فرنسا تبدي موقفا أشد صرامة تجاه روسيا

ماكرون يؤكد على عدم "إذلال" روسيا حتى يتسنى التوصل إلى حل دبلوماسي عند انتهاء القتال.
الخميس 2022/06/16
ماكرون يهدّئ المخاوف الأوكرانية

بوخارست - اتخذ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون موقفا أشد صرامة بشأن روسيا الأربعاء بعد زيارة إلى القوات الفرنسية والقوات الحليفة في قاعدة لحلف شمال الأطلسي في رومانيا، في محاولة لتهدئة المخاوف لدى أوكرانيا وبعض الحلفاء الأوروبيين بشأن موقفه السابق تجاه موسكو.

ووصل ماكرون الثلاثاء ضمن جولة تستغرق ثلاثة أيام إلى الجناح الجنوبي للحلف تشمل مولدوفا قبل أن يتوجه على الأرجح إلى كييف الخميس في زيارة يشترك معه فيها المستشار الألماني أولاف شولتس ورئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي.

وتعرض الرئيس الفرنسي لانتقادات من أوكرانيا وحلفاء في شرق أوروبا بسبب ما يعتبرونه دعما غير واضح لأوكرانيا في الحرب مع روسيا. وسعى المسؤولون الفرنسيون في الأيام الأخيرة لتعزيز الخطاب الإعلامي، بينما اتخذ ماكرون ما يبدو أنه موقف أكثر صرامة الثلاثاء عندما التقى بالقوات الفرنسية.

ماكرون تعرض لانتقادات من أوكرانيا وحلفاء أوروبيين بسبب ما يعتبرونه دعما غير واضح لكييف في الحرب مع روسيا

وقال للقوات الفرنسية وقوات الأطلسي في قاعدة عسكرية في رومانيا “سنبذل قصارى جهدنا لوقف القوات الروسية ومساعدة الأوكرانيين وجيشهم ومواصلة المفاوضات”. وأضاف “لكننا في المستقبل المنظور سنحتاج إلى الحماية والردع”.

وأكد ماكرون مرارا في الأسابيع الأخيرة أنه من الضروري عدم “إذلال” روسيا حتى يتسنى التوصل إلى حل دبلوماسي عند انتهاء القتال، وحافظ على قنوات الاتصال مفتوحة مع الكرملين، مما أثار استياء الحلفاء.

وتقود فرنسا مجموعة قتالية تابعة للأطلسي في رومانيا قوامها نحو 800 جندي بينهم 500 فرنسي إلى جانب آخرين من هولندا وبلجيكا. ونشرت باريس أيضا نظاما صاروخيا أرض - جو.

وتتطلع الأنظار إلى كييف الخميس، حيث قالت مصادر دبلوماسية إن الزعماء الأوروبيين الثلاثة قد يتوجهون إلى العاصمة الأوكرانية.

وتأتي الزيارة ذات الدلالة الرمزية قبل يوم من إصدار المفوضية الأوروبية توصية بشأن وضع أوكرانيا كمرشح لعضوية الاتحاد الأوروبي، وهو اقتراح لا تتحمس له الدول الأوروبية الكبرى.

وحث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الاتحاد الأوروبي الأربعاء على السماح لبلاده بالانطلاق في طريق الانضمام إلى التكتل، محذرا من أن طموحات روسيا الإقليمية تمتد من وارسو إلى صوفيا.

وفي خطاب ألقاه أمام البرلمان التشيكي بالفيديو، دعا زيلينسكي أيضا إلى تشديد عقوبات الاتحاد الأوروبي على روسيا بسبب غزوها لبلاده.

وقال “روسيا ليست مهتمة بمدننا ماريوبول وسيفيرودونيتسك وخاركيف وكييف فحسب. لا، فطموحاتها موجهة إلى منطقة شاسعة تمتد من وارسو إلى صوفيا”، دون الإشارة إلى أدلة على ما يقول.

وأضاف “مثلما حدث في السابق، الغزو الروسي لأوكرانيا هو الخطوة الأولى التي تحتاج إليها القيادة الروسية لفتح الطريق إلى دول أخرى (…) لغزو شعوب أخرى”. وأعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ الأربعاء أن الحلف سيزود أوكرانيا بأسلحة ثقيلة حديثة، لكن هذا “يتطلب وقتًا” لأنه يتعين تدريب الجيش الأوكراني على استخدامها.

وأوضح أن “الانتقال من معدات الحقبة السوفياتية إلى معدات الحلف الأطلسي الحديثة يتطلب استعداد الأوكرانيين لاستخدامها (…) هذا انتقال صعب ومكلف”.

وزود الحلفاء حتى الآن أوكرانيا بأسلحة ثقيلة تعود إلى الحقبة السوفياتية لأن الأوكرانيين مدربون على استخدامها. وتتعلق المطالب الآن بمنحهم الأسلحة التي تستخدمها قوات الحلف.

وأكد ستولتنبرغ أنها “أنظمة مدفعية طويلة المدى وأنظمة مضادة للطائرات وفقًا لمعايير حلف شمال الأطلسي، وتتطلب تدريبًا وصيانة”.

وأعلن الجيش الروسي الأربعاء أنه دمر بصواريخ كروز عالية الدقة مخزن أسلحة حصلت عليها أوكرانيا من حلف شمال الأطلسي في غرب البلاد.

وتطلب أوكرانيا الحصول على 300 نظام إطلاق صواريخ متعددة وألفي مدرعة وألف طائرة مسيرة، ومعدات أخرى.

5