تنظيم كيفية نقل الأسلحة داخل المنطقة.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان استغلّ غضب مسلمين نصرة للنبي محمد للتجييش ضد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون على خلفية نشر الرسوم المسيئة للرسول، ليظهر مرة أخرى في ثوب "الخليفة" المدافع عن الدين، في وقت أدان فيه العالم عملية قتل المدرس صامويل باتي على يد متطرف شيشاني.

ويواصل أردوغان مهاجمة فرنسا بحجة الدفاع عن الاسلام رغم تنامي المخاطر التي تهدد فرنسا من قبل المجموعات الارهابية والتي جعلتها مسرحا لعمليات إرهابية متتالية في الأسبوعين الأخيرين.

ويتجاوز الخلاف التركي الفرنسي مسألة الرسوم المسيئة للرسول التي يصوّب أردوغان مكبّراته البصرية نحوها، اذ تصدّت باريس للأطماع التركية في المتوسط، وفي الأزمة الليبية وكذلك في ملف النزاع على اقليم ناغورني قره باغ، وتدفع الحكومة الفرنسية بالاتحاد الأوروبي إلى فرض عقوبات على أنقرة، لإرسالها مرتزقة سوريون موالين لها إلى مناطق النزاعات.