فرقاء تشاد يوقّعون اتفاق سلام تمهيدا لحوار وطني

الدوحة – وقّع زعيم المجلس العسكري الحاكم في تشاد محمد إدريس ديبي إيتنو الاثنين في قطر اتفاقا مع حوالي أربعين مجموعة متمردة، يهدف إلى بدء حوار وطني في العشرين من أغسطس في نجامينا.
ورفضت "جبهة التغيير والوفاق في تشاد" (فاكت)، إحدى المجموعات المتمردة الرئيسية، توقيع الاتفاق رغم الجهود التي بذلها الوسطاء في الدوحة حتى اللحظة الأخيرة لإقناعها بالانضمام إليه.
وقالت الجبهة في بيان إن الاتفاق أخفق في معالجة مطالبها على النحو المناسب، ومن بينها إطلاق سراح سجناء تم أسرهم خلال القتال. وأضافت الجماعة أنها لا تزال منفتحة على إجراء المزيد من المناقشات.
ووصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الاتفاق الذي يفترض أن يفتح الطريق أمام عودة سلطة مدنية، بأنه "لحظة أساسية للشعب التشادي"، متحدثا في فيديو تم بثّه خلال مراسم التوقيع في الدوحة.
لكنه شدد على ضرورة أن يكون الحوار "جامعا" لكل الأطراف ليكون ناجحا.
وأعلن وزير خارجية قطر محمد بن عبدالرحمن آل ثاني أن الاتفاق يهدف إلى إحلال "سلام يكون بديلا لحرب استمرت سنوات طويلة".
وحضر حفل التوقيع على الاتفاق الذي شمل الأطراف التي اتفقت على المشاركة في حوار وطني شامل، أكثر من 30 جماعة متمردة، وأعقب محادثات دارت في العاصمة القطرية على مدى شهور.
ولم يُكشف بعد عن تفاصيل الاتفاق، مثل كيفية تنفيذه ومراقبة الالتزام به.
وقال محمد زين شريف، وزير الخارجية في الحكومة العسكرية المؤقتة، للصحافيين إنه يعتقد بأن الاتفاق سيؤدي إلى سلام دائم في تشاد، مضيفا أن 1500 ممثل سيحضرون الحوار الوطني في العشرين من أغسطس.
ويهدف الحوار الوطني إلى إشراك مجموعة واسعة من الجماعات والأحزاب، بالإضافة إلى الحكومة والمتمردين.
وقال شريف "وقّع معظم الجماعات المسلحة على هذا الاتفاق وستشارك في الحوار الوطني. وهذا الحوار الوطني الشامل هو منتدى لجميع الشعب التشادي"، متجاهلا المخاوف من عدم توقيع كل الجماعات على الاتفاق.
وأكد مصدر مطلع على الاتفاق أن الذين وقّعوا ووافقوا على وقف دائم لإطلاق النار والعمل على نزع السلاح هم المدنيون.
وقال المصدر، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن الحكومة العسكرية المؤقتة في تشاد التزمت أيضا بعدم شن عمليات للجيش أو الشرطة في الدول المجاورة، تستهدف الجماعات التي وقّعت على الاتفاق.
وبدأت المحادثات بين الحكومة التشاديّة والجماعات المسلّحة في الثالث عشر من مارس 2022 برعاية قطر، سعيا لوضع حدّ لاضطرابات تعاني منها منذ عقود البلاد البالغ عدد سكّانها 16 مليون نسمة، والتي شهدت انقلابات عدّة.
ونُصّب محمد إدريس ديبي رئيسا للمجلس العسكري في أبريل 2021 غداة مقتل والده على الجبهة، التي كانت تشهد مواجهات مع متمرّدين، بعدما حكم تشاد بقبضة من حديد لأكثر من 30 عاما.
ووعد على الفور بتنظيم انتخابات حرة وديمقراطية في مهلة 18 شهرا، بعد "حوار وطني جامع" مع المعارضة السياسية والحركات المتمردة.
لكنّ محادثات الدوحة تعرقلت مرّة تلو أخرى، بينما لم تعقد المعارضة محادثات مباشرة بعد مع ممثّلين للحكومة.